نظّم الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، اليوم السبت، المؤتمر الإلكتروني الثاني لرواد ورائدات العمل للقدس وفلسطين.
وانطلق المؤتمر الذي يحمل شعار (سيف قدسنا يمحو آثار نكبتنا)، في تمام الساعة الثانية ظهرًا بتوقيت مدينة القدس المحتلة.
ويشارك في المؤتمر أهم رموز وقادة العمل الفلسطيني وذلك عبر تطبيق "zoom" وبمشاركة فاعلة في 100 نقطة بـ40 دولة حول العالم. المؤتمر الذي سيكون مترجما بثلاث لغات إضافة إلى اللغة العربية (تركي، إنجليزي، فرنسي)، يشهد إلقاء كلمات للعديد من الشخصيات، أبرزهم، أ. خالد مشعل، الشيخ صالح العاروري، د. خليل الحية، الشيخ د. همام سعيد، م. منير سعيد، د. محسن صالح، م. هشام أبو محفوظ.
وقال أمين عام الائتلاف، منير سعيد، في كلمة له في المؤتمر، إن "75 عاماً على النكبة الفلسطينية لم توقف جهود الأمة في العمل لدعم القضية الفلسطينية.. وصمد الشعب الفلسطيني صموداً أسطورياً في الدفاع عن القدس والأقصى، وما زال يقدم المزيد من البطولات التي قل مثلها في التاريخ" وفق قوله.
وأكد سعيد على أن "رواد الأمة يجتمعون مع قادة الشعب الفلسطيني.. لنعرف بواقع القضية المباركة من كافة جوانبها في الضفة وغزة والخارج، ودور الأمة تجاه كل ذلك".
وأضاف في المؤتمر الإلكتروني الذي يبث عبر تقنيات التواصل عن بعد، على أن "اختيار شعار المؤتمر يؤكد على أن سيف القدس يمثل بشرى للأمة بعودة فلسطين من جديد إلى حاضنتها، وأن الأمة استطاعت أن توحد الصفوف وتنسق الجهود لتكون القدس بوصلة الأمة وقبلة جهادها".
معرباً عن أمله في أن "يسهم هذا المؤتمر في تقديم الصورة العميقة للقضية الفلسطينية".
بدوره، أكد رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل، أن قضية القدس والأقصى أصبحت اليوم على طاولة الصراع المحموم الذي يسعى العدو (الإسرائيلي) فيه لحسم المعركة.
وقال مشعل خلال كلمته في المؤتمر الإلكتروني، إن حكومة الاحتلال الحالية من خلال "اليمين المتطرف" المتواجد بداخلها أخرجت كل ما عندها من عنجهية وفاشية تجاه الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن الاحتلال يسعى بكل ما يملك لتقسيم الأقصى زمانيًا ومكانياً من أجل تنفيذ مخططاته.
وشدد مشعل على أن معركة سيف القدس هي رسالة لكل العالم مفادها أن المقاومة هنا باقية وعن الأقصى مدافعة، مضيفًا أن الشعب الفلسطيني بأكمله انتفض في القدس والضفة والداخل وغزة من أجل المسجد الأقصى.
وبين أن غزة من خلال "معركة سيف القدس" انتصرت للمرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى وأوصلت رسالة مفادها أن سيف القدس لم يغمد.
وقال مشعل، إن الاحتلال يسعى في الآونة الأخيرة إلى حسم عناوين القضية الفلسطينية بحيث لا أرض، ولا قدس، ولا أقصى، ولا مقدسات، ولا حق عودة، من أجل تنفيذ مخططاته بأكملها.
وأشار إلى أن أمريكا والاحتلال يسعون من أجل استمرار ضعف الأمة العربية والإسلامية بهدف تمرير ما يريدون في المنطقة، وتحديدًا على أرض فلسطين المحتلة.
وتابع "واثقون أن أمتنا وشعبنا من قبلها، لن يخذلوا القضية الفلسطينية"، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني لم ولن يتعب من مسيرة الدفاع عن أرضه.
وذكر رئيس حركة حماس في الخارج، أن وحدة الساحات أقلقت الاحتلال بعد إطلاق الصواريخ من عدة أماكن نصرة للأقصى.
وأكد مشعل أن حماس لا تخوض المعارك عبر السلاح والمقاومة فقط بل تديرها في الداخل والخارج بحزم واقتدار في كل المجالات السياسية والعسكرية ومجالات أخرى.
ولفت إلى أن حماس تريد الوحدة الوطنية وتسعى لها، مشيرًا إلى أن غرفة العمليات المشتركة وحدت الشعب الفلسطيني على أرض الواقع، وكان ذلك واضحًا من خلال المعارك الأخيرة مع الاحتلال.
وبين مشعل أن وحدة الجهاد والمقاومة تجلت في الميدان، موضحًا أن حماس تفتح أبوابها للجميع من أجل الدفاع عن القضية والأرض.
وأكد مشعل، أن الاحتلال يسعى بكل وسائله لتجفيف منابع الدعم المالي للمقاومة الفلسطينية، داعيًا الأمة العربية والإسلامية لتعزيز الدعم المالي للمقاومة من أجل تطوير قدراتها، والدفاع عن القدس والأقصى.
وأوضح أن معركة فلسطين ليست معركة الفلسطيني لوحده بل هي معركة الأمة العربية والإسلامية جمعاء.
من ناحيته، قال نائب رئيس حركة حماس الشيخ صالح العاروري إن إن الاحتلال (الإسرائيلي) حول مدينة القدس وفي القلب منها المسجد الأقصى إلى مركز وبؤرة الصراع، وهو يتجه إلى حسم هذا الصراع في المدى القريب.
وأكد العاروري خلال كلمته في المؤتمر الإلكتروني الثاني لرواد ورائدات العمل للقدس وفلسطين في الأمة، أن الاحتلال يعمل بانتظام شعبيًا ورسميا للسيطرة على القدس والمسجد الأقصى.
وتابع العاروري، لا خير فينا إذا نجحت هذه الشرذمة المهزومة في تحقيق أهدافهم، بل خابوا وخاب ظنهم.
وشدد على أن قضية القدس رافعة لكل من يعمل لها، وأن المفتاح الأول لاستنهاض الأمة من أجل فلسطين أن تكون لديهم القناعة المبنية على أسس وعقيدة صلبة.
وتابع العاروري، نثق بأن أمتنا وشعبنا سيحاسب الاحتلال على شتم رسولنا الكريم واقتحام الأقصى، وعدوان الاحتلال على الأقصى سيؤدي لاقتلاعهم حتمًا من أرضنا الطاهرة.
وشدد على أن فلسطين والقدس هي قضية الأمة جميعًا، ويجب أن تكون حاضرة دائمًا لدعمها.
وأردف، المقاومة تشد من أزرها وتجمع صفوفها وفي المقابل تتعاظم الخلافات بين أعدائنا في مقدمة لتشتتهم وانهيارهم. وأوضح أن القدس هي مركز الصراع مع الاحتلال، وقلب الصراع في القدس هو المسجد الأقصى الذي يعتقد الاحتلال أنه مركز الهيكل المزعوم.
وشدد العاروري على أن القدس مسؤولية كل الأمة، والشعب الفلسطيني في الصف الأول ولم يتوقف عن القتال وإعداد العدة لتحريره.
وأشار العاروري إلى أن تحولًا حدث في المجمع الصهيوني، فدولة الاحتلال عندما قامت كانت علمانية وتسعى لتأسيس وطني قومي وليس دينيا، ولكن الآن تحول هذا المجتمع نحو التدين ووصل المتدينون إلى سدة الحكم وأصبح لديهم برامج وخطط للنيل من المسجد الأقصى.
ولفت إلى أن الاحتلال صادق بالأمس على مضاعفة الاستيطان في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة من أجل تحويلهما إلى أغلبية يهودية لأن القدس هي مركز الصراع، وفي القلب منها المسجد الأقصى.
وقال العاروري إن أهم التكليفات على الأمة في هذا الوقت هو الدفاع عن مسرى رسول الله، مشددًا على ضرورة منح هذه القضية صلب الوقت والمال والجهد والموقف، وأن ننقل اهتمامنًا بها من الهامش إلى المركز.
ووجه العاروري رسالة إلى علماء وأبناء الأمة: "لا تستصغروا أي فعل أو جهد لنصرة القدس والمسجد الأقصى، سواء كان المشاركة في وقفة ومسيرة، أو التبرع بدولار، أو كتابة مقال".
وشدد على أن أي جهد تبذله الأمة يؤثر في سلوك الاحتلال في الميدان، لافتًا إلى أن الاحتلال يرصد أي فعل من الأمة ويحسب له ألف حساب.
وتابع، الاحتلال مستعد للسيطرة على المسجد الأقصى في اللحظة التي يعتقدون فيها بأن الأمة غافلة، داعيًا إلى الانتباه لما يجري في القدس والأقصى وعدم تفويت أي حادث وعدوان على الأقصى دون ردات فعل مباشرة.
وأكد رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة حماس خليل الحية، أن حماس في غزة درع المقاومة والحاضنة الرئيسية لها، وسيفها المشرع، مشيرًا إلى تكتيكات المقاومة وأعمالها والمواجهة من هنا وهناك من أجل التجهز لمعركة التحرير.