مع تشديد الحصار (الإسرائيلي).. محافطتي غزة والشمال تستقبلان عيد الأضحى بمجاعة مُميتة

صورة من شمال غزة
صورة من شمال غزة

شمال غزة-الرسالة نت

تتردى الظروف "الإنسانية" بصورة متصاعدة، مع تشديد الحصار "الإسرائيلي"، على أكثر من 700 ألف مواطن يعيشون في محافظتي غزة والشمال.

ويستعمل الجيش "الإسرائيلي" ورقة الجوع بقوة مُميتة على من رفض النزوح والتفريض بأرضه في شمال قطاع غزة، كأداة لعقابهم بصورة جماعية.

ووفقاً لمتابعة مراسل "الرسالة" في شمال غزة، فإن جيش الاحتلال لم يدخل إلا بعض المواد الغذائية (لحوم وخضروات وفواكه)، لمدة عشرة أيام منذ ذورة المجاعة في يناير الماضي لمدة عشرة أيام ثم قطعها تمامًا ويمنعها مُجددا منذ أكثر من 100 يومًا.

***الطحين ليس  حلًا

وتحاول "إسرائيل" أن تقنع العالم بدعايتها التي اعتمدت على الكذب، أنها أنهت "أزمة" المجاعة في شمال غزة وفقًا لتصريحات سابقة للمتحدث باسم حكومة الاحتلال، إلا أن مشاهد تجدد الجوع وحاجة الناس للغذاء باتت تعتلي صدارة المُشاهدات على وسائل التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام.

تجول مراسل الرسالة في مراكز الإيواء بمخيم جباليا وتحدث مع الأهالي الذين عادوا للعيش في المخيم بعد تدمير معالم الحياة فيه بهجوم بربري "إسرائيلي" خلال مايو الماضي.

يقول المواطن محمود الخطيب، إنه وأسرته بات معتمدًا على "التيكات" التي تُقدم الطعام بصورة مجانية للأهالي، داخل المدرسة التي يعيش بها كنازح.

ويوضح الخطيب أثناء وقوفه في طابور انتظار "الطعام"، أن هذه التيكات التي تخلو من جميع أصناف اللحوم، لا تُعد أيضاً حلًا لأزمة الغذاء والجوع الذي ينهش جسد أطفاله الأربعة، حيث تقدم الطعام لمرة واحدة في اليوم وبكميات قليلة لا تَكفيهم حد الشبع.

ويتسائل وهو يتصبب عرًقا تحت أشعة الشمس، عن الجُرم الذي اقترفه أطفاله حتى يتم معاقبتهم بالجوع ونقص الطعام، وسط سكوت عالمي ينتهك كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية.

أما أم يوسف أحمد؛ فتوضح "للرسالة"، أن الأيام التي لا تطبخ لهم فيها التيكات "الخيرية" طعامًا؛ يضطرون إلى تناول الخُبز دون أن يجد أطفالها شيئًا يغمسوه مع هذا الخبز.

وتبين أن أطفالها يعيشون سوءًا للتغذية، وأزمات صحية متتابعة وأمراض مُعدية، بعد أن ضَعفت مناعتهم نتيجة نقص العناصر الغذائية المهمة لهم، دون أن تجد لهم علاجًا أيضا.

وتُطالب بضرورة أن ينظر العالم "الميت" حسب وصفها- إلى أطفالها وأهالي قطاع غزة بعين الرحمة، وألا يستمر الجوع القاتل خلال حرب الإبادة التي يتعرضون لها منذ السابع من أكتوبر العام الماضي.

ومنذ تشديد الحصار "الإسرائيلي" على محافظتي غزة والشمال، استشهد فيهما ما يزيد عن 28 طفلًا بسبب سوء التغذية.

ويحذر الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، من صعوبة الواقع الذي يعيشه الأطفال في شمال قطاع غزة.

وبين في تصريحات سابقة، أن أكثر من 200 طفل يعيشون أمراض سوء التغذية نتيجة انعدام وجود المواد الغذائية، ويتم متابعة وضعهم الصحي داخل مستشفاه الوحيد الذي يعمل فيه قسمًا للأطفال في محافظتي غزة والشمال.

وأكد أبو صفية أن هناك مئات الأطفال الذي يتهدد الموت حياتهم في مراكز "الإيواء" بعد تعرضهم لسوء التغذية، في وقت سيحاول فيه كادر طبي إحصائهم ومتابعتهم خلال الأيام المقبلة.

الجدير بالذكر، أن جيش الاحتلال يسمح بإدخال الطحين وبعض المعلبات "بالقطارة" إلى شمال غزة، وتذهب معظم كميات الطحين إلى المخابز التي تعمل بالتعاون مع منظمة الغذاء العالمي، حيث يُباع الخبز للأهالي مقابل 5 شواكل للربطة الواحدة يحصلوا عليها بعد انتظارهم في طابور لوقتٍ طويل.

البث المباشر