تتطلع (إسرائيل) لحسم الصراع في المسجد الأقصى عبر "خطة هليفي"، في ظل عرضها من عضو كنيست في حزب الليكود الذي يقوده رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وتهدف الخطة المتطرفة لتحويل أكثر من 70% من مساحته بما يشمل مسجد قبة الصخرة ومحيطه والمنطقة الشمالية للسيطرة اليهودية الكاملة وإنشاء ما يسمى بالهيكل اليهودي المزعوم.
ووفق مختصين، يكمن الخطر بهذه الخطة في أنها تعبّر عن التوجهات الصهيونية في المرحلة المقبلة، التي تتطلع فعليا لإنجاح التقسيم الزماني والمكاني للأقصى.
خطة خطيرة
بدوره، أكد المختص في الشأن (الإسرائيلي)، سعيد بشارات، أن خطورة الخطة تنبع من صدورها من حزب في الليكود وعضو كنيست وهو ما يجعل من تطبيقها أمرا جديا.
وقال بشارات في حديث لـ (الرسالة نت) إن هذه الخطة هي خطوة متقدمة في تهويد المسجد الأقصى، محذرا من أي محاولات (إسرائيلية) لتنفيذها.
وقال بشارات في تفاصيل الخطة المتطرفة، إن المسلمين يحصلون على المسجد القبلي والمرواني وباقي المساحة لليهود، وتهدف لنزع السيادة الأردنية عن المسجد الأقصى.
ولفت إلى أن الخطة تنص على فتح جميع البوابات لليهود أمام المسجد الأقصى وساحة المسجد الأقصى ملكا لليهود، "وبالتالي الاحتلال يعمل بشكل جدي على التصرف بالكامل وإعادة بناء النموذج لهيكلهم المزعوم".
وبيّن أن هناك خرائط يعمل الاحتلال حاليا على تنفيذها بما يتماشى مع عقائدهم المزيفة، وهو ما ينذر بتصاعد الأوضاع الميدانية.
وقدّم عضو الكنيست عن حزب الليكود خطة لتقسيم المسجد الأقصى، بين المسلمين واليهود، وفق ما كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وذكرت الصحيفة أن عضو الكنيست عن الليكود عاميت هليفي بدأ مؤخرا ببلورة خطة هي الأولى من نوعها لتقسيم المسجد الأقصى، حيث تنص الخطة على السيطرة على قبة الصخرة وتحويلها إلى مكان عبادة لليهود إضافة للمنطقة الشمالية من باحات الأقصى.
في حين سيسمح فيه للمسلمين بالصلاة في الحرم القدسي الجنوبي ومرافقه.
وعلل هليفي سبب الحصول على قبة الصخرة، "بزعمه أن الهيكل الأول والثاني موجودان تحت قبة الصخرة".
فيما تشمل الخطة أيضا السماح لليهود باقتحام الأقصى عبر جميع البوابات وعدم الاكتفاء بباب المغاربة، إضافة إلى إلغاء الرعاية الأردنية للمسجد الأقصى، وإلغاء أي مكانة للأردن على الأماكن المقدسة.
وذكر هليفي أن الجانب الآخر من المسجد الأقصى يضم قبة الصخرة وتحتها "حجر الشرب"، زاعماً أن الهيكل الأول والثاني بنيا هناك وأن المساحة التي يطلب ضمها للكيان تشمل أغلب المنطقة الشمالية في باحات الأقصى.
وقال: "سنأخذ الجزء الشمالي ونصلي هناك، جميع ساحات جبل الهيكل مقدسة لنا وقبة الصخرة هو المكان الذي بني عليه الهيكل، يجب أن نوضح ذلك بكل صراحة وهذا سيكون تصريحا تاريخيا دينيا وقوميا".
وكسابقه، حذّر المختص في الشأن (الإسرائيلي)، مؤمن مقداد، من حديث عضو كنيست من حزب الليكود عن خطة تهدف للتقسيم المكاني عن أماكن خاصة بالمسلمين وأخرى باليهود.
وقال مقداد في حديث لـ (الرسالة نت) إن الكشف عن هذه الخطة في هذا الوقت، يؤكد أن هناك موافقة ضمنية من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وطرحها هو "جس نبض" للجمهور، وأي تحركات لتطبيق هذه الخطوة ستفجّر الأوضاع.
وأكد أن الاحتلال بدأ يضع عدة خطط تهدف لتهويد الأقصى، "فحتى الآن لا يوجد أي تبنٍ رسمي لهذه الخطة أو غيرها، فالمستوى السياسي يتجنب الحديث في هذه الخطة حتى لا يفتح على نفسه جبهات أخرى".
ورغم ذلك شدد مقداد على خطورة هذه الخطة المتطرفة، "والحديث عنها يدلل على نوايا الحكومة المتطرفة".