قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد 54 عاما من الحريق

مختصون: مخططات تهويد الأقصى مستمرة وخطط الترميم عالقة

الرسالة نت- مها شهوان

بعد 54 عاما على حريق المسجد الأقصى، لاتزال اثار الحرق مستمرة ليس بسواد الجدران وحرق الأرضيات بل على طريقة الاحتلال حيث المزيد من عمليات الاستيطان حوله وتنفيذ المخططات التهويدية داخله.

نفذ حريق الاقصى في أغسطس 1969 على يد "دنيس مايكل روهان" أسترالي متصهين ومهووس بأفكار "الألفية السعيدة" و"نظرية أعمال الرب" التي تجتمع اليوم عليها العصابات الاستيطانية الصهيونية.

ووقت الحرق استخدم "روهان" مادة حارقة سريعة الاشتعال لإحراق المسجد الأقصى، وتركزت المحاولة في المصلى القبلي، وأتت على المنبر الذي جلبه صلاح الدين الأيوبي للأقصى بعد تحريره من المحتلين الفرنجة.

وتواطئ الاحتلال مع الأسترالي وقت الحريق حين قطع المياه عن البلدة القديمة والأحياء المجاورة لها، ليهرع المقدسيون بملابسهم وبدلاء المياه مما تبقى في بيوتهم لإطفاء المسجد الأقصى، وهرعت سيارات الإطفاء من الخليل وبيت لحم للمساعدة بإطفاء الحريق، على الرغم من حواجز قوات الاحتلال وعرقلتها لعمليات الإطفاء.

مخططات لسرقة الأقصى

اليوم وبعد 54 عاماً لا يزال الحريق يستهدف الأقصى، ولكن بطرقٍ مختلفة، فسلطات الاحتلال تمنع ترميمه منذ نحو 7 سنوات، وتحيطه بالمخططات التهويدية.

كما وتسابق أذرع الاحتلال الزمن لتنفيذ مخططات تهويد الأقصى بطرق شتى كالتقسيم الزماني والمكاني و"التأسيس المعنوي للمعبد".

يقول ناصر هدمي المختص في شؤون القدس إن ذكرى حريق الأقصى تذكر الجميع بأن الحريق لايزال مستمرا عبر سلسلة من المخططات التهويدية وهذا هو الأخطر، في ظل تصريحات قادة الاحتلال بمواصلة العمل داخل الأقصى عبر تهويده، وأن لهم الحق فيه، أما المسلمين فقط لهم المصلى القبلي.

ويوضح الهدمي لـ (الرسالة نت) أن الاحتلال يعمل على فرض السيطرة الكاملة عبر تهميش الوصاية الاردية على الأقصى وتقليصها وطرد السفير الأردني ومنعه دخول الأقصى دون تنسيق مع شرطة الاحتلال التي في الأساس من المفترض لا علاقة لها بالسيطرة على الأقصى.

ويشير إلى أن الاحتلال ماضي ويتقدم بمحاولات حرقه للمسجد الأقصى، حيث أن الخطير في ذلك وهو ضرب سلطات الاحتلال بكل الوثائق والقرارات الدولية بعرض الحائط، وتنفيذ خطوات عملية لتثبت سيادتها على الأقصى.

ولفت الهدمي الى سياسة أخرى يتبعها الاحتلال استكمالا لحريقه للأقصى وهي إغلاق بوابات المسجد الأقصى وقت المواجهات، كما ويربط ترميم المسجد بإغلاق البوابات، موضحا أن سلطات الاحتلال في كثير من الأحيان تتشرط عند عمليات الترميم أن يتم اغلاق باب الرحمة مثلا.

وأشار إلى أن الاحتلال هو المسيطر على المسجد الأقصى عبر تحكمه بلجنة اعمار المسجد وتقريره متى يسمح لها بالترميم، بل ويستخدمها لابتزاز دائرة الأوقاف التي تتبع الأردن.

ولفت الهدمي أن الأقصى يتهالك حيث الحجارة التي تتكسر والجدران التي تتشقق، كل ذلك يؤكد أن الاحتلال يتعمد منع ترميمه.

وفي ذات السياق يؤكد حسن خاطر المختص في الشأن المقدسي إن النيران ما زالت مشتعلة في المسجد الاقصى ولم ينجح العرب والمسلمون إلى اليوم في اطفائها، وما زالت التحديات قائمة وما زال واقع المسجد أكثر خطوره بكثير مما كان عليه في عام 1969.

وذكر أن الهجمة التي يتعرض لها الأقصى تتضاعف منذ أكثر من نصف قرن وألحقت به أضرار، مشيرا إلى أنه اليوم لا يوجد متطرف واحد ليحرق الأقصى بل منظمات للهيكل تزيد عن 64 تعمل ليل نهار بميزانيات كبيرة وأعداد من المتطرفين ذو الأهداف العدوانية على المسجد، قائلا:" هؤلاء جميعهم يتسابقون لاستكمال تلك الجريمة التي ارتكبها الأسترالي الذي وصف بعد تنفيذ جريمته بالجنون ورحل لأستراليا".

ولفت خاطر إلى أن هذه المنظمات باتت محترفة وأكثر خطورة على الأقصى، لهدمه وبناء الهيكل على انقاضه، فتعمل ليل نهار للوصول لهذا الهدف الخطير، لافتا إلى أن حكومة الاحتلال سابقا كانت تظهر أنها طرف مستقل، بينما اليوم هذه الحكومة تقود تلك المنظمات المتطرفة.

وختم بقوله:" في السابق كان الاحتلال يستهدف المباني ويلحق أضرارا كبيرة بها، أما اليوم فالاستهداف لوجود المسجد الأقصى وهويته ويريدون ازالته ليقموا على انقاضه جسم غريب لا علاقة له بالمكان والسكان"، مضيفا: عبر تفاصيل دقيقة يحاولون تفجير المسجد الأقصى ويربطون مصيره بالبقرات الخمسة التي جاءوا بها من تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية.

البث المباشر