قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: الاحتلال حين يقف على الأصابع العشرة !

أحمد اللبابيدي

منذ اشتداد وطأة عمليات المقاومة في الآونة الأخيرة في الضفة الغربية المحتلة والتطور الملحوظ في بنية التشكيلات العسكرية التابعة للفصائل وتحديدًا حركة "حماس" وذراعها العسكري كتائب القسام، بدت حالة التخبط والارتباك في صفوف المؤسسة "الاسرائيلية" واضحًا بشكل لا يمكن أن يتم تغطيته بالغربال!.
فـ"إسرائيل" التي بذلت من الجهود الاستخباراتية والعسكرية إضافةً إلى قيامها بما يتوجب لإبقاء "التنسيق الأمني" في أوجه في الضفة الغربية، استيقظت على كابوس لم تتوقعه وحلفائها الذين عملوا منذ عام 2002 وتحديدًا مع عميلة السور الواقي في الضفة الغربية على تجفيف منابع المقاومة ومحاولة اجتثاث الفكر المقاوم والمتحدي للاحتلال عبر سلسلة طويلة من الاجراءات المختلفة في محاولة لتدجين الضفة وسلخها عن مشروع المقاومة.
هذا الكابوس اليوم لم يعد بالإمكان "اسرائيليًّا" أن ينتهي بمجرد الاستيقاظ من وهم عدم قدرة المقاومة على أن تلم شتاتها بعد الضربات الموجعة التي تلقتها على مدار العشرين عامًا الماضية، فالمقاومة أصبحت أشد وطأةً وأصلب عودًا ولم يعد بالإمكان إخماد جذوتها أو الفصل بين امتداداتها فيما بات يعرف بمصطلح "الساحات الواحدة"، الأمر الذي بات يُزعزِع الاحتلال بكل مكوناته السياسية والعسكرية والأمنية ويجعلها جميعًا تقف على "الأصابع العشرة"!
وما حالة التخبط في التصريحات والعلو "الفاجر" في تهديداته للمقاومة وقيادتها إلا دليلًا على الفشل الذي مُني به الاحتلال في الضفة الغربية في ظل الضربات الموجعة التي سددها "أبطال" المقاومة في عُقر مأمنه، فبالرغم من احتمالية جدية التهديدات وإمكانية إقدامه على تنفيذ عملية غادرة ضد المقاومة سواء في داخل الأراضي الفلسطينية أو في الخارج حيث يقيم بعض قادة المقاومة مثل الشيخ صالح العاروري إلا أنه لا يزال لا يستطيع عن السؤال الكبير ماذا بعد ؟.
فالمقاومة التي استطاعت بثبات رجالاتها أن تعمل على التئام جراحها قادرة على النهوض مرة ومرة وألف مرة في حال أصيبت بجراح ونزفت من دماء قادتها ومجاهديها، وهو ما بات يدركه الاحتلال جيدًا ويضعه في صلب حساباته عند تفكيره بأي عمل عدواني على المقاومة، ويحسب له ألف ألف حساب والشواهد من الميدان كثيرة!.
فالمقاومة نجحت في حصار "نتنياهو" وسوائبه وجعلته يفكرًا مليًا قبل أن يقرر القيام بعمل عدواني ما على المقاومة، فمقاومتنا اليوم لم تعد تلك "اللقمة السائغة" التي يمكن الانقضاض عليها وافتراسها في أي وقتٍ شاء، وما الصورة التي هزت الرأي العام "الاسرائيلي" قبل الفلسطيني التي ظهر فيها الشيخ العاروري ببزته العسكرية إلا رسالةً من تحت النار بأن التصعيد مع المقاومة لن يكون نزهة وستدفع ثمنه "اسرائيل" غاليًا.
فمحاولة "نتنياهو" الظهور كبطل خارق قادرة على "استجلاب" الأمن لقطعان المستوطنين على حساب دماء الشعب الفلسطيني ما هي إلا محاولة يائسة قضت عليها صورة أغنت عن ألف كلمة، وبات الجميع في داخل كيان "الاحتلال" يدرك أن الاقتراب من الفلسطينيين ومقاومتهم العنيدة يعني الدخول في المجهول، وهو ما يفرض على مسئولي دولة الاحتلال العد إلى عشرة كما الوقوف على الأصابع العشرة حين تكون "المقاومة" على مائدة النقاش!.

البث المباشر