أسطورة المقاومة أسطورة المقاومة

من (السور الحديدي) إلى خطة الإمارات

هكذا يُصعّد الاحتلال حربه على مخيمات الضفة

هكذا يُصعّد الاحتلال حربه على مخيمات الضفة
هكذا يُصعّد الاحتلال حربه على مخيمات الضفة

الرسالة نت- خاص

للشهر الثالث على التوالي، يشنّ الاحتلال حربًا غير مسبوقة ضد المخيمات في الضفة الغربية، وقد بدأ عدوانه على مخيم جنين، لكنه اتسع ليطال مخيمي طولكرم ونور شمس.
وقد خلق هذا العدوان أزمة إنسانية كبيرة في ظل نزوح أكثر من 25% من سكان مخيم جنين وحده، عدا عن باقي المخيمات.
وكان الاحتلال قد أعلن سابقًا أن العملية العسكرية، التي أطلق عليها اسم "السور الحديدي"، ستستمر حتى نهاية العام الجاري.

وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن جيش الاحتلال يُعِدّ خططًا جديدة لاستنساخ تجربة العدوان في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس لتشمل باقي مخيمات الضفة الغربية، البالغ عددها 19 مخيمًا، ما يعني هدمًا ودمارًا وتهجيرًا قسريًا للسكان، ومنع الفلسطينيين من إعادة البناء.

ويسعى الاحتلال من خلال عدوانه المستمر على مخيمات الضفة إلى تحقيق عدة أهداف، أبرزها:

القضاء على المخيمات بالكامل، وإعادة هندستها جغرافيًا وديمغرافيًا وسياسيًا، بما يضمن تحويلها إلى مجرد أحياء تتبع المدن عبر خطوات تُفرض بالقوة، مع طمس هوية اللاجئ الفلسطيني بكل ما تحمله من رمزية.

خلق نظام "الإمارات" في الضفة الغربية، عبر فصل كل مدينة عن الأخرى ومنع أي تواصل بينها، وهو ما عمل الاحتلال على تحقيقه طوال السنوات الماضية من خلال الاستيطان والحواجز. إلا أنه بدأ مؤخرًا بإنشاء معسكرات لجيشه لضمان السيطرة الأمنية الكاملة على المدن الفلسطينية، وتحويل كل مدينة إلى "إمارة" لها نظام حكم خاص يتبع للاحتلال.

إعادة صياغة السلطة ومؤسساتها، لخلق نموذج جديد للإدارة والحكم، بحيث تصبح السلطة أحد الأذرع الأمنية لجيش الاحتلال، من خلال تعزيز التنسيق الأمني وتوسيع دورها، وتحويل مؤسساتها إلى نظام حكم موزّع على المدن الفلسطينية.

إحياء نموذج "روابط القرى"، من خلال التنسيق مع رجال أعمال وفئات أخرى لتشكيل جزء من الحكم المدني المحلي، إلى جانب مؤسسات السلطة المدنية والأمنية، بما يعمّق فصل المدن الفلسطينية عن بعضها البعض.


ورغم المحاولات الحثيثة والمتسارعة التي يسعى الاحتلال لفرضها عبر عدوانه الكبير، إلا أنه يواجه عدة مخاوف أساسية، من أبرزها:

الخوف من انفجار الأوضاع في الضفة الغربية، وفتح جبهة قد تكون الأخطر بالنسبة له، وهو ما يحاول منعه من خلال تعزيز انتشار ألوية جيشه في الضفة، وتصعيد عدوانه عبر العمليات العسكرية، والاعتقالات، ونشر الحواجز والبوابات الحديدية، في محاولة للسيطرة الكاملة على الضفة ومنع تفجر الأوضاع فيها.

الخوف من انهيار السلطة، لذلك يسعى الاحتلال إلى تغيير شكلها مع الحفاظ على وجودها ووظيفتها، نظرًا لأهمية دورها الأمني، حيث يعمل على دعمها ماليًا وأمنيًا.

الخوف من الوصول إلى نموذج الدولة الواحدة، وهو أحد أهم هواجسه، خاصة في حال تم ضم الضفة الغربية كما يسعى اليمين المتطرف.


إن ما يجري في الضفة ليس مجرد عدوان واسع، بل هو إعادة هندسة شاملة تبدأ من مخيمات الشمال، وقد تمتد خلال الفترة المقبلة إلى باقي المخيمات، حيث يسعى الاحتلال إلى إعادة تشكيل واقع الضفة وتغيير نظام الحكم فيها بنموذج جديد يُفرض بشكل تدريجي

`
البث المباشر