قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد اعلان الانتخابات والتهديد بالاستقالة

بالإجماع.. عباس الرهان الخاسر

باسم عبد الله أبو عطايا

كثرت في الأيام القليلة الماضية التصريحات المنسوبة لرئيس سلطة رام الله المنتهية ولايته محمود عباس ، وكثر حديثه ومؤتمراته ومراسيمه ، هذه الحالة التي يعيشها فريق رام الله بقيادة محمود عباس تعبر عن حجم الأزمة التي يمر بها هؤلاء القوم وخصوصا أن كل الأمور من حولهم توقفت وأصبح وجودهم لا معنى له ، فالنظرة لهم في رام الله نفسها من قبل المواطنين بأنهم مجرد قوة عسكرية أو فرقة مسلحة ضمن فرق الجيش الإسرائيلي لا انجاز سياسي على الأرض لا تغير في الواقع الاقتصادي لا إزالة للحواجز .

إضافة إلى ذلك لا تقدم في " العملية السلمية " لا وقف للاستيطان ولا تجميد مصادرة أراضي هدم منازل وفق كل هذا وذاك اعتداءات ومتواصلة وتدنيس للأقصى .

كل هذا يجرى تحت سمع وبصر محمود عباس الذي هو مفترض أن يكون رئيسا لسلطة رام الله وصاحب المشروع " السياسي " البديل للمشروع المقاوم .

عباس المحبط

هذا الشعور بالإحباط هو الذي دفع محمود عباس إلى اتخاذ عدد من الخطوات التي تعبر في حد ذاتها عن مغامرة قد تصل به إلى درجة الانتحار السياسي.

وما حديث المراسل السياسي للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي "تشيكو مناشيه" عن رسائل بعث بها عباس للإدارة الأميركية تمثل في نظره تسليماً بفقدان الأمل في إحداث أي تغيير.

حيث أعرب عباس في هذه الرسائل عن نيته الاستقالة من منصبه وعدم استعداده للتنافس من جديد على منصب الرئاسة في الانتخابات المقررة بعد ثلاثة شهور.

وفور تسلم الأميركيين هذه الرسائل اتصل الرئيس الأميركي باراك أوباما بنفسه بعباس كما طلب من عدد من مساعديه الاتصال بمستشاري عباس ودفعهم إلى محاولة تهدئته. وعمد الأميركيون إلى تكرار تقديم الوعود لأبو مازن وطمأنته.

 وقالت «معاريف» إن الرئيس أوباما طلب من عباس عدم الإقدام على أية خطوات ذات أثر بعيد المدى.

وأشارت إلى أن الاتصالات الأميركية مع أبو مازن ومساعديه تكثفت في محاولة لثنيه عن اتخاذ خطوات متطرفة.

ونقلت «معاريف» عن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إنها لم تفاجأ بسماع تهديدات عباس بالاستقالة.

موقف عباس يؤتى بعد توصله إلى قناعة أنه ليست هناك فرصة لتحقيق أي تقدم في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي برئاسة نتنياهو ، وأن العملية السياسية تراوح مكانها ، ويعتب على الأميركيين لأنهم تخلوا عنه وخضعوا لإملاءات نتنياهو.

كما يركز على أن سحبه لتقرير غولدستون ألحق به أذى بليغاً تصعب عليه معالجته. ومعروف أن سحب التقرير تم بناء على ضغط أميركي بعدما أقنع نتنياهو إدارة أوباما بأن إقرار التقرير يضر بنتائج العملية التفاوضية.

كلنتون تطالب بالدعم

لكن لا تزال الإدارة الأمريكية ترى في محمود عباس الشخص الوحيد الذي يمكن لها إبقاءه في رئاسة سلطة رام الله دون أن تلتزم أو تضطر هي وإسرائيل أن تقدما له شيئا من هنا تسعيان إلى بذل كل جهد ممكن من اجل إطالة أمد بقائه برغم اعترافهما وكثير من الساسة في البلدين بان عباس هو الرهان الخاسر .

وما زيارة كلينتون إلى المنطقة إلا محاولة لدعمه وهذا ما أعلنته مصادر إسرائيلية من أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ستصل إلى إسرائيل مساء السبت المقبل في إطار المساعي الأمريكية لاستئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية.

وكانت هارتس الإسرائيلية قد تحدث عن تقرير قدمته كلينتون الأسبوع الماضي للرئيس باراك اوباما، شددت على ضرورة تركيز الجهود في المرحلة الراهنة على تعزيز مكانة محمود عباس وتقويته.

يأتي ذلك على ضوء الضعف الذي اعترى مكانته في الساحة الفلسطينية الداخلية وفقا لتعبير صحيفة هأرتس.

ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي اطلع على فحوى التقرير، أن كلينتون شددت في تقريرها على الضرر الكبير الذي أصاب مكانة عباس داخل السلطة جراء سحب تقرير غولدستون من التداول أمام مجلس حقوق الإنسان .

وقالت كلينتون "إن دعم عباس أمر حيوي على ضوء الدعوة لإجراء انتخابات فلسطينية"

إسرائيل وعباس والانتخابات

خطوة عباس الإعلان عن انتخابات كانت بمثابة هروب إلى الأمام ، وخصوصا انه يدرك وبشكل كبير حجم المأزق الذي وضع نفسه فيه اثر هذا الإعلان وخصوصا على الجانب الإسرائيلي لان فور إصدار المرسوم الانتخابي أعلنت إسرائيل أن هذه الفترة التي ستلي الإعلان لا يصلح فيها الحديث عن السلام وذلك نظرا لان عباس يريد الدخول في الانتخابات وهو قوى لمواجهة حماس ويريد أن يطرح برنامج وطني وفى هذا الحالة فهو مضطر إلى تشديد مواقفه السياسية وبالتالي لن يكون مناسب الحديث عن مفاوضات سياسة في مثل هذه الحالة . لذلك يجب تأجيل الحديث عن العملية السياسة فترة لا تقل عن ثلاث شهور على الأقل.

وفى تعليقها على تهديد عباس بالاستقالة وإجراء الانتخابات قالت الحكومة الإسرائيلية أن ما يقوم به محمود عباس هو «لعبة مكشوفة» للضغط على العملية التفاوضية.

وأصدر ديوان نتنياهو في تل أبيب بيانا قال فيه إن «نتنياهو أقدم على سلسلة من الخطوات في سبيل استئناف العملية السلمية كما تعرف ذلك جيداً الإدارة الأميركية.

لقد دعا رئيس السلطة إلى استئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة وفوراً. وعلى نقيض رئيس الحكومة، تصلّب الفلسطينيون في مواقفهم وباتوا يضعون شروطاً مسبقة للمفاوضات لم يكونوا يضعونها أمام الحكومات السابقة

فيما أكد الجنرال "موشي إلعاد" الخبير في الشئون الفلسطينية، على أن رئيس السلطة أبو مازن لا يملك الصلاحيات السياسية التي تخوله لإجراء الانتخابات في موعدها الدستوري, مشيرا إلى أنه "لن يستطيع إجراء الانتخابات بأي حال من الأحوال", حسب تعبيره

وقال العاد خلال لقاء مع الإذاعة الإسرائيلية العامة: "أبو مازن لا يستطيع أن يخرج الناس إلى الشوارع من أجل المطالبة بإسقاط حكم حماس في غزة, بعدما فشلت عملية الرصاص المسكوب في تحقيق هذه الغاية".

وأضاف " إن هذا الكلام نابع من أن أبو مازن رجل ضعيف ولا يتمتع بشرعية قانونية, لكنه يواصل ممارسة نفخ البالونات الإعلامية.

وبناء على ذلك من حقنا أن نتساءل ، أين توجد إسرائيل من قصة الانتخابات؟ هل حكومة نتنياهو – ليبرمان ستسمح للفلسطينيين بالتصويت في القدس مثلما سمحت لهم حكومتي شمعون بيرس وايهود اولمرت؟

 وإذا قرر بنيامين نتنياهو بان هذا القرار يقوض سيادته في " العاصمة "، فهل يمكن لأبو مازن أن يسهم في انتخابات تمنعها حماس في غزة وإسرائيل تمنعها في القدس؟

 

البث المباشر