باتت الفرق والمنتخبات الإسرائيلية، مُهددة بعزلة رياضية غير مسبوقة في معظم بلدان العالم، بسبب حرب الإبادة المستمرة ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة مُنذ السابع من أكتوبر للعام 2023.
وتصاعدت مؤخراً وتيرة الاحتجاجات الغاضبة والمناهضة للحرب على غزة، بمختلف دول العالم، وترددت صداها في أكبر وأشهر الملاعب الرياضية، التي أظهرت تضامناً متفانياً مع القضية الفلسطينية.
ولم يصل الحراك الجماهيري في الملاعب الخضراء وغيرها إلى مجرد شعارات وآراء، مؤيدة للحق الفلسطيني بالوجود، بل تعدى ذلك لحالة الغضب، ولغة الرفض للكيان الرياضي الإسرائيلي، وبات طلباً مُلحاً لاستبعاد وشطب الأندية والمنتخبات الإسرائيلية من المنظومة الرياضية العالمية على غرار ماحدث مع اللاعبين الروس بسبب غزو بلادهم لأوكرانيا.
كما أن عدد كبير من اللاعبين العرب أظهروا مواقف شجاعة في ذلك الاتجاه، بعد أن رفضوا التطبيع الرياضي مع "إسرائيل" في أشهر المحافل والمناسبات الأولمبية، كان أبرزها النماذج اليمنية والجزائرية والتركية والتونسية والمغربية والليبية، التي عبرت عن أراء شعوبها الغاضبة من الممارسات الإسرائيلية العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل.
أما الشارع الغربي فقد لعب دوراً موازياً، وربما أكثر تأثيراً في مناهضة حرب الإبادة الجماعية بغزة، حيث انتفضت الملاعب الأوروبية دعماً وتعاطفاً مع الأبرياء الفلسطينيين من النساء والأطفال، واحتدمت الدعوات لطرد "إسرائيل" من المسابقات الرياضية، وعدم استقبال فرقها ومنتخباتها، كما حدث في امستردام وباريس الشهر الماضي، حين اصطدمت الجماهير الهولندية المناصرة للقضية الفلسطينية مع جمهور مكابي تل أبيب، بينما قاطعت الجماهير الفرنسية مباراة جمعت منتخب بلادهم ضد نظيره الإسرائيلي على هامش مسابقة دوري الأمم الأوروبية.
وعلى وقع تلك الأحداث وغيرها، تصاعدات دعوات مقاطعة الفرق الإسرائيلية، وسط مخاوف حكومة الاحتلال من تحولها لدولة منبوذة، في القارة العجوز، كما حدث عام 1958 خلال تصفيات كأس العالم لكرة القدم ، حين لم يجد المنتخب الإسرائيلي منافساً له في المسابقة بعد أن رفضت معظم فرق الخصم اللعب أمامه، بسبب الجرائم والمجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال في المنطقة العربية.
وبما أن التاريخ يُعيد نفسه، فإن إسرائيل أصبحت أمام عزلة رياضية أخرى، قد تكون أشد وأقسى في هذه المرة، بالنظر لحالة الاحتقان الكبيرة، والرفض الشعبي المتصاعد لجرائم الإبادة، التي يشاهدها العالم يومياً عبر الفضائيات ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة.