ما تُسمى بـ"القبة الحديدية" تصدت لــ24 صاروخاً من بين 104 صواريخ أطلقت من قطاع غزة خلال جولة القتال الأخيرة؛ الأمر الذي عزته مصادر إعلامية إسرائيلية لهجوم إلكتروني تعرض له الكيان في ظل هجمات متتالية نفذتها مجموعات من "السايبر"، وأدت إلى إحداث حالة من الإرباك لدى قادة الاحتلال ومستوطنيه.
وقال الناطق باسم جيش الاحتلال أنَّ المؤسسة العسكرية قد فتحت تحقيقاً للتأكد من أسباب عدم تعامل "القبة الحديدية" بفعالية مع الصواريخ التي أطلقتها المقاومة، الأمر الذي قابله المستوطنين بحالة من الغضب، مؤكدين أن هذه الجولة زادت من فقدانهم للأمن في مناطق غلاف غزة.
وكانت مجموعة تُطلق على نفسها "أنونيموس سودان" قد أعلنت مسؤوليتها عن اختراق العشرات من المواقع والصفحات الإسرائيلية بينها الصفحة الشخصية لنتنياهو على فيسبوك ومواقع حكومية وأمنية، وبعدها تم قطع التيار الكهربائي عن عدد من المدن في الداخل المحتل، قبل أن تختم هجماتها باختراق أنظمة الإنذار الإسرائيلية والتي تعتمد عليها القبة الحديدية، وتوعدت الاحتلال بشن مزيد من الهجمات.
اليوم نرى الكيان الذي يتغنّى بأنه واحد من أقوى جيوش العالم في مجال السايبر، ويمتلك أخطر وأقوى برامج التجسس وأهمها "برنامج بيجاسوس الشهير"، يتعرض لهجمات إلكترونية من المقاومة وأنصارها أربكت جيشه وجبهته الداخلية، وأثَّرت على عمل أنظمته الدفاعية في مواجهة المقاومة في غزة.
باعتقادي أن الجولات القادمة مع الكيان ستتجاوز الحروب العسكرية التقليدية، وسيتم المزج والتكامل بين الهجمات الإلكترونية والهجمات العسكرية ما سيمنح المقاومة تفوقاً جديداً ومساحة عمل أكبر، فعبر استخدام التكنولوجيا يمكن إضعاف أو حتى إيقاف الوسائل القتالية للعدو، وقد شاهدنا خلال هذه الجولة وسائل الاحتلال الدفاعية وكيف استطاعت المقاومة "الإلكترونية" أن تتحكم فيها عبر اختراقها والسيطرة على أنظمتها وإضعاف عملها؛ ومن بينها: القبة الحديدية وصافرات الإنذار والقطارات.
الجدير ذكره هنا أن الشهيد القسامي الأردني "جمعة الطحلة" كان قد عمل على تطوير البرامج المتعلقة بالحرب الإلكترونية، وساهم في إنشاء وتشكيل "جيش القدس الإلكتروني" عام 2014 كسلاح إلكتروني لكتائب القسام يعمل على مواجهة الكيان الإسرائيلي، واستطاع هذا السلاح خلال أعوام قليلة أن يتجاوز كل الحدود والعقبات وأن يوجه العديد من الهجمات النوعية ضد الكيان، والذي يتطور ويزداد فعاليته عاماً بعد آخر.
