روّجت عدة أفلام هندية، أصدرت مؤخرًا، لصورة سلبية عن المسلمين، ما أثار قلقًا في الهند، خاصة وأن البلاد مُقبلة على الانتخابات الوطنية المقرر إجراؤها عام 2024 المقبل.
وتعرف الهند على أنها أكبر دولة في العالم بتاريخها الطويل في الرقابة على الأفلام، لكن النقاد يشيرون إلى أن القطاع ينتج بشكل متزايد أفلاما تتشارك الإيديولوجيا ذاتها مع حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي القومية.
وفي عهد مودي، استخدمت الأفلام بشكل متزايد لنشر رسائل مثيرة للانقسامات تعزز الأفكار المسبقة المعروفة لدى القادة السياسيين
إقرأ أيضاًمعركة في الإعلام بين الهند وتويتر.. ما القصة؟
وقال الصحفي والكاتب الهندي نيلانجان موكوبادياي، إن "السينما تملك جاذبية خاصة بالنسبة للهنود، وتعد بالتالي وسيلة لا مثيل لها في قدرتها على الوصول إلى العامة".
وفي الوقت ذاته، نفذت الحكومة حملة أمنية ضد معارضيها شملت حظر وثائقي أعدّته "BBC" عن دور مودي في أعمال العنف في غوجارات. ووصفت تغطية "BBC" بأنها "دعاية معادية وهراء مناهض للهند".
فيلم "حكاية كيرلا"..
ويعد فيلم "حكاية كيرلا" الهندي من بين مجموعة أفلام أثارت القلق من أن "بوليوود" تبث دعاية ثقافية لحشد الدعم للحزب الحاكم في الهند قبيل الانتخابات.
ويشير المقطع الترويجي للفيلم، الذي يتصدر شباك التذاكر في الهند، إلى أن العمل يصور "فتيات بريئات يتم الاتجار بهن من أجل الإرهاب"، بينما يؤكد بأنه "مستلهم من العديد من القصص الحقيقية".
الفيلم يروي قصة خيالية عن امرأة هندوسية اعتنقت الإسلام وتطرفت، وحل في المرتبة الثانية من جهة الإيرادات عام 2023.
ورأى نُقاد أن الفيلم يبث الأكاذيب ويُثير الانقسامات بعدة وسائل، بينها "شيطنة" الأقلية المسلمة، قبيل الانتخابات الوطنية المقررة العام المقبل.
ونصح مُخرج فيلم "حكاية كيرلا"، سوديبتو سين "جميع الأحزاب السياسية في الهند الاستفادة منه". قائلًا: "استخدموه لتحقيق مكاسب سياسية".
ويرى المخرج أن فيلمه "ضرب على وتر حساس" في الهند التي تضم شريحة من المسلمين تعد من بين الأكبر في العالم (حوالي 14 في المئة من إجمالي سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة).
الحزب الحاكم يروج للفيلم..
وتزامن صدور الفيلم في أيار/ مايو 2023 مع الانتخابات في ولاية كارناتاكا الجنوبية، التي سخر لها حزب مودي "حزب الشعب" كل إمكانياته، وأدت إلى اندلاع اشتباكات بالحجارة في ولاية ماهاراشترا المجاورة أسفرت عن سقوط قتيل.
ودعم مودي الفيلم خلال تجمع انتخابي متهما حزب "المؤتمر" المعارض بـ "تأييد التوجهات الإرهابية".
ويرى البعض أن الفيلم قليل الكلفة يستند إلى نظريات "الحب والجهاد" التي تتهم رجالا مسلمين بالسعي لجذب الهندوسيات.
وتراجع صانعو الفيلم عن مزاعم باطلة صدرت عنهم سابقا تفيد بأن تنظيم الدولة الإسلامية جنّد 32 ألف امرأة هندوسية ومسيحية من كيرلا ذات التنوع الديني.
ونظم أعضاء حزب مودي عروضا مجانية للفيلم، الذي قال المتحدث غوبال كريسنا أغاروال إنها تمثل "وسيلة اتصال" وليست سياسية رسمية.
وركزت مجموعة أفلام صدرت مؤخرًا على الجيش لتروي قصصًا قومية عن أعمال بطولية قام بها جنود وعناصر شرطة، من الهندوس عادة، في مواجهة أعداء من خارج الهند وداخلها.
أفلام دعائية مؤدلجة..
ودافع المخرج المخضرم سودير ميشرا عن التوجه الجديد قائلًا: "لطالما استُخدمت السينما كأداة دعائية، ألا تقوم هوليوود بذلك؟"، مشيرًا إلى سلسلة "رامبو" للنجم الأمريكي سيلفستر ستالون. وأضاف: "أعتقد بكل تأكيد بأن بوليوود تتعرّض لهجوم".
وأكد مخرج الأفلام الوثائقية سانجاي كاك بأن هذه الأفلام "تبدو مروضة نسبيا الآن". منوهًا إلى أن "الأفلام الجديدة مؤدلجة بشدّة وتنشر وجهة نظر المجموعة الحاكمة اليمينية والقومية الهندوسية والمعادية للمسلمين".
"ملفات كشمير"..
وتشمل أبرز الأفلام الصادرة مؤخرا "ملفات كشمير"، الذي يروي تفاصيل مروعة عن فرار مئات آلاف الهندوس هربا من المقاتلين المسلمين في شطر إقليم كشمير الخاضع للهند خلال العامين 1989-1990.
فيلم "غودرا"..
يروي فيلم "غودرا" المقبل أحداث حريق القطار عام 2002 الذي أسفر عن مقتل 59 حاجا هندوسيا وأثار أعمال شغب طائفية دامية في غوجارات، فيما يشير المقطع الترويجي له إلى أن أعمال العنف كانت "مؤامرة" متعمّدة.