هددت نيابة الاحتلال العسكرية بتغذية الأسير المضرب عن الطعام خضر عدنان قسريا، مما يشكل تهديدا على صحته، قد تؤدي إلى الموت كما حدث مع أسرى سابقين ارتقوا شهداء نتيجة هذه السياسة.
وليست المرة الأولى التي يمارس فيها الاحتلال هذه السياسة التي تعتبر عملية قتل وتصفية لكل أسير يضرب عن الطعام وذلك عن سبق الإصرار.
وتعتبر التغذية القسرية أحد الأساليب التي يلجأ إليها السجانون لإجبار الأسرى المضربين عن الطعام على تناول أو تلقي المواد المغذية، بهدف إهانة المضرب وإدخال الأغذية إلى جوفه وهو مكبل عبر فتحة الأنف أو الحقن، ما يؤدي إلى مضاعفات صحية ونفسية خطيرة قد تصل إلى الوفاة.
ومن الطرق التي يستخدمها الاحتلال لكسر إضراب الأسرى إدخال أنابيب التغذية إلى معدة الأسير المضرب عن الطعام عن طريق الأنف وحقن المواد الغذائية من خلالها بقوة إلى المعدة، أو عن طريق إدخال المواد الغذائية والسوائل عن طريق الحقن في مجرى الدم (الأوردة، الأوعية الدموية).
يقول المحرر نبيل مسالمة -61 عاما- وهو من الخليل وأفرج عنه بداية العام الجاري، إنه شارك الأسرى في إضرابهم الأخير لمدة 43 يوما، لكن إدارة السجون كان تمارس ضدهم كل أشكال كسر الإرادة.
وذكر (للرسالة نت) أنهم كانوا يدخلون عليهم معجون أسنان يحتوي على فيتامينات وبروتينات وبعد استخدامه يخبرونهم بالمكونات وبذلك أنهوا إضرابهم.
وأشار مسالمة إلى أن الاحتلال وقت الإضراب عن الطعام يحاول اتباع سياسة الكذب مع الأسرى المرضى ويخبرونهم بعد فحص الضغط والسكري بضرورة تناول الأدوية رغم عدم حاجتهم لذلك، ليتبين فيما بعد أن من يفحصهم ليسوا بأطباء بل عناصر من المخابرات (الإسرائيلية).
ويؤكد أن الأسير فترة الإضراب عن الطعام يمر بحالات نفسية كثيرة حيث الإرهاق المستمر والصداع وآلام المفاصل، لافتا إلى أن الاحتلال يتعمد -حين يكون الأسرى في حالة تعب- إرهاقهم أكثر بالتفتيش اليومي الذي يتجاوز الأربع مرات.
أبرز شهداء الحركة الأسيرة نتيجة التغذية القسرية:
للحركة الأسيرة الفلسطينية تجربة مريرة مع هذه السياسة التي استخدمتها سلطات الاحتلال (الإسرائيلي)؛ إذ سبق أن أدت إلى استشهاد العديد من الأسرى الفلسطينيين في السجون، وهم:
- عبد القادر أبو الفحم، الذي ارتقى شهيدًا عام 1970 خلال الإضراب الذي خاضه الأسرى في سجن عسقلان؛ نتيجة محاولة الاحتلال إدخال الطعام إلى معدته بالقوة عبر أنبوب التغذية القسرية في عيادة السجن؛ ما أدى إلى حدوث نزيف تسببت باستشهاده.
- راسم حلاوة، الذي ارتقى شهيدًا عام 1980، خلال إضراب سجن نفحة؛ حيث حاول الاحتلال تغذيته بالقوة عبر إدخال الطعام إلى جوفه عبر بربيش؛ الأمر الذي أدى إلى اختناقه.
- علي الجعفري، الذي ارتقى شهيدًا عام 1980، خلال إضراب سجن نفحة، حيث حاول الاحتلال إدخال الطعام بالقوة إلى جوفه عبر بربيش ما أدى إلى اختناقه.
- إسحق مراغة، الذي استشهد عام 1983 جراء مضاعفات صحية ناجمة عن تغذيته قسرًا، خلال إضراب سجن نفحة عام 1980.
وقبل سنوات صادقت الكنيست (الإسرائيلية) بتاريخ 30 تموز 2015م على قانون التغذية القسرية للأسرى، بالقراءتين الثانية والثالثة، بغالبية 46 صوتًا، مقابل 40 صوتًا.
وبحسب القانون، الذي أطلق عليه اسم "منع أضرار الإضراب عن الطعام"، فإنه يمكن للسلطات إطعام أسرى مضربين عن الطعام بشكل قسري إذا "تعرضت حياتهم للخطر"
وبحسب القانون الجديد، يمكن للسلطات ممارسة عملية الإطعام القسري في حال صرّح الطبيب بأنه "دون ذلك فإن حياة الأسير قد تتعرض للخطر خلال وقت قصير أو يصاب بإعاقة خطيرة غير قابلة للعلاج"، وهو ما يخالف الواقع حيث تؤكد الدراسات الطبية أن التغذية الطبية تؤدي لمضاعفات صحية خطيرة.
مخاطر التغذية القسرية
ووفق خبراء الصحة فإن للتغذية القسرية مخاطر عدة منها، الإصابة بجروح وتهتك في أغشية الأنف أو المريء أو المعدة نتيجة إدخال الأنبوب البلاستيكي عبر فتحة الأنف بشكل عشوائي وعنيف.
وإلى جانب ذلك، فإن نسبة حدوث اختناق كبيرة جدا، بالإضافة إلى أن المواد المغذية، وبسبب العنف والضغط، قد تتسرب إلى الرئة، مما يتسبب في حدوث التهابات رئوية حادة.
وتتسبب التغذية القسرية في حدوث (تميه) بجسم المعتقل، على اعتبار أن "الإدخال" العشوائي للسوائل قد يكون أكثر من حاجة الجسم، عكس الوضع الطبيعي الذي يتناول فيه الإنسان حاجته من الأكل والسوائل.
ويتسبب هذا النمط من التغذية العنيفة في خلل في تركيز الأملاح بالدم، وخاصة أملاح الصوديوم والبوتاسيوم، الأمر الذي يؤثر على انتظام ضربات القلب ويتسبب في الغيبوبة.
ومن المضاعفات السلبية للتغذية القسرية وفق الدراسات الطبية حدوث التهابات فيروسية وحالات عدوى بسبب استخدام الأنابيب والحقن لوقت طويل، مما يوفر بيئة مناسبة لتكاثر البكتيريا والجراثيم التي قد تنتقل إلى الدم.
وتظهر القوانين (الإسرائيلية) وكأنها تأتي للحفاظ على حياة الأسرى الفلسطينيين لكن في حقيقتها تهدف لقتلهم ضمن سياستها العنصرية التي تمارسها ضدهم.