أكد عدد من الكتاب الفلسطينيين أن شعبنا في قطاع غزة، يعي حجم المؤامرات التي تحاك ضد القطاع من جهات معادية، هدفها الوحيد جره للفوضى والفتن، وإشغاله عن مشروع التحرر من الاحتلال.
ورفض أهالي القطاع الاستجابة لدعوات مشبوهة للنزول في الشارع ضد حركة حماس والمقاومة، وجهها عدد من الهاربين والمطلوبين للأمن خارج القطاع وحسابات مجهولة الهوية على منصات التواصل تقف وراءها جهات معادية.
وقال الكتاب عزات جمال: "بحمد الله وعي شعبنا ووحدته أحبطت مساعي مروجي السوء وأبواق الفتنة، من الذين أدمنوا نشر الإشاعات وتتبع العورات، فلا تجدهم ينشرون إلا السوء، ولا يتحدثون إلا بالافتراء، ظناً منهم بأن هذا سيدفع الناس للاقتتال، متمنين هم ومن يشغلهم بأن يعود الفلتان لغزة ويفقد شعبنا الأمن والأمان وتكسر شوكة المقاومة؛ إلا أن شعبنا كان لهم بالمرصاد، ورجعوا بخيبتهم لم ينالوا خيرا".
وأضاف "ما تعيشه غزة من أزمات بفعل الحصار وتشديد عقوبات السلطة يجب أن يواجه بمزيد من الوحدة والتكاثف من أجل انتزاع حقنا بحياة كريمة، مِمَن يعاقب غزة أو يحاصرها، ولا يكون بالدعوة للتخريب والاقتتال فيما بيننا، أو عبر الإساءة للمقاومة ورموزها كما يفعل الهاربون."
وأكد جمال أن وحدتنا الوطنية في غزة في ظل مشروع المقاومة هو منجز وطني يجب أن نحافظ عليه ولا نسمح لأيٍ كان أن يستهدفه أو يعبث بهذه العلاقة المقدسة، ومن يدعو لذلك يضع نفسه في صف الاحتلال وأدواته.
وأشاد الكاتب ماجد الزبدة بحالة الانضباط الميداني التي شهدتها غزة اليوم، والمسيرات الجماهيرية الداعمة للمقاومة، معتبرا أنها تؤكد بأن الوعي الوطني الذي يتسم به أهالي غزة أفشل محاولات إحداث فوضى المستفيد الوحيد منها هو الاحتلال.
وشدد على أن هدف الاحتلال الرئيس من الحصار هو الضغط على الجماهير لنبذ خيار المقاومة إضافة، إلى إشغال قيادة غزة وفصائلها الوطنية في قضايا معيشية يومية، بدلا من تركيز اهتماماتها وجهودها في فضح جرائم الاحتلال ودعم صمود الضفة والدفاع عن القدس.
من جانبه، قال الكاتب فادي رمضان: "إنهم يحاولون إشغال غزة حاملة مشروع المقاومة، لينفذ العدو مخططاته في الأقصى والقدس".
واعتبر أنه ليست الصدفة التي جمعت ما يحدث بغزة ومخيم عين الحلوة والاعتداء على الحرائر في الخليل، إنما خطة أعدت لضرب المقاومة، وهذا المخطط للرد على توحيد الجبهات، حسب تقديره.
وأكد أن حركة حماس في غزة استطاعت تشكيل نموذج فريد في الجمع بين الحكم والمقاومة، حيث اتضح ذلك خلال ال 17 عاما من خلال بقائها في الوزارات وتقديم الخدمات للمواطنين مع استمرارية التطوير للأفضل، وبقاء المقاومة حاضرة وفي تطور مستمر وخوضها عدة معارك استطاعت خلالها تشكيل حالة من الردع لدولة الاحتلال".
وأشاد بدور حماس في إعادة القضية الفلسطينية والقدس للواجهة الدولية في عدة مناسبات، بعد المحاولات العديدة من العدو ومن يدور في فلكه لحصر القضية في الشعب الفلسطيني فقط.
بدوره، قال الكاتب خالد أبو الروس إن شعبنا يعاني من الحصار والأزمات والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية، وهذه المعاناة تشمل جميع مكوناته.
وبين انه منذ انسحابه من غزة عام ٢٠٠٥، عمل الاحتلال على تطبيق القانون الحربي على هذه البقعة من خلال تشديد الحصار ولم يعترف في ٢٠٠٦ مع نتائج صندوق الاقتراع وزاد من حصاره، وتلاقت مع رؤيته هذه السلطة الفلسطينية التي لم يرق لها صعود نجم حماس اللامع في المشهد السياسي، فزادت من ضغوطاتها المالية والاقتصادية على الشعب الأعزل الذي دفع أثمان الثبات على الموقف بالدم والعرق والجهد، والوعي الذاتي.
وتابع "تحملت حماس مسؤولية إدارة هذه البقعة بإمكانات محدودة وموارد ذاتية، ومع أنها حاولت تسليم الحكومة التي كانت تديرها إلى السلطة مرات ومرات، لكن الأخيرة كانت تتعامل مع المصالحات بما يخدم مشروع التسوية السياسية ولم يرق لها أن تتصالح مع حماس؛ لأن هذا يهدد وجودها ومكانتها ودورها الوظيفي كسلطة تخضع لاتفاقيات أمنية ومرتبطة ذاتيا بالقرار الأمني والمالي (الإسرائيلي)".
وواصل حديثه "وهكذا التقت المصالح المتبادلة بين السلطة والاحتلال الذين يعملون على سياسة استنزاف غزة ومنع أي تطور علمي ونهضوي فيها، ووظفت كل أدواتها القهرية: (حرب، حصار، تجويع، دعاية)؛ لخدمة الرؤية الأمنية المشتركة."
وأكد أن حماس عملت على الحفر بالصخر وممارسة واجبها الوطني من أجل توفير اللقمة للعائلات الجائعة والفقيرة عبر قنوات عديدة.
واستدرك أن ذلك لم ينسجم مع سياسة الحصار والعقوبات المفروضة، فبدأت تلك الأطراف بتوظيف أدوات الضغط على غزة، تارة عبر سلاح الدعاية والحرب النفسية، وتارة عبر التهديد، وتارة ثالثة عبر الدبلوماسية وقنوات الاتصال.
ويرى الكاتب أن أنه لا شك بأن حماس تتحمل جزءا من إدارة الأزمة، لكنها ليست الطرف الحقيقي والفاعل الذي يقف وراء معاناة الشباب في هذا القطاع محدود الموارد والإمكانات.
وشدد على أن أهالي القطاع أدركوا أن التظاهر في غزة هدفه ليس إنسانيا وإنما سياسيا تقف خلفه أقنعة سوداء لا تنفك عن توظيف كل الأدوات واستخدام الوسائل كافة لدفع الناس إلى الاقتتال الداخلي والمواجهة، وهذا لا يحقق الأمن والاستقرار بل يحلب الكوارث.
وختم بالقول: "باختصار هؤلاء لا يرغبون لغزة بأن تصبح حرة وتمتلك زمام المبادرة في قضايا الوطنية الكبرى."
في السياق، قال هلال نصار إن شعبُ غزة وعائلاته بشيوخهم وشبانهم ونسائهم وأطفالهم لهم التحية والتقدير لمساهمتكم في رسم صورة غزة الواعية، رغم ما يكيد لها أعداؤها وأعوانهم من احتلال وحصار ومعاناة وجوع وفقر وقطع الهواء والغذاء والدواء والكهرباء وإغلاق المعابر.
واعتبر أن شعبنا اليوم وفصائله وعائلاته سجلوا نصرا جديدا في معركة الوعي، وأنهم أكثر وعياً من مخططات العدو وشباك مخابراته وأذنابه.