قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: هل توقفت الثورة الكبرى ؟؟

ثورة انطلقت في الخامس والعشرون من يناير, لتكون فارقا في حياة الشعب المصري في مجمل ما هو قادم على كافة المستويات والأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وما يترتب عليها داخليًا وخارجيًا والانعكاسات الإقليمية التي ستتأثر بالمجريات الحادثة في مصر.

سقط النظام بعد ثمانية عشر يومًا من ثورة شعبية عارمة فاضت لتجري وسط القاهرة كنهر النيل وتجاوزت المحافظات شمالها وجنوبها, شرقها وغربها, في شكل جديد لم يعهده التاريخ المعاصر في الوطن العربي من ثورات شعبية هادرة .

نجحت الثورة فأسقطت مبارك وأنزلته صاغرا عن رأس الحكم في جمهورية مصر العربية التي تمتلك البعد "الإقليمي والأمني" للشرق الأوسط برمته.

سقط النظام وبقيت ذيوله  في كافة المؤسسات الحكومية والنقابية,  بل والمحافظات وما إلى ذلك من رؤوس لتبقى تمثل العديد من المؤسسات في مختلف جوانب الحياة بمختلف شرائحها, إلا أن الشعب المصري صاحب الثورة المليونية التي انقضت على رأس الأفعى تصر على السير والغور في إكمال طريقها, لتكتمل عناصرها ونجاحاتها في تطهير البلاد مما تبقى من آفات النظام البائد .

هناك العديد من المشاهد التي تدلل على أن زلازل ارتدادية باتت تحدث كل يوم, بل كل ساعة, في العديد من المواقع ليس أخرها  طرد الإعلاميين لنقيبهم احمد مكرم في مشهد مذل وهو يغادر النقابة التي عمل بها ليكون مبارك صغيرا بها, سخر من نفسه خادما لمصلحة المبارك الأكبر وفي كثير من المواقع المختلفة تواجد على رأسها "مبارك صغير" فهذه السياسة التي أرساها الرئيس المخلوع حسني مبارك في دولته البوليسية ليضمن استمرارية لحكم دام ثلاثة عقود.

إن مصر تمر ألان بولادة ومخاض صعب وعسير فليس من الممكن علاج ثلاثون عامًا من نشر الفساد واستفحاله وفرض القمع والعبودية لدي الكثير من ذيول النظام التي يصعب التخلص منها في يوم وليلة, سيعاني المصريين لوقت طويل إذا لم تكن هناك نوايا صادقة لدي المجلس الأعلى القابض على ذمام الحكم ولا ما يليه من مجلس أو حكومة انتقالية تسيير سياسة البلاد على نحو جديد بعيدا عن الظلم والرشوة والفساد, ليكون هناك ما هو ملموس لدى الشعب بكافة شرائحه, أن هذه الثورة بدأت ثمارها تتفتح وستزهر أزهارها بما سيكون له مردودا على حياة الشعب.

على المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يدرك هذه المرة بأنه تقلد نظام الحكم من خلال "ثورة شعبية" لا كما حدث بالسابق بثورات عسكرية وانقلابات !!

على القادة العسكريين الإسراع في إلغاء- قانون الطوارئ- الذي له في نفوس المصريين ماله من ألم ومعاناة وعذاب يجب نسيانها أو على الأقل التحضير لذلك .

إن الشعب المصري الثائر لا زال مشحونًا بتبعات الثورة وحيويتها ولن يكون من الصعب عليه الخروج من جديد ليرسم صورة أخرى من إرادته في تحديد دولته المدنية التي يرغب العيش بها , على أصحاب القرار المصري التنبه بان الشعب المصري بعد الخامس والعشرون من يناير ليس هو نفسه الشعب ما قبل هذا التاريخ .

ثورة انفضت لتحمل بين ثناياها ثورات صغيرة قد تشتعل في أي لحظة ما دام هناك عقم في فهم إرادة الشعوب وكسر قيودها .

 

البث المباشر