قائد الطوفان قائد الطوفان

رفضًا لمخططات التهجير

في غزة.. إصرار على الحياة ورفض للسفر لـ(بلاد العسل)

1-40.jpg
1-40.jpg

غزة – خاص الرسالة نت

مع بدء طوفان الأقصى، يخرج -من حين لآخر- ايتمار بن غفير الوزير (الإسرائيلي) المتطرف بالتلويح بخطط جاهزة لتهجير سكان قطاع غزة، وذلك بدعم من بقية الوزارة في الحكومة اليمينية المتطرفة، لكن الأمر يجابه بصمود أهالي القطاع، كونهم ثابتين على أرضهم ولن يخرجوا منها.

وكان واضحا تمسك أهالي القطاع بأرضهم والتأكيد على إعادة ترميم بيوتهم دون مغادرة ديارهم، حين خطوا على كل البيوت المهدمة "سنعيد بناءها"، وفعلا هذا ما بدأوه منذ الأسابيع الماضية، حيث حاول بعض أهالي الشمال بترميم البيوت المحروقة وإعادة طلائها، أو بناء الجدران الخارجية لتحميهم من الحر.

بينما في الجنوب والمنطقة الوسطى بادر السكان بتنظيف البيوت المقصوفة في محاولة لاستصلاح ما تبقى منها حتى لو كانت غرفة بديلا عن العيش في الخيام.

موقع "الرسالة نت" يطرح تساؤلا على الغزيين في شمال وجنوب القطاع وحتى من تمكن السفر وقت الحرب، هل تفكرون بالهجرة فكانت ردودهم عبر الأسطر التالية.

الحرب كشفت حبهم لغزة

من أمام خيمة في مواصي خانيونس تقول دينا رمضان – 27 عاماً – وهي نازحة من حي التفاح شرق مدينة غزة إنها نادمة على كل لحظة كانت تفكر بالسفر خارج القطاع، معلقة "حسينا بقيمة البلد والحارة والعائلة بعد الحرب".

وتضيف:" عند وقف الحرب والعودة إلى بيتي بين عائلتي الصامدة في الشمال سأكون في قمة سعادتي (..) لا أستطيع تخيل الفرحة كيف ستكون لكن أدرك أنها أجمل من يوم التخرج والحصول على وظيفة أو الزواج".

وتذكر دينا إن ما جعلها وبقية الغزيين بعدم الهجرة هو ما فعله الاحتلال وهو يمسح أحياء سكنية ويحاول محو ملامح المدينة، مشيرة إلى أن ما فعله الاحتلال من دمار جعلها وبقية جيلها التمسك بالأرض، معلقة " الاحتلال يدرك قيمة بلادنا لذلك يحاربنا رغم صغر مساحتها وقلة الإمكانيات".

وفي الشمال وتحديدا حي الدرج لايزال فادي جمعة – 33 عاما- في بيته لم يغادره حتى وقت الإخلاء وتحديد منطقة سكنه ضمن المناطق الحمراء الخطرة، بقي برفقة شباب الحارة يحرسونها رغم قلة الطعام وشدة الخطر.

يقول جمعة لـ "الرسالة نت" إنه كان ينوي السفر في العاشر من أكتوبر الماضي، لكن بفعل الحرب بقي رغم أنه خريج منذ سنوات ولا يعمل، مضيفا بسخرية: مزقت جواز سفري وحرقته وصنعت كوبا من القهوة.

ويوضح ما فعله، أن التهديدات (الإسرائيلية) لتهجير السكان لن تجدي نفعا، بل زادتهم تمسكا بغزة، مشيرا إلى أنه لن يجد مأوى أفضل منها رغم إدراكه حاجتها لسنوات كي تُعمر.

وأشار إلى أن قطاع غزة بعد الحرب سيكون بحاجة لسواعد أبنائه من أجل بنائه وإعادة تعميره، مبينا أنه من الأولى البقاء في البلاد بدلا من السفر والبحث عن فرصة عمل في الخارج، فالحرب جعلته يتمسك أكثر بها.

ويعلق: لم أكن أدري مقدار محبتي لغزة، يريدون تهجيرنا، نحن لا نرحل، في الشمال تعرضنا للجوع وأصبنا بالهزال ورفضنا النزوح للجنوب وذلك تمسكا في بيوتنا"، مضيفا: أفضل الموت ولا الهجرة.

يرفضون السفر لبلاد العسل والثلج

أما إبراهيم داوود والذي جاء إلى مصر قبل أربعة شهور برفقة عائلته، يقول إن يرفض الخروج إلى دولة أجنبية رغم تواجد عدد من أفراد أسرته في دول "العسل والثلج" – كما يصف- وينتظرون زيارته لكنه يرفض مبررا لهم " الحرب ستنتهي وأريد البقاء قرب المعبر".

ويخبر (الرسالة نت) أن ما جعله يسافر هو ابنه المريض الذي يحتاج لجلسات كيماوي لذا قرر السفر، خاصة بعدما نزح من حي الرمال متنقلا ما بين مراكز الإيواء والخيام في النصيرات ودير البلح والزوايدة.

وذكر أن أولاده من قبله ينتظرون انتهاء الحرب والعودة لغزة، وأكثر ما يزعجهم حين يأتي أحد ويقول " ما تحلموا بالعودة فش رجعة" يبكي الصغار فيطمئنهم والدهم "تخافوش راجعين عن قريب".

يذكر أن عدد من الغزيين تمكن السفر وقت الحرب وغالبيتهم ينتظرون انتهاء الحرب للعودة إلى غزة، رغم أن هناك بلدان أوروبية سهلت عملية الهجرة أمامهم لكنهم هذه المرة يرفضون رفضا قاطعا، لإدراكهم أن غزة ستعود كما كانت وأفضل في وقت قصير.

البث المباشر