تحاول حكومة الاحتلال الخروج من أزماتها المتراكمة، بعد فقدناها لقوة الردع في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتصاعد عمليات المقاومة.
ولجأ الاحتلال بعد اجتماع (الكبنيت) لنحو ساعتين ونصف، لتفويض رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو، ووزير جيشه يؤاف غالانت، بالتحرك لتنفيذ سلسلة "إجراءات" تم الاتفاق عليها لمحاربة منفذي العمليات ومن يقف خلفهم ويمولهم.
وأكد مختصون في الشأن الإسرائيلي، أن عمليتي حوارة والخليل واللتان وقعتا في يومين متتابعين، تثبتان فشل السياسة الأمنية للاحتلال، خصوصاً أنهما حدثتا في مناطق حساسة جداً في الضفة الغربية.
ويوضح مراقبين أن الاحتلال لجأ لاجتماع (الكبينت) لتهدئة الجبهة الداخلية التي تلقت ضربات متتالية جعلتها في حالة غليان وسخط على حكومة نتياهو.
لتعزيز الثقة
الكاتب والمحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي سليمان بشارات من رام الله قال إن الاحتلال يعيش أزمة من شقين، الأول: داخلي مرتبط بالتعامل مع الأحداث الداخلية المتوترة بعد الإجراءات والتعديلات القضائية، والثاني: خارجي مرتبط بالتعاطي مع الاحداث المتصاعدة في الضفة.
وبين أن ارتفاع العمليات التي حصدت 35 قتيل منذ بداية العام وهو الأعلى منذ عام 2001 مؤشر خطير بالنسبة للاحتلال.
ويتابع: "فصائل المقاومة وبالتحديد حماس بدأت تتبنى العمليات وهذا يشكل بالنسبة للاحتلال خطر آخر.
ويعتبر أن مخرجات الكابينت بالأمس بعد اجتماعها والتي لم يفصح عنها بشكل كامل، هي محاولة لتهيئة الحالة الداخلية لاحتمالات كثيرة مفتوحة.
ويضيف:" الخيارات في المرحلة القادمة تتلخص بين الدخول في مواجهة جديدة او عودة سياسة الاغتيالات في الداخل أو الخارج.
ويلفت بشارات إلى أن (إسرائيل) تريد ترتيب البيت الداخلي بعد هذا التبعثر بين الأحزاب نتيجة معارض ومؤيد للقرارات التي يخرج بها الكنيست والقضاء، مذكرا بقرار الكنيست بالأمس والذي اعطى الكنيست ضوءا أخضر لنتنياهو لعمل اللازم وهذا يعزز الثقة به وبصورته أمام الرأي العام.
مسكنات
ونفذ مقاومون عملية إطلاق نار قرب مستوطنة كريات أربع بالخليل قتلت خلالها مستوطنة وأصيب آخر بجراح خطيرة، ويوم الأحد الماضي نفذ مقاوم عملية إطلاق نار في حوارة بنابلس أدت إلى مقتل مستوطنين اثنين.
وفي ذات السياق يقول إسماعيل مسلماني المحلل المختص بالشأن الإسرائيلي إن تأخر نتنياهو في الرد على العمليتين دفع الكنيست للخروج بقرار، ولكنه لم يكن واضحا.
وشدد على ضرورة عدم المبالغة في الحديث والتوقعات حاليا لأن ما خرج من الكنيست لم يكن واضحا، ولكنه ربما يكون كلام مهدئ لحالة الغليان التي تعرضت لها المؤسسة الأمنية (الإسرائيلية) بعد ضربتين في يومين متتاليين.
وذكر أن أعضاء الكابينت الاحد عشر بتوا في الخطة الخماسية بشكل واضح، ولكنهم لم يكون بذات الوضوح في التعامل مع الموضوع الأمني، بل أعطي غالنت ونتناهو حرية التصرف مع المؤسسة الأمنية والرد على عمليتي حوارة والخليل ولا شيء أوضح من ذلك.
وأضاف:" لم يصرح الاحتلال بأنه سيضرب مكانا أو يغتال أحدا ولكن الاحتلال يعرف أن هناك تآكل في عملية الردع الأمني داخل الضفة الغربية خاصة في الخليل لذا هو خائف من تفاقم الوضع وتحوله لانتفاضة في كل مدن الضفة، لذلك هو لا يريد أن يدخل بحملة عسكرية واضحة، وربما يدخل في اغتيالات فردية على حد توقع مسلماني.