قائد الطوفان قائد الطوفان

هل يعيد الجيش المصري سيناريو "السلام السماوي"

ميدان التحرير - وسط القاهرة
ميدان التحرير - وسط القاهرة

غزة – خاص الرسالة نت

لا زالت الثورة المصرية الشعبية في مصر في أوجها رغم محاولات إخمادها من جهات متعددة، إلا أنها ما زالت تستعر يوماً بعد يوم ويُثبت الشعب المصري بأنه جدير بالحرية من نظام القمع والظلم الجاثم على قلبه منذ أكثر من 30 عاماً.

"ميدان التحرير" .. صاحب نصيب الأسد في الأحاديث المتداولة عالمياً وعربياً في الوقت الحالي، حيث أنه ومنذ أن انطلقت الثورة المصرية في 25 يناير الماضي والمتظاهرون لا يفارقونه، يأتون إليه من كلٍ حدبٍ وصوب فردى وجماعات، مرددين شعارات متفرقة كان أبرزها .. "الشعب يريد إسقاط النظام" .."يسقط يسقط حسني مبارك".

تنازلات ووساطات .. والرد "ارحل"

تنازلات عديدة تقدم بها الرئيس مبارك كان أولها إقالة حكومته، ومن ثم تعيين نائب له لأول مرة منذ 30 عام، ومن ثم أعلن مبارك أنه لم يكن ينوي ترشحه لفترة رئاسية جديدة في محاولة منه لإقناع الشعب بأنه أشهر باقية له وسيرحل ولم يقتنع المتظاهرون، ومن ثم طالب عمر سليمان بصفته نائبه بالتحاور مع المعارضة والقوى، إلا أن كل هذه التنازلات والتي كان آخرها استبعاد مبارك وابنه جمال وصفوت الشريف عن قيادة الحزب الحاكم لم تقنع المتظاهرين في ميدان التحرير، ولا زال ردهم حتى كتابة هذا التقرير .. "مش هنمشي هو يمشي".

بالإضافة لهذه التنازلات التي – لا اعتبار لها – من وجهة المتظاهرين الشباب، تدخلت العديد من الوساطات من أجل إقناع الشباب بالرحيل من ميدان التحرير مع الوعود بتحقيق مطالبهم إلا أن هذه الوساطات لم تنجح مطلقاً والتي كان آخرها حديث أحد ضباط الجيش المصري عصر اليوم للمتظاهرين بضرورة التفرقة، فرفضوا حديثه بذات الشعار .. "مش هنمشي .. هو يمشي".

تحرك الجيش تجاه الميدان

بعد أن ترك الضابط المصري ميدان التحرير وسط هتافات المتظاهرين، بدأت مساء اليوم السبت الأخبار تتوارد ببدء تحرك دبابات الجيش المصري تجاه ميدان التحرير، في حين بدء الآلاف من الشباب بالتحرك نحو الميدان خشية محاولة الجيش إخلاءه من المتظاهرين.

مراقبون ومتابعون للشأن المصري يخشون من أن يعيد الجيش المصري خلال الساعات القادمة سيناريو مجزرة "ميدان السلام السماوي" الصيني، رغم إظهار الجيش المصري انحيازه للمتظاهرين وقوله بأنه لن يتعرض للمتظاهرين، غير أن أفعاله على أرض الواقع تؤكد غير ذلك بحسب المراقبون.

ميدان "السلام السماوي"

ميدان "السلام السماوي" هو أحد أشهر الميادين العامة في الجمهورية الصينية، اكتسب هذا الميدان شهرةً عن شهرته بأنه شهد أبشع المجازر التي عرفها التاريخ، حيث أقدم الجيش الصيني في عام 1989 على مذبحة بشعة لآلاف العمال والطلاب المعتصمين خلف المتاريس في أهم ميادين العاصمة بكين.

وكانت هذه هي الطريقة الوحيدة المتاحة أمام الطبقة الحاكمة، المذعورة رعبًا إزاء تمرد ملايين العمال والطلاب، لإعادة "القانون والنظام"، الأمر الذي يُخشى تكراره فعلياً بعد أن فشلت كل التنازلات والوساطات بإقناع المتظاهرين بالرحيل عن "ميدان التحرير" في القاهرة.

ويُجمع المراقبون أن المرحلة الحالية ستحسم أمر الجيش إما بالانحياز للنظام الحاكم، وإما بالانحياز للجماهير الشعبية المصرية، في حين يبقى السؤال القائم هل يُقدم الجيش على ارتكاب مجزرة بحق المتظاهرين الشباب في ميدان التحرير، كمحاولة رادعة وأخيرة لتفريقهم ؟!.

 

 

البث المباشر