غزة- الرسالة نت (خاص)
أنشأت حكومة الطوارئ الاسرائيلية مجلس الحرب ليقود المواجهة مع المقاومة الفلسطينية بعد السابع من أكتوبر وكان الهدف الأساسي لهذا المجلس أن ينهي وجود المقاومة في قطاع غزة إلا أن هذا المجلس تفكك قبل أن يصل إلى هدفه بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على العملية العسكرية الإسرائيلية الأكبر منذ عقود.
ولم يكن لهذا المجلس العسكري المتطرف أن ينتهي إلى الزوال قبل أن الوصول إلى الهدف بالقضاء على المقاومة لولا صمود الشعب الفلسطيني على أرضه والذي حال دون تنفيذ المخططات الإسرائيلية التي وضعها هذا المجلس.
بالإضافة إلى استمرار نشاط المقاومة الفلسطينية وعملياتها في التصدي للتوغلات البرية وكذلك استهداف قوات الاحتلال المتمركزة في كل محاور التقدم داخل قطاع غزة وعلى حدودها
ورغب الاحتلال من خلال هذا المجلس تكوينه إستراتيجية للقضاء على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة إلا أن الفشل ذريع كان مصير المجلس في ظل أنه لم يحقق الوصول إلى هذه الإستراتيجية مما وضعه في مظهر التائه داخل غزة دون بوصلة للقضاء على المقاومة ودون أساليب وأدوات ذات تأثير على المقاومة الفلسطينية في غزة.
الاحتلال الاسرائيلي وعلى مدار أشهر الحرب حاول إظهار نفسه على أنه متماسك في مواجهه المقاومة إلا أن كل الخلافات التي كان يسمع دويها في كواليس الاجتماعات في الكابينت ومجلس الحرب وصلت إلى مرحلة الانفصال ما بين الأطراف الإسرائيلية وهذا ما كان بانسحاب غانتس وايزنكوت من مجلس الحرب مما أدى إلى فض المجلس بلا رجعة.
وفض المجلس أدى إلى إضعاف صورة نتنياهو في الداخل والخارج بأن بات يقود مجموعة من المتطرفين في حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني بعد فشله في القضاء على المقاومه العسكرية.
وشوارع تل أبيب والقدس تشهد على الخلافات الإسرائيلية الداخلية التي وضعتها لهم المقاومة الفلسطينية وخلقتها من خلال عملية السابع من اكتوبر التي ضربت فيها المنظومة السياسية والعسكرية الإسرائيلية وأثرت على النسيج الاجتماعي الإسرائيلي في ظل استمرار احتجاز المقاومة لعشرات المحتجزين في قطاع غزة فيما لم تتمكن حكومه الاحتلال من الإفراج عنهم لا بعمليات عسكرية ولا عبر التفاوض.
إلى أن وصل الحال بأعضاء المجلس الحرب الذين استقالوا منه وأدوا إلى فضه للتحضير للمشاركة في هذه الاحتجاجات على أرض الواقع والتي وصلت حتى بيت نتنياهو الذي حاول بكل الوسائل الأمنية منع هذه التظاهرات من الوصول إليه.
وثمة من يرى أن ارتدادات السابع من اكتوبر بعملية طوفان الأقصى ستكون أعمق مما وصلت إليه حتى هذه اللحظة أي أنها ستحدث شرخا استراتيجياً في المؤسسة العسكرية والسياسية والاجتماعية الإسرائيلية على مدار العقود المقبلة
من جهته قال القيادي في حركة حماس باسم نعيم إنه من المؤكد أن صمود شعبنا الفلسطيني الأسطوري ومقاومتنا الباسلة التي استطاعت أن تثبت لأكثر من ثمانية أشهر قدرتها على المواجهة والمناورة والإبداع في ظل معركه شرسة ودموية يقودها الكيان ومدعوما من كل هذه القوه الاستكبار العالمي في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح نعيم في تصريح للرسالة أن صمود شعبنا الفلسطيني ومقاومته لعب دور مهم ومركزي في تفكيك كل هذه الجبهات ليس فقط مجلس الحرب و ستتبعه الحكومة والائتلاف وانهيار الكيان بأكمله.
وأشار إلى أنع حتى الجبهات الأخرى التي انطلقت في الأيام الأولى لمساندة هذا الكيان في جريمة الإبادة الجماعية ضد شعبنا كلها بدأت تتفكك واحد تلو الآخر وتحول هذا الكيان وقيادته الفاشية إلى عبء عليهم.
وبين أننا نرى تداعيات هذه المواقف المشينة من هذه الدول في نتائج الانتخابات والعمليات الإنتخابية التي تجري الآن في أكثر من دولة كما نشاهد في بريطانيا وفرنسا وحتى في داخل الولايات المتحدة الأمريكية بالتأكيد كانت بسبب طوفان الاقصى وصمود شعبنا ومقاومته كلها عوامل مهمة لهذه اللحظة التي تتفكك فيها الجبهات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي.