خاص| هل سيقاوم أهالي (بيتا) للمرة الخامسة لإزالة (أفيتار) الاستيطانية؟

الرسالة نت

نابلس – خاص الرسالة نت

في خطوة استفزازية، أقام مجموعة مستوطنين احتفالات في بؤرة أفيتار المقامة على جبل صبيح جنوب بلدة بيتا جنوب نابلس بعد الإعلان عن موافقة مجلس وزراء الاحتلال على شرعنتها.

ومنذ سنوات يقاوم أهالي بلدة بيتا محاولات إقامة المستوطنة على جبل صبيح من خلال عمليات الإرباك اليومي التي امتدت لشهور طويلة، لكن قبل أيام صادق مجلس الوزراء (الإسرائيلي) المصغر "الكابينيت" على رزمة من القرارات التي تشكل تصعيد (إسرائيليا) خطيراً في الضفة الغربية المحتلة، ومن ضمنها شرعنة بؤر استيطانية.

وأمس الجمعة اقتحمت قوة احتلالية، جبل صبيح جنوب نابلس خلال أداء المواطنين لصلاة الجمعة هناك، كما اقتحمت منطقة "كرم النمر" المقابلة للجبل.

 وكان عشرات المستعمرين قد اقتحموا جبل صبيح، ليلة أمس، بعد الإعلان عن موافقة مجلس وزراء الاحتلال المصغر "الكابينيت"، شرعنة بؤرة "أفيتار" الاستعمارية المقامة على الجبل، إلى جانب أربع بؤر استعمارية أخرى في الضفة الغربية. 

يذكر أن جبل صبيح يتبع لبلدتي بيتا وقبلان وقرية يتما جنوب نابلس، ويشهد فعاليات مقاومة شعبية سلمية ضد إقامة بؤرة "أفيتار" الاستعمارية.
هل ستشعل بيتا الضفة؟

يقول مجدي حمايل المحلل السياسي إنها المرة الرابعة التي تحاول (إسرائيل) بناء بؤرة استيطانيه في جبل صبيح، موضحا أنه في المرات السابقة كانت حالة الإرباك الليلي التي ينفذها شباب البلدة تعرقل بناء البؤرة ويجبرون حكومة الإحتلال على إلغائها لعدم قدرة الجيش على حمايتها.

ويتساءل حمايل "هل مستعد شباب بيتا للإرباك الليلي والنهاري أم لا؟"، خاصة وأن الأوضاع متوترة في كل البلد وتوجد ملاحقات وقمع لأي شكل من أشكال المقاومة.

ويشير عبر "الرسالة نت" إلى أن أهالي حراس جبل صبيح وأهالي بيتا دائما يؤكدون للمستوطنين ودولة الاحتلال عبر بيانات يتم قراءتها وتوزيعها عبر وسائل التواصل الإجتماعي "إن عدتم، عدنا"، وهذا ما يحدث منذ الإعلان عن بناء مستوطنة افتار، والتهديد بعودة الإرباك الليلي والإرباك النهاري، بالإضافة إلى أن وحدة الكوشوك تهدد بإعادة حرق الكوشوك من أجل منع المستوطنين السكن والتواجد على جبل صبيح.

وذكر حمايل أن الشيء المختلف، هذه المرة أن جيش الإحتلال لديه أوامر باستخدام العنف والقتل والقمع، ومع ذلك يدرك أهالي بيتا ذلك ويتوعدون بمنع إقامة البؤرة الاستيطانية، لإدراكهم إن استسلموا سيقيم المستوطنون على الجبل البؤر الاستيطانية.

وعن خطورة المستوطنة الجديدة على أهالي بيتا يقول: "بناؤها يعني القضاء على بيتها وأهلها، والاستسلام يعني الطريق الأصعب، لكن الطريق الأسلم والأسهل المواجهة والصمود على جبل صبيح".

ويضيف: "المختلف في هذه المرة أن سموتريتش مصمم على بناء البؤرة الاستيطانية أفيتار كونها جزءا من مشروع أيلون الذي سوف يقسم الضفة الغربية إلى قسمين والذي يمر من أفيتار يمتد حتى غور الأردن"، مشيرا إلى أن سموتريتش وحكومة الاستيطان المتطرفة سيعملون على إخلاء الأرض من سكانها، لكن يبدو واضحا أن أهالي بيتا يدركون ذلك ولن يتركوا المستوطنين يسيطرون على الجبل لبناء المستوطنة.

ولفت حمايل إلى أنه في حال إعادة بيتا إنتاج النموذج السابق في الإرباك ليلي والنهاري، فذلك يعني أن الضفة قد تشتعل، وهذا ما لا يريده الإحتلال، موضحا أن الاحتلال يريد الإحتلال السيطرة على الضفة وإحكام قبضته الحديدية، وفي نفس الوقت يجعل الضفة هادئة بعيدا عن ثورة تعيد انتفاضة جديدة في الضفة.

كيف استلهمت بيتا ثورتها من غزة؟

خلال مواجهات أهالي بيتا محاولة المستوطنون إقامة بؤرة استيطانية، عملوا في السنوات السابقة على غرار عمليات الإرباك الليلي التي انطلقت في قطاع غزة خلال مسيرات العودة، وأصبحت بلدة بيتا الواقعة جنوبي نابلس شمال الضفة المحتلة قبلة الثوار للدفاع عن أرضهم من تغول المستوطنين.

مئات الشبان كانوا يشاركون كل ليلة بفعاليات الإرباك من خلال 10 وحدات عاملة، تختص كل منها بوظيفة محددة.

فما إن يحلّ الظلام على بلدة بيتا، حتى تصدح مكبّرات الصوت في المساجد بآيات قرآنية، ثم تعلو تكبيرات وهتافات مئات الشبان من أبناء البلدة، وهم يقتربون من قمّة جبل صبيح، الذي أقام عليه المستوطنون، قبل أكثر من شهر، بؤرة استيطانية أطلقوا عليها اسم “أفتار”.

وفي فعاليات تحاكي تجربة “الإرباك الليلي” التي ابتكرها أهالي قطاع غزة، خلال المسيرات السلمية التي نظموها على حدود القطاع، قبل أعوام، يحاول الشبان في بلدة بيتا، إخافة المستوطنين وإرباك جنود الاحتلال الإسرائيلي، الذين يتولون حراسة المكان.

اليوم كل العيون تتجه صوب بيتا، فهل ستكون مواجهة أبنائها لقطعان المستوطنين شرارة الانتفاضة في الضفة انتقاما لعمليات الاستيطان وما يجري في غزة؟.

البث المباشر