قائد الطوفان قائد الطوفان

لماذا يتسرب طلبة الأوقاف إلى مدارس بلدية الاحتلال؟

غزة– مها شهوان

لاتزال معركة التعليم في القدس تتصدر المشهد، فلم تتوقف مساعي الاحتلال لحظة واحدة عن تقديم الاغراءات لجذب الطلبة وذويهم عبر برامج لا منهجية مما يضعف الاقبال على مدارس الأوقاف، والتسرب لمدارس البلدية التي تتبع وزارة المعارف (الإسرائيلية) وتدرس المنهاج (الإسرائيلي).
وتعاني مدارس الأوقاف التي تتبع للسلطة الفلسطينية إداريا وتعمل تحت مظلة الأوقاف الأردنية من ناحيتين الأولى عدم سماح الاحتلال بترميم الفصول وإن حدث ذلك يكون بشروط قاسية، عدا عن اغلاق بعض المدارس من حين لآخر، إلى جانب حرمان المعلمين من حقوقهم ما يتسبب بإضرابهم عن العمل بين فترة وأخرى.
ووفق ما يتناقل عبر وسائل الاعلام فإن حراك المعلمين لديه نية بالعودة إلى الإضرابات والخطوات الاحتجاجية، الأمر الذي دفع المئات من الطّلبة التّابعين لمدارس التّربية والتّعليم الفلسطينيّة في القدس بالاستعداد للرّحيل عنها والانتقال إلى مدراس بلديّة الاحتلال التي تدرّس المنهاج المحرّف أو تلك التي تدرّس المنهاج (الإسرائيلي) حيث وصلت أعدادهم إلى ما يقارب 700 طالبا وطالبة.
وفي ذات الوقت قدم ما يقارب 150 معلماً استقالاتهم إضافة إلى طلبات إجازة مفتوحة، لتغلق حتى اللّحظة ما يقارب 25 شعبة صفيّة في مدارس القدس.
تلك المعطيات الأولية وصفت بالخطيرة من قبل مختصين في التعليم كونها تهدد قطاع التعليم الفلسطيني في القدس وتنذر بفشل الموسم الدراسي الجديد.
حراك المعلمين وتسرب الطلبة
يقول زيد القيق مختص في شؤون التعليم بالقدس إن مدارس الأوقاف في القدس تتبع السلطة الفلسطينية إدارة واشرافا، لكنها تعاني بشكل كبير من سياسات الأسرلة، ما يؤدي إلى تسرب طلابها الى مدارس البلدية مقابل وعود ببيئة تعليمية جاذبة.
وذكر القيق لـ (الرسالة نت) أنه مع اضراب المعلمين الأخير الذي حصل في العام الدراسي الماضي ومكوث الطلبة فترة طويلة في بيوتهم بحث أولياء الأمور عن بديل، مشيرا إلى أن ما هو متوفر وجاهز هو مدارس البلدية التي تدرس المنهاج (الإسرائيلي) وليس الفلسطيني المحرف.
ولفت إلى أن عدد من المعلمين والطلبة توجهوا لتلك المدارس، مبينا أنه تم مناشدة وزارة التربية والتعليم الفلسطينية للتدخل من أجل تجنيب معلمي القدس المشاركة في الاضراب ومنحهم حقوقهم.
أما عن أعداد الطلبة الذين تسربوا إلى مدارس البلدية، فيؤكد أن كل عام دراسي يشهد انتقال بين للطلبة، مبينا أن الـ 700 طالب ليس شرطا أن يكونوا تسربوا لمدارس البلدية خاصة بل ممكن أن يكون عدد منهم اتجه للمدارس الخاصة"
ولفت إلى أن قلة الرواتب من أحد أسباب تسرب المعلمين من مدارس الأوقاف إلى البلدية، وهذه مشكلة قديمة، لكن الجديد هو الاضراب الذي يقدم عليه المعلمون لأخذ حقوقهم لذا بات الطلبة يتسربون إلى مدارس البلدية خاصة وأن الأهالي يريدون استقرار أبنائهم على المقاعد الدراسية.
وردا على ذلك أصدرت القوى الوطنية والإسلامية في القدس المحتلة بياناً إلى عموم المقدسيين، والمسؤولين عن قطاع التعليم في القدس والضفة الغربية جاء فيه:" يعلم أصحاب المناصب والمسؤوليّة عن التّعليم الفلسطيني بالقدس أن أغلب الطلبة المتسربّين من مدارسنا الوطنيّة، توجّه بهم أغلب أولياء أمور الطّلبة إلى مدارس بلديّة ومعارف الاحتلال التي تحارب الرواية الفلسطينية إلى جانب طمس الهُويّة الشّخصيّة والارتباط في التّاريخ الفلسطيني بتدريسها للمنهاج المحرّف والمنهاج الإسرائيلي".
وذكر البيان أنّ ما يتلقاه المعلّم المقدسي في مدراسنا الوطنيّة لا يفي بالحد الأدنى من التزاماته الأسريّة لذا على أصحاب القرار التحرك فيما يخص العملية التعليمية في القدس، مؤكدا أنّ حماية المنهاج الفلسطيني وعقول الطلبة المقدسين من الأسرلة وتشويه وكي وعيهم لا يتم عبر البيانات والتّصريحات الإعلاميّة بل بالعمل.
وطالبت القوى الوطنية والإسلامية حراك المعلّمين بتحمّل مسؤوليّاتهم الوطنيّة، باستثناء معلّمي القدس من أي إضرابات قادمة حفاظا على ما تبقى من التّعليم في القدس.
***مرجعيات التعليم في القدس
المدارس الخاصة: تتبع من الناحية الإدارية للكنائس والجمعيات الخيرية والأفراد، وتُدرس المنهاج الفلسطيني الأصيل.
مدارس الأوقاف: تتبع للسلطة الفلسطينية إداريا وتعمل تحت مظلة الأوقاف الأردنية، ويُدرس المنهاج الفلسطيني الأصيل في 52 مدرسة تتبع لهذه المظلة داخل الجدار العازل وخارجه.
مدارس الوكالة: تتبع 6 مدارس في القدس لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، ويدرس فيها نحو 1800 طالب المنهاج الفلسطيني الأصيل.
مدارس البلدية: وهي مدارس المعارف (الإسرائيلية) وبلدية الاحتلال، وتتبع إداريا لوزارة المعارف (الإسرائيلية)، ويدرس الطلبة في بعضها المنهاج الفلسطيني المُحرف، فيما تختص أخرى بتعليم المنهاج (الإسرائيلي) من الصف الأول حتى الـ12.
مدارس المقاولات: يديرها أفراد بالنيابة عن إدارة المعارف (الإسرائيلية)، وتفتح أبوابها للطلبة بعد تعاقد بين الأفراد ووزارة المعارف لفتح مدارس في مستويات بيئية مدرسية متدنية لسد العجز في الغرف الصفية.
وتعدّ مدارس البلدية هي الأخطر على الوعي الجمعي الفلسطيني في القدس، إذ إن بلدية الاحتلال تحرص تمام الحرص على متابعة المعلمين في هذه المدارس ومنعهم من بناء أي روح وطنية لدى الطلبة، إضافةً إلى انتشار كثير من الآفات الاجتماعية في هذه المدارس، والتي ليس من أقلها المخدرات، بإشراف الاحتلال مباشرة.
والنوع الثاني من المدارس هي المدرسة الشرعية التابعة لإدارة الأوقاف الإسلامية في المسجد الأقصى المبارك، والتي تعمل وفق المنهاج الشرعي الأردني، وتخرّج طلبة التخصصات الشرعية في الثانوية، إلا أنها صغيرة ولا تغطي أكثر من المنطقة حولها والتخصصات الشرعية فقط.

 

البث المباشر