عدّ مختصون سياسيون، ثورة البراق، دليل واضح على الاطماع التاريخية للعصابات اليهودية بالمسجد الأقصى المبارك، ومحاولاتها الدائمة لفرض وقائع يهودية في المسجد.
وأكدّت شخصيات سياسية لـ"الرسالة نت"، تعليقا على ذكرى إعدام قادة ثورة البراق، أنّ هذه الثورة دليل آخر على اسناد المجتمع الدولي والبريطاني تحديدا، لهذه العصابات، ودعمها في مشروعها التهويدي، وتعبير عن أكذوبة تضامن المجتمع الدولي مع القضية.
وتوافق هذه الأيام ذكرى إعدام القادة الثلاث "محمد جمجموم وفؤاد حجازي وعطا الزير"، وهم من قادة ثورة البراق التي اندلعت عام 1929، رفضا لمحاولات العصابات اليهودية السيطرة عليها.
واعتقل الاحتلال البريطاني على إثرها 900 فلسطيني، وأصدر 27 حكما بالإعدام نفذ 3 منها عام 1930م.
بدوره قال د. إبراهيم حمامي المختص في الشأن السياسي الفلسطيني، إن بريطانيا لا يخفى دورها الإجرامي في دعم العصابات اليهودية ورعايتها منذ وعد بلفور، مرورا بصك الانتداب، حتى العام 1948.
وأوضح حمامي لـ"الرسالة نت"، أنّ هذا الفترة شهدت عديد الثورات، من أهمها ثورة البراق التي اندلعت لحماية الأقصى، في ظل نشاط العصابات اليهودية بالسور الغربي من المسجد الأقصى، ومحاولة فرض وقائع جديدة في الأقصى، من خلال وضع أسوار وخيم وغيرها.
وعلى إثره انتفض أبناء شعبنا في مختلف المحافظات من الداخل والخارج؛ لكن الحكومة البريطانية اعتقلت اكثر من 900 فلسطيني وأصدرت 27 قرار إعدام، نفذت ثلاثة منها، بحسب حمامي.
وبيّن أن هذه الممارسات استمرت حتى تسليم بريطانيا باليد فلسطين للاحتلال، عبر تهجير الهجرة واغتصاب الأراضي وتسليمها للاحتلال، وتقويض يد الفلسطيني ومحاربته، ثم وصولا للنكبة التي لا زلنا نعيشها.
وأكدّ أن دور بريطانيا لا يمكن تجاوزه تاريخيا.
أطماع تاريخية!
من جانبه، المختص في الشأن الإسرائيلي إسماعيل مسلماني من الداخل المحتل، قال من جهته، إنّ فلسطين تعيش من ثورة إلى ثورة عام 1929 انطلقت ثورة البراق وعلى اثرها اعدام شهداء "ثورة البراق" داخل سجن القلعة بمدينة عكا.
وأوضح مسلماني لـ"الرسالة نت" أن بريطانيا تتحمل المسؤولية الكاملة عن وعد بلفور التي تآمرت على الشعب الفلسطيني.
وبيّن أنّ ثورة البراق دليل على طموح الحركة الصهيونية طوال الوقت السيطرة على المسجد الأقصى، وهي تتكرر في كل مرحلة بداية من حريق الأقصى، ثم تدنيسه من شارون، وصولا لمخطط التقسيم الزماني والمكاني، وما تخلله من تشكيل لوبي من الليكود من أجل يهودية القدس.
وأوضح أنّ هذه الجرائم تعبر عن الأطماع التاريخية التي لا تزال لصيقة الحركة الصهيونية للسيطرة على المسجد وهي مخططات شبيهة بثورة البراق.
وذكر أنّ هذه المخططات يعني أن المنطقة تتدحرج لانفجار صاعق مع حكومة فاشية تسعى دائما لـ(أسرلة المدينة).
اسناد دولي
الإعلامي اللبناني علي رسلان، أكدّ من جهته، أن وقوف بريطانيا على رأس هذه المذبحة التي طالت العشرات من الفلسطينيين، ثم استأنفتها بإعدام القادة الثلاثة، دليل واضح على دعم واسناد المجتمع الدولي لهذه العصابات.
وقال رسلان لـ"الرسالة نت"، إن بريطانيا منحت الضوء الأخضر من المجتمع الدولي؛ ليمارس دوره القبيح في تهجير أبناء شعبنا الفلسطيني، والتعامل معه كتركة بلا وريث، ليورثها لعصابات الاحتلال.
وأضاف رسلان "هذه الجريمة لم تتوقف عند ذلك الحد؛ بل تواصل ليومنا هذا من دعم واسناد وغطاء دولي لكل الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في المنطقة".
وأوضح أنّ هذه الجريمة تكشف زيف العالم واخلاقياته المزعومة تجاه القضية الفلسطينية.