عزز الموقف التفاوضي للمقاومة

خاص| تعنّت نتنياهو يكشف كذب مقترح بايدن

الرسالة نت

الرسالة نت– محمد العرابيد

أجمع محللون سياسيون أن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الأخيرة أنه يريد استعادة جزء من أسراه لدى المقاومة ثم العودة لحرب الإبادة ضد قطاع غزة، كشفت كذب الإدارة الأمريكية بموافقة الاحتلال على مقترح بايدن.

وفي 31 مايو أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن مقترح من 3 مراحل يشمل وقفا لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين وإعادة إعمار القطاع. 

وقال الرئيس بايدن :"إنه ببدأ بمرحلة مدتها ستة أسابيع ستشهد انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في قطاع غزة وتبادل أولي للرهائن والأسرى، ثم سيجري تفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين من أجل وقف دائم لإطلاق النار مع تواصل الهدنة ما دامت المحادثات مستمرة".

 مراوغة أمريكية إسرائيلية

الاقتراح الذي قدمه بايدن لقى ترحيبًا دوليًا وعربيًا من الأنظمة الحليفة لواشنطن، ووافق عليه مجلس الأمن خلال وقت قصير، لتترك الكرة في ملعب فصائل المقاومة وعلى رأسهم حركة حماس، التي ردت على المقترح بإيجابية مع وضع شرطًا بضرورة وقف الحرب والانسحاب وثم التفاوض حول الأسرى، ووجود ضمانات من دول عظمى كروسيا وإيران. 

لكن رد المقاومة لم يعجب الإدارة الأمريكية، فبدأت أدوات الإعلام التابعة لواشنطن بالهجوم على حماس وتحمليها مسؤولية فشل المفاوضات، إلى حين كشف نتنياهو أنه كان يريد أن يستعيد أسراه لدى المقاومة في المرحلة الأول من صفقة بايدن ثم معاودة الحرب على قطاع غزة.

نتنياهو لا يريد إبرام صفقة

وهذا ما أكده القيادي في حركة حماس خليل الحية، الذي قال "إن موقف نتنياهو الحقيقي هو أنه يريد استعادة أسراه ومواصلة الحرب، وتصريحاته أكدت رؤيتنا أنه لا يريد وقف إطلاق النار أو استعادة الأسرى".

وأضاف الحية في حديث للجزيرة، "نتنياهو لا يريد إبرام صفقة ويكرر مواقف لا معنى لها عن النصر، ويريد إطالة أمد الحرب للتغطية على فشله خلال 9 أشهر".

وأوضح أن الحركة مستعدة لمفاوضات تحقق وقف العدوان والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وجادون لمفاوضات حقيقية إذا التزم نتنياهو بمبادئ الرئيس بايدن.

كذب الإدارة الأمريكية 

المحلل السياسي ساري عرابي، رأى أن تصريحات بنيامين نتنياهو يؤكد ما أكدت عليه حركة حماس وفصائل المقاومة أن الاحتلال يريد من خلال صفقة "بايدن" أن يستعيد جزءا من أسراه خلال المرحلة الأولى ثم يستأنف الحرب على قطاع غزة.

وأشار عرابي في حديث لـ"الرسالة"، إلى أن نتنياهو يحاول مجددًا تخفيف العبء من ملف أسراه لدى المقاومة في غزة، خاصة أن مظاهرات عائلات الأسرى الإسرائيلي تتصاعد وتشتد في الوسط الإسرائيلي.

ولفت إلى نتنياهو يتعمد المراوغة في الصفقة لكي يلتقط أنفاسه ثم يعاود حرب الإبادة على غزة.

ورأى المحلل السياسي أن تصريحات نتنياهو الأخيرة والتي كشف خلالها بأنه يريد صفقة جزئية يحرر خلالها بعضا من الأسرى والعودة لتدمير حماس، كشفت كذب الإدارة الأمريكية بأن الاحتلال موافق على إجراء صفقة مع حركة حماس ووقف إطلاق النار.
صوابيه قرار المقاومة 

وفي ذات السياق، اعتبر المحلل السياسي عرابي، أن تصريحات نتنياهو تؤكد صوابيه قرار التفاوضي للمقاومة والفصائل وعلى رأسهم حركة حماس، التي تمسكت بخيار وقف إطلاق النار أولاً ثم التفاوض حول الأسرى الإسرائيلي لدى المقاومة.

وقال: "التصريحات عززت الموقف التفاوضي للمقاومة وكشفت نوايا الإدارة الأمريكية والإسرائيلية من صفقة (بايدن)".

وأشار عرابي إلى أن واشنطن لا يمكن التعويل على موقفها ضد (إسرائيل).. الإدارة الأمريكية تحاول أن توجد مخرجا للاحتلال على طاولة المفاوضات وأن "تحقق له بالمفاوضات إنجازات ما لم يستطع تحقيقه عسكريا في الميدان".

 ارباك داخل (إسرائيل)

أما المحلل السياسي سليمان بشارات الذي رأى أن تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تشير لحالة من الإرباك والتخبط داخل المستوي السياسي والعسكري في (إسرائيل).

ونوه بشارات في حديث لـ"الرسالة"، إلى أن المستوي السياسي بقيادة نتنياهو يريد إطالة الحرب من خلال تجزئه المسار التفاوضي لتقزيم أي إنجاز تحصل عليه المقاومة، وإيجاد بديل يخدم واشنطن وتل أبيب في إدارة قطاع غزة، مستثنيا السلطة الفلسطينية وحركة حماس والفصائل".

ولفت إلى أنه بالمقابل المؤسسة العسكرية تريد الخروج من الحرب على قطاع غزة، ووضع جدول زمني يحدد مسارها، لأنها تدرك بأن إطالة أمد الحرب دون خطط سيعود بكارثة على الجيش الذي بات يستنزف من جبهة قطاع غزة والضفة المحتلة ولبنان وسوريا واليمن والعراق.

وأوضح أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية كذلك تنظر بخطورة لما يحدث على الجبهة الشمالية، خاصة إذ نظرنا إلى حالة الاستنزاف التي دخل بها الجيش، وتكبده بالخسائر الفادحة في قطاع غزة، والجبهة الشمالية التي ستكون نيران حزب الله أقوى وأكثر كثافة من ما شهدته إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي.

نتنياهو يبتز بايدن

وفي ذات السياق، يرى المحلل السياسي بشارات أن نتنياهو يقرأ أن إدارة بايدن مقبلة على انتخابات وهي بحاجة إلى أصوات اليهود في أمريكا، التي تلعب دورًا مهما في حسم الانتخابات الأمريكية. 

وأشار إلى أن بايدن يحتاج إلى شراء رضى نتنياهو من خلال إيجاد مخرج له من الحرب، أو دعمه عسكريا من خلال توريد الأسلحة والمعلومات الاستخبارية.

ولفت بشارات إلى أنه في المقابل نتنياهو يريد أن يحمل واشنطن الفشل العسكري بغزة بعد تعطيلها صفقات الأسلحة. 

وأوضح أن نتنياهو يرغب باستمرار الحرب على غزة حتى وصول الانتخابات الأمريكية التي ستفرز ترامب وهذا ما يريده اليمين الصهيوني المتطرف.

البث المباشر