قائد الطوفان قائد الطوفان

للضغط على الاحتلال..لبنان تستنسخ تجربة مسيرات العودة

الرسالة نت- محمد عطا الله

حالة من التسخين والتوتر الأمني المستمر تشهدها الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة مع لبنان، في أعقاب إقامة حزب الله اللبناني خيمتين في مزارع شبعا المحتلة، بتاريخ 21 حزيران/يونيو الماضي، أزال إحداها وأبقى الأخرى.

ما سبق يأتي كأسلوب احتجاجي على استمرار جيش الاحتلال في إقامة سياج أمني شائك وبناء جدار إسمنتي حول قرية الغجر التي هي جزء من الأراضي اللبنانية المحتلة، ويرفض الحزب اللبناني استمرار احتلالها وفرض واقع جديد.

القلق والخشية من المواجهة دفعت الاحتلال إلى محاولة ادخال أطراف دولية وأممية للتوسط لدى حزب الله لإزالة الخيمة؛ في ظل المخاوف من اشتعال مواجهة موسعة وحرب لا ترغب بها حكومة الاحتلال في الوقت الحالي.

ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل ذهبت لبنان إلى استنساخ تجربة مسيرات العودة في قطاع غزة، عبر إقامة فعاليات ومسيرات سلمية على الحدود التي أصبحت تشهد مواجهات وتوتر يومي، في أعقاب التصدي للمتظاهرين.

ويصف مـحـرر الـشـؤون الـعـربـيـة فـي قـنـاة كـان العبرية إلـيـئــور لـيـفـي، ما يجري على الحدود الشمالية قائلا:"لدي شعور بأن زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله قرر اتباع نموذج مسيرات العودة التي كانت تتم قبل سنوات على الحدود الجنوبية مع قطاع غزة".

ويذكر ليفي أن هذه المسيرات تتسبب باندلاع اشتباكات مع لبنانيين مدنيين على الحدود بشكل يومي، مما قد يدفع إلى تدحرج الأمور بشكل تدريجي.

ويرى الخبير في شؤون الأمن القومي إبراهيم حبيب، أن الحزب اللبناني قد يكون استخلص العبر مما جرى على حدود قطاع غزة ويحاول نقل التجارب والاستفادة من الاشتباك المدني بالوسائل السلمية مع الاحتلال دون الدخول في مواجهة عسكرية، وهو أمر تخشاه (إسرائيل) على اعتبار أن الاحتجاجات السلمية تسحب منها ذرائع استخدام القوة المُفرطة.

ويوضح حبيب في حديثه لـ (الرسالة) أن الاحتلال يحاول تفكيك الخيمة حتى لا تتطور الحالة، لكن هناك إصرار من حزب الله ورفض السماح للاحتلال بترسيخ أمر واقع حول قرية الغجر التي يريد الحزب من الاحتلال الانسحاب منها.

ويبين أن المسيرات الشعبية على الحدود مؤشر على أن الحزب اللبناني يسعى لفرض حالة اشتباك مدني لا ترغبه (إسرائيل)، وهو ما قد يدفع لتعقيد الأوضاع.

ويستبعد أن تتدحرج الأوضاع باتجاه مواجهة عسكرية، فيما يعتبر أن ما يجري مرحلة عض أصابع بين الطرفين للاستفادة بأكبر قدر ممكن من تحقيق انجاز دون المواجهة العسكرية.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي والأمني أيمن الرفاتي، أن التطورات التي تجري على الحدود الشمالية بين جيش الاحتلال وحزب الله تشير إلى حالة من التوتر الكبير بين الطرفيان في ظل تقديرات لدى الجهتين أن عملا ما سيكون خلال الفترة المقبلة أو مواجهة عسكرية ستحدث لذلك التحرك يجري من قبل الطرفين.

ويضيف الرفاتي في حديثه لـ (الرسالة) أن الاحتلال يحاول تحصين المنطقة الحدودية وحزب الله أكمل انتشاره في جنوب لبنان استعدادا للمواجهة العسكرية ويقوم حاليا بوقف فرض حدود من الاحتلال، في ظل احتلال بعض الأراضي اللبنانية ومحاولة الاحتلال ترسيخ حدود دائمة.

ويبين أن المشهد قاب قوسين أو أدنى من التفجر بين الطرفين في ظل استشعارهم بأن المواجهة باتت قريبة، مشددا على أن الأمور لن تبقى عند هذا الحد وقد تتطور في حال أساء الاحتلال التقدير وأزال الخيمة بالقوة أو استهدف عناصر الحزب اللبناني.

ويلفت إلى أن اللبنانيين يحاولون باستخدام كل الأدوات وقف محاولات الاحتلال فرض واقع جديد، وبدأ الأمر بخيمتين للضغط الشعبي على الاحتلال والأمم المتحدة.

ويشير إلى أن لبنان وحزب الله يتسلحون بالقرارات الأممية والدولية التي تعتبر أن قرية الغجر لبنانية خالصة لذلك هناك توجه شعبي بالضغط عبر فعاليات مشابهة لمسيرات العودة للتأكيد على حق لبنان في أراضيها.

البث المباشر