قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن كمائن كتائب القسام أمرٌ خارج عن المألوف، مشيرًا إلى أن ما عرضته في الفيدييو الأخير حول "كائن الموت 2" في الشابورة، نُفّذ بنفق وهمي بعد استدراج جنود الاحتلال إليه.
وفي تحليل للفيديو الأخير، أكد الدويري أن الكمين الأول تم عبر إعداد مسبق لمنزل دخل فيه عدد من الجنود، بينما الكمين الثاني استخدم نفقًا وهميًا تحت المنزل لا يرتبط بشبكة الأنفاق الرئيسية.
وأوضح أن معظم الأنفاق المستخدمة ليست جزءًا من شبكة الأنفاق تلك وإنما تُنشأ خصيصًا للعمليات الفردية. ولفت إلى أن الأنفاق تُقسم إلى أقسام مختلفة، ومنها الأنفاق القتالية التي تنقسم بدورها إلى دفاعية وهجومية، كما أن منها الأنفاق الوهمية التي تمتد لبضعة أمتار على شكل زاوية قائمة، ويكتشف الجندي "الإسرائيلي" بعد نزوله فيها أنها مغلقة.
وذكر الخبير العسكري، أن الفيديو يعرض القوة الأولى وهي تدخل المبنى الذي تم تفخيخه بشكل محكم، في حين تتحكم القسام في التفجير من مكان مسيطر عليه، وهو ما يُظهر كفاءة عالية في التخطيط والتنفيذ.
وأضاف، أن "استخدام الحشوات البرميلية في العملية الثانية يعتمد على ألغام قديمة مخزنة منذ عقود تحت الأرض، والتي تفقد جزءًا بسيطًا من قدرتها بمرور الزمن، وهو ما يعكس خبرة المقاومة في الاستفادة من الموارد المتاحة بشكل فعال".
وأفاد بأن المعارك في المناطق المبنية تعتبر جزءًا حيويًا من الحروب غير المتناظرة، حيث يعتمد الجنود على معرفة دقيقة بالمكان وتسليح فعال لمواجهة قوات الاحتلال بأعداد أقل، ولكن بكفاءة أكبر.
وشدد الدويري على أن إدارة المعركة من قبل المقاومة الفلسطينية متقدمة جدًا ويجب أن تُدرّس في جميع الكليات العسكرية بالعالم.
وقال، إن "ما تطبقه المقاومة خارج عن المألوف ويفكرون دائمًا خارج الصندوق التقليدي". وأكد على إيلاء إدارة المقاومة اهتمامًا نوعيًا برفع الروح المعنوية لمقاتليها.
وبثت كتائب القسام مشاهد من إعداد وتنفيذ كمينين ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي داخل مخيمي يبنا والشابورة في مدينة رفح تحت عنوان "كمائن الموت الجزء الثاني" وتضمنت مشاهد من استدراج ورصد جنود الاحتلال في الكمينين، الذي كان أحدهما بمنزل في مخيم بيبنا والآخر بفتحة نفق في مخيم الشابورة.