خاص| عودة العمليات الاستشهادية.. ماذا تعرف عن بدايات "الأسقف الطايرة"؟!

خاص- الرسالة نت

مع بروز العمليات الاستشهادية على المشهد مجددا، إثر العملية الفدائية المشتركة التي أعلنت عنها كتائب القسام وسرايا القدس في تل بيب ليل أمس الأحد، تعود الذاكرة لحقبة زمنية "طارت فيها الأسقف، واتشحّ فيه الاحتلال بالسواد، خلال تسعينيات القرن الماضي، مرورا مع السنوات الأولى للانتفاضة الثانية؟"

فلسطينيا، يعتبر المهندس يحيى عياش أبن رافات وأول مهندس في كتائب القسام، وأحد أهم رموزها في التصنيع العسكري، بذر البذرة الأولى في صناعة عمليات التفجير؛ التي قادت لتنفيذ العمليات الاستشهادية، بحسب قادة الكتائب.

مجندّ عياش وأحد قادة القسام زاهر جبارين، الذي يقود حاليا ملف الضفة المحتلة، يروي سطور تلك المرحلة، فيقول إن القائد عياش، استطاع صناعة قنبلة بأنبوبة غاز، لكنّه سرعان ما انكشفت من الاحتلال، الأمر الذي ضاق ذرعا بعياش، ودفع للتفكير بأن يكون المتفجرات مصاحبة لمنفذها، ولا يستطيع الاحتلال أن يمسك بها.

كان فاتحتهم أول استشهادي في الكتائب الشهيد القسامي ساهر حمد الله داود تمام (22 عاما) في مدينة بيسان داخل الأرضي المحتلة.

ففي تاريخ (16/4/1993)، فجَّر الاستشهادي القسامي ساهر حمد الله تمام النابلسي (22 عاماً)، سيارته المفخخة، التي جهزها المهندس الأول للكتائب يحيى عياش، داخل مقهى «فيلج إن» الذي يرتاده الجنود الصهاينة في مغتصبة «ميحولا» القريبة من مدينة بيسان، حيث اعترف العدو بمقتل اثنين من جنوده وإصابة (8) آخرين.

ومع مذبحة الحرم الابراهيمي عام 1994، قرر عياش أن يدك الاحتلال بكوكبة من الاستشهاديين، كان أبطالها رائد زكارنة وعمار عمارنة، وصالح نزال وأسامة راضي، قتل في مجملها ما يزيد عن 40 صهيوني، بينهم 12 طيارا.

ومع سنوات العمل الفدائي، برز مجموعة من مهندسي كتائب القسام، خلفا للقائد عياش الذي ارتقى عام 1996، فكان القادة عماد وعادل عوض الله، والمهندس الفذ محيي الدين الشريف، وهم من أبرز قادة التصينع في كتائب القسام.

اما في سرايا القدس، فكان القادة محمود الزطمة والشهداء القادة عمار الاعرج وأيمن الرزاينة، إضافة للشهيد القائد الكبير رياض أبو حشيش؛ الذين لقنوا العدو درسا قاسيًا في عملية بيت ليد البطولية.

وتطول قوائم المهندسين في الكتائب والسرايا، إذ أنّ العمل الفدائي لمع بمجموعة من المهندسين، الذين طورا العمل الفدائي من العمليات الفدائية الى تصنيع الصواريخ والقذائف، مرورا بتصنيع القنابل والعبوات، وغيرها من صنوف العمل الفدائي التي باتت تؤرق المحتل وتدك معاقله.

وانضم لاحقا مجموعة من المهندسين العرب ابرزهم الشهيد محمد الزواري المهندس التونسي الذي أسهم في تأسيس وتطوير المسيرات القسامية، وغيرهم من المقاومين.

وفي دراسة صدرت عن جامعة هارفرد الامريكية، فإن ما قبل العام 2000، نفذت فصائل المقاومة التي تصدرتها حركة حماس كأعلى نسبة تنفيذ للعمليات الفدائية،26 عملية فدائية حتى العام 2000م، كانت بدايتها عملية تمام عام 1993م.

ومن العام 2000 حتى العام 2005، فإن المقاومة نفذت144 عملية فدائية في قلب الداخل المحتل، "لا تتضمن العمليات الفدائية في الضفة وغزة"، كان أوجّها في العام2002 الذي شهد تنفيذ 47 عملية فدائية.

وتركت هذه العمليات خسائر فادحة في أرواح الإسرائيليين وفي أمنهم، وكانت تمثل سببا رئيسيا في الهجرة العكسية؛ التي دفعت مئات الآلاف منهم للرحيل عنها في تلك الفترة.

البث المباشر