نقل معبر رفح إلى كرم أبو سالم.. مخطط (إسرائيلي) لقطع الاتصال بين مصر وغزة

صورة من الأرشيف
صورة من الأرشيف

القاهرة- الرسالة نت (خاص)

يسعى الاحتلال الاسرائيلي من خلال السيطرة على معبر رفح ومحور فلادلفيا إلى قطع الاتصال ما بين قطاع غزة ومصر وبالتالي قطع الاتصال ما بين فلسطين وعمقها العربي.

ويبدو واضحاً أن الاحتلال يهدف لتنفيذ مخططه على الأرض بمحاولة استبدال معبر رفح البري التاريخي ما بين مصر وفلسطين إلى معبر كرم أبو سالم الواقع تحت سيطرته فقط، من خلال سفر أعداد من المرضى الفلسطينيين من قطاع غزة باتجاه الخارج للعلاج وكذلك استقبال الوفود الطبية العالمية التي تأتي إلى غزة لتقديم الخدمة للمصابين فيها في ظل اغلاق معبر رفح ومنع الجرح الفلسطينيين من المغادرة باتجاه مصر لتلقي العلاج.

ويتضح مما سبق أن (إسرائيل) استغلت الموقف الحالي من أجل السيطرة على معبر رفح وقطع الاتصال ما بين مصر وفلسطين عبر هذه البوابة وتغيير معالم المنطقة ونزع السيادة المصرية عن هذا المعبر بتحويله إلى معبر كرم أبو سالم الاسرائيلي ليكون تحت السيطرة والسيادة الإسرائيلية التامة لدخول الفلسطينيين وعودتهم من مصر عبر المعبر الاسرائيلي وكذلك البضائع والمساعدات التي ترسلها مصر والدول العربية والمؤسسات الدولية من مصر يتم إرسالها عبر المعبر الاسرائيلي بشكل خاص دون العودة إلى معبر رفح.

من جهته، قال مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية لـ "الرسالة نت"، إن إفشال المخطط الإسرائيلي بشطب معبر رفح ونقله إلى كرم أبو سالم الإسرائيلي يرتكز على أمرين؛ الأول يتعلق برفض مصر هذا المخطط وهذا واضح من خلال عدم قبول مصر بتشغيل المعبر طالما هناك وجود عسكري إسرائيلي في المعبر ومحور فيلادلفيا برغم الضغوط الهائلة على مصر للقبول بذلك.

وأضاف غباشي، في حديث خاص لـ "ألرسالة نت"، أن المحدد الثاني لإفشال المخطط الإسرائيلي يتعلق بثبات المقاومة الفلسطينية على موقفها في المفاوضات بضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة بما يشمل محور فيلادلفيا.

وأوضح، أن الاحتلال الاسرائيلي يهدف من خلال هذه الخطوة إلى إحكام سيطرته على قطاع غزة حتى بعد انتهاء حرب الإبادة في قطاع غزة، ووقوفه حاجزاً بين فلسطين ومصر وحجب الاتصال الجغرافي والتاريخي بينهما.

ويشار إلى أن معبر رفح كان على مدار العقود الماضية هو البوابة الرسمية للمرور من قطاع غزة إلى مصر وبالعكس، ولذلك فإن الجانب المصري أكد مرارا رفضه لاحتلال محور فلادلفيا وكذلك معبر رفح حيث طالبت السلطات المصريه في أكثر من مرة الاحتلال الاسرائيلي بضرورة مغادرة محور فيلادلفيا ومعبر رفح وإعادته للعمل.

وكان الشرط المصري لاستعادة العمل في معبر رفح وإدخال المساعدات وسفر المواطنين والجرحى والمرضى هو انسحاب الاحتلال الاسرائيلي من معبر رفح وهو ما دفع الاحتلال إلى حرق كل مقومات المعبر ومبانيه خلال الأسابيع الماضية.

وويشار  إلى أن معبر رفح البري مغلق منذ أكثر من شهرين على التوالي في ظل الحاجة الماسة لعمله لسفر الجرحى والمرضى وكذلك إدخال المساعدات الإنسانية المتكدسة على الجانب الآخر من المعبر في الجانب المصري وكذلك في مطار العريش وفي المستودعات التي أنشأتها مصر لاستقبال المساعدات من دول العالم والمؤسسات الدولية يزيد من الأزمة الإنسانية الحادة في القطاع دون أي مراعاة من الاحتلال الاسرائيلي لذلك ودون الأخذ بالأسباب لإدخال المساعدات وسفر الجرحى، في محاولة إسرائيلية للضغط على كل الأطراف للقبول بمعبر كرم أبو سالم لإدخال هذه المساعدات وسفر الجرحى والمرضى وهذا مخطط (إسرائيل) يتطلب موقفا مصريا وعربيا ودوليا جادا للحيلولة دون تنفيذه.

البث المباشر