في يوليو الماضي استدعت قوات الاحتلال الشيخ الدكتور ناجح بكيرات نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس وسلمته قراراً من جيش الاحتلال بتنفيذ إبعاده خارج مدينة القدس لمدة 6 أشهر قابلة للتمديد.
رفض الشيخ بكيرات قرار الإبعاد وأعلن اعتصامه في منزله منذ ذلك الوقت في بلدة صور باهر جنوب مدينة القدس قائلا: "أنا أرفض أن اتزحزح عن القدس خطوة واحدة".
وبالأمس ثبّت الاحتلال قرار الإبعاد، في جلسة محاكمة جديدة طالب بها محامي الشيخ اعتراضا على القرار الجائر قبل أن يستبق الاحتلال وينفذ قرار الإبعاد.
وقال المحامي حمزة قطنية: "الجلسة كانت اعتراضا على قرار الإبعاد لستة أشهر، وقد أثبتنا أمام المحكمة عدم وجود سند قانوني أو أي ادعاء، وحتى الدوافع ليست موجودة لإصدار هذا القرار، ولا بينة ولا سندا لدى حكومة الاحتلال".
وتابع قطنية: "القرار تعسفي وهدفه سياسي بحت، ورغم أن المحكمة طلبت النظر في ملف الأجهزة الأمنية والمخابرات (الإسرائيلية) ولم تجد أي إثبات، إلا أنها ثبتت الحكم. ونحن نعلم يقينا أن كل المعلومات غير صحيحة والاحتلال أصلا لم يبرزها ولم يواجهنا بها، مدعيا أن كل المعلومات لديه سرية.
رفض المحامي قرار الإبعاد، ورغم ذلك يظل ساريا حتى بداية العام الجديد في إجراء يعد سابقة بحق قيادات مقدسية.
ويرى الكاتب المختص بقضايا القدس عبد الله معروف أن هذا القرار بحق الشيخ ناجح بكيرات قد يفتح الباب لإخراج كافة القيادات الاجتماعية من القدس وتفريغها بالكامل، إضافةً إلى التخلص من مسؤولي الأوقاف الإسلامية، بهدف تفريغ الأقصى المبارك وإحداث فراغٍ سيادي في المكان، لتنفيذ التقسيم الذي تطالب به الجماعات اليمينية المتطرفة في دولة الاحتلال.
وفي ذات السياق سلمت قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، أمس الأربعاء، المرابطة المقدسية نفيسة خويص قراراً بتجديد منعها من السفر 6 أشهر إضافية، إلى جانب تمديد إبعادها عن المسجد الأقصى المبارك 3 أشهر أخرى. علما بأن قرار إبعادها قد انتهى الشهر الماضي.
والاحتلال يعلم أن زوج المرابطة خديجة خويص يحمل هوية الضفة الغربية، وهذا يعني أنها مضطرة للتنقل من الضفة إلى القدس باستمرار لذلك يطالب دائما بإبعادها نهائيا للضفة، مستغلا طبيعة حياتها.
وامتدت الاعتقالات إلى الحاجة المقدسية نفيسة خويص، حيث أوقفتها قوات الاحتلال خلال سيرها في ميدان عمر بن الخطاب في القدس القديمة صباح اليوم وبعد فحص هويتها احتجازها ثم أبلغها "بأنها موقوفة"، علما بأنها كانت مبعدة ولم يمض شهر على انتهاء إبعادها عن الأقصى.
يقول أنس المصري المختص في دراسات بيت المقدس إن الاحتلال يعتقد بأن إبعاد الشخصيات المشهورة والأكثر تأثيرا وحضورا في قضية الأقصى هو الحل للتغطية على الاقتحامات والفضائح (الإسرائيلية) اللاإنسانية، ولكن في الحقيقة ورغم أهمية الرموز الدينية والمرابطين المقدسيين في الحفاظ على حضور الصورة إلا أن المقدسيين يظهرون جيلا بعد جيل محافظين على هوية القدس والأقصى ومدافعين عنه".
ويضيف المصري: المدينة محتلة منذ أكثر من سبعين عاما، ولقد استطاع المقدسيون فضح الانتهاكات (الإسرائيلية) بحق الأقصى على مدار السنوات السابقة، لافتا إلى أن ثورة البوابات، وباب الرحمة وهبة 2021 والشيخ جراح، كلها ثورات قادها شباب يعرفون الموعد المناسب الذي يجب عليهم فيه أن يتحركوا، لذلك فإن حسابات الاحتلال دائما غير صحيحة.
يعلم الاحتلال بأن هذه المعركة هي معركة وجود، وعلى ذلك فهو يحاول القضاء على الوجود العربي بالكامل في مدينة القدس من أجل توسع ديمغرافي لصالحه، وفي كل مرة يصطدم بفئة مرابطة جديدة تورث الفئة القادمة من بعدها الرباط لأجل الأقصى، وهذه قوة ثابتة لا تهزم على حد قول المصري.