طوفان نحو التحرير طوفان نحو التحرير

بعد اجتماعها تحت أنفاق الأقصى

حكومة نتنياهو تحاول فرض هيمنتها بتهويد القدس

الرسالة نت-مها شهوان

لأول مرة منذ 2017، عقدت حكومة الاحتلال (الإسرائيلي) اجتماعها الأسبوعي، في أنفاق حائط البراق تحت المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة.

ويأتي اجتماع حكومة بنيامين نتنياهو تحت أنفاق الأقصى تزامنا مع الذكرى الـ 56 لاحتلال شرقي القدس وضمها، وهذه الأنفاق تقع تحت الحائط الغربي للحرم القدسي، وتمتد بطوله إلى المسجد الأقصى.

وجرى الاجتماع في قاعة تسمى (خلف جدارنا)، وتقع تحت كنيس (خيمة إسحاق) المقام على أوقاف حمام العين المملوكي إلى الغرب من باب القطانين، والقاعة تقع تحديداً بجوار سور الأقصى ما بين بابي القطانين والمطهرة.

وأبرز ما قاله نتنياهو في مستهل اجتماع الحكومة:" منذ 56 عامًا في حرب الأيام الستة (5 يونيو/حزيران 1967)، وحدّنا المدينة (القدس)، لكن الكفاح من أجل وحدتها لم ينته بعد"، مضيفا:" العمل لم ينته والتحدي ما زال أمامنا، لأنه ما زال هناك من يريد تقسيمها علانية، من أجل أمننا ووحدة القدس، يجب أن نستمر في الحفاظ على هذه الحكومة".

وخلال الاجتماع صادّقت الحكومة (الإسرائيلية) على إضافة 60 مليون شيكل (نحو 17 مليون دولار) لميزانية حفر الأنفاق تحت حائط البراق والبلدة القديمة.

***خوض معركة

ولا يتوانى الاحتلال عن شن حرب دينية وتصعيد وتيرة الانتهاكات (الإسرائيلية) ضد المسجد الأقصى وآخرها عقد إجتماع للحكومة الصهيونية تحت أنفاقه، كون ذلك يأتي ضمن محاولتها تزوير هوية مدينة القدس، وهو ما يشكل خطرا عليها.

ناصر هدمي المختص في الشأن المقدسي قال إن إجتماع حكومة الاحتلال تحت الأقصى هو إمتداد لمسيرة الأعلام التي سبقته بأيام قليلة، موضحا أن الاحتلال لا يتوان عن إظهار نفسه بأنه صاحب السيادة والسيطرة على مدينة القدس خاصة شرقها.

وأكد هدمي (للرسالة نت) أن مسيرة الأعلام تم تجنيدها لتكون رمزا لسيطرة الاحتلال على المدينة، لاسيما حين اقتحم بن غفير الأقصى بشكل رسمي ممثلا حكومته.

وتحاول حكومة نتنياهو انتهاك أي شيء حتى القانون الدولي لتواصل مسار تهويدها وفرض سيطرتها على القدس.

وأشار إلى أن تجرأ نتنياهو وأعضاء حكومته المتطرفة ومن سبقهم على مدينة القدس والأقصى، جاءت بعد عام 2017 حين اعترفت الإدارة الامريكية السابقة في عهد ترامب أن القدس عاصمة للاحتلال، بالإضافة إلى توالي عمليات التطبيع العربي التي شجعت (إسرائيل) على المضي في تهويد المدينة المقدسة.

ولفت الهدمي إلى أن الاحتلال بعد تلك الأحداث التي سهلت عليه العبث في القدس، دفعته للتدخل بشكل معلن عن تحريف المنهاج الفلسطيني، وطرد مئات العائلات المقدسية من بيوتهم.

ونوه إلى ضرورة خوض معركة القدس بجدية، لأنه هناك مؤشرات تؤهلها للانتصار وأولها استغلال الطاقات الشبابية والدعم العربي والإسلامي لمقاومة المحتل وطرده.

وفي ذات السياق يقول زياد ابحيص المختص في الشأن المقدسي تعقيبا على اجتماع حكومة نتنياهو تحت أنفاق الأقصى:" لعل أهم ما في هذا الاجتماع إلى جانب موازنة دعم الحفريات وتهويد جوار المسجد الأقصى هو التركيز على الجانب الرمزي، وعلى انعقاده في الأنفاق المجاورة للمسجد الأقصى، وعلى حضور الحكومة بكامل طاقمها تقريباً والحرص على أخذ صورة تذكارية بعده، وهي إشارات رمزية كانت تخص بها الاجتماعات العشرية بالأساس أي في عامي 2007 و2017".

وأرجع ابحيص ذلك بأنه تعبير عن مدى تعلق حكومة الصهيونية الدينية الحالية بمشروع تهويد القدس، بينما قدرتها على ذلك لا تؤيدها موازين القوى الدولية أو الإقليمية أو حتى داخل فلسطين المحتلة.

أما فيما يتعلق بخطورة الاجتماع تحت الأقصى ذكر أن معظم الحفريات والأبنية التهويدية في محيط الأقصى ما تزال تمول بمساهمات خاصة من أثرياء الصهاينة عبر العالم بمبالغ أكبر بكثير مما تخصصه حكومة الاحتلال، وهذا ما يجب التنبه إلى ملاحقته وإفشاله بجهود منظمة يمكن لها أن تضرب مشروع التهويد بشكل حقيقي.

البث المباشر