قبل يوم تسلل الشاب عايد القني إلى شرق مدينة نابلس في الطريق إلى قبر يوسف وزرع في عتمة الليل عبوة يعرف أنها على طريق المستوطنين وجنودهم المارين ليلا كاللصوص إلى القبر الوهمي الذي صنعوا منه مزارا توراتيا بأكاذيبهم.
استشهد مُصنع العبوة وزارعها في انفجار داخلي، ولم يكن شاهدا على ما صنعته يداه قبل أن يرحل، حينما مر قطيع من المستوطنين يحرسهم قطيع آخر من الجنود، أصيب ضابط وثلاثة من الجنود فثارت النيران وارتفعت الصرخات، ومعها ثارت فرحات قلوب أهالي نابلس، فوصلت الفرحة إلى شمال فلسطين وجنوبها، أرسلها الثوار من المنطقة الشرقية من نابلس.
نقل المصابون عن طريق قوة من سلاح الجو. وقامت الضفة كلها ولم تقعد، فكانت ليلة طويلة مليئة بالاقتحامات خاصة بعد أن أعلن مصدر في "عرين الأسود"، إن العبوة زرعها الشهيد عايد القني الذي ارتقى يوم أمس بعد انفجار خلال مشاركته في الاعداد والتجهيز، ثم تلاه إعلان كتيبة نابلس في سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى، عن استهداف قوات الاحتلال بالعبوات الناسفة وصليات كثيفة من الرصاص، خلال الاقتحام، مما أدى لإعطاب آليات وخسائر في صفوف الجنود.
اشتعلت المنطقة الشرقية من نابلس، واستهدف المقاومون قوات الاحتلال بالمزيد من العبوات محلية الصنع والرصاص والزجاجات الحارقة، وظلت السماء تنير وأصوات الصرخات تعلو، بينما أعلن الهلال الأحمر، في تصريح صحفي، أن طواقمه نقلت إصابة بالرصاص الحي وثمانية أخرى بالشظايا والرصاص المطاطي، بالإضافة لعشرات حالات الاختناق بالغاز، خلال المواجهات شرقي نابلس.
وفي الطريق الفاصل بين القدس ورام الله، وتحديدا في قرية بيتونيا أرسل الليل ثوارا ليشعلوا النار من نقطة أخرى، فقد استهدف فلسطينيون قوة من جيش الاحتلال خلال اقتحامها البلدة فجر اليوم، بعبوة محلية الصنع.
وفي كفردان غرب جنين، أصيب شاب خلال المواجهات في البلدة التي اقتحمها الاحتلال بمدرعاته من جديد.
ولم تنه الليلة إلا بالاشتعال في محاور أخرى ففي بيت لحم، كان للمقاومين وقفة أخرى، حينما أطلقوا النار بكثافة تجاه مستوطنة "مجدال عوز" المقامة قرب بلدة بيت فجار، بعد منتصف الليلة الماضية.
وفي ذات الليلة استهدف فلسطينيون برجاً لجيش الاحتلال قرب حاجز مخيم شعفاط شمال شرق القدس المحتلة بالألعاب النارية.
وفي وقت سابق، أصيب شاب برصاص قوات الاحتلال في الرقبة خلال مواجهات، في بلدة عزون شرق قلقيلية، كما استهدف فلسطينيون مركبات المستوطنين قرب البلدة بالزجاجات الحارقة.
وهكذا سطعت الشمس على الضفة وهي تثور في وجه الظلم، ولم يكد المواطنون يذهبون إلى أعمالهم حتى أعلن الاحتلال عن مقتل جندي وإصابة ثلاثة مستوطنين في عملية دهس شرق رام الله، لتكتمل الصورة الفلسطينية في كل مدن الضفة، لوحة فنية، عنوانها المقاومة.