قائد الطوفان قائد الطوفان

الاحتلال يتعمد استهداف المنظومة الصحية

نفاد وقود المستشفيات يهدد حياة  آلاف المصابين بغزة

الرسالة نت - محمد العرابيد

منذ السابع من أكتوبر 2023، تعمد جيش الاحتلال استهداف المنظومة الصحية الفلسطينية في قطاع غزة، في إطار تعطيل عملها وإخراجها عن الخدمة لتعميق الأزمة الإنسانية التي يعيشها المواطنون.

فجيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يتعمد استهداف المنظومة الصحية بغزة، استخدم شتى الوسائل العسكرية والضغوط لتعطيل المستشفيات. وكان آخرها تدمير مستشفى "كمال عدوان" شمال القطاع، ومنع دخول الأدوية للمؤسسات الدولية، وقطع إمدادات الوقود عن المستشفيات في جنوب غزة.

ونتيجة شح الوقود في المستشفيات، اضطرت بعض المستشفيات إلى إيقاف بعض الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، بينما بقيت مستشفيات أخرى تعمل أو أُعيد ترميمها بفعل الحرب البرية التي يشنها الاحتلال على القطاع.

وعلى مدار الأشهر الـ15 الماضية، قتل جيش الاحتلال بدم بارد أكثر من ألف شخص من الكوادر الطبية والصحية في قطاع غزة، كما اعتقل أكثر من 300 من أفراد الصحة، واقتحم ودمر معظم المستشفيات والمرافق الصحية التابعة لوزارة الصحة ووكالة "الأونروا" والمنظمات الصحية الدولية في غزة.


 

ندق ناقوس الخطر!

مدير عام المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة، الدكتور مروان الهمص، قال: "إن جميع المستشفيات في قطاع غزة تعاني من نقص شديد جدًا في الوقود بسبب منع الاحتلال إدخال الوقود على مدار الأيام الماضية، ووضعه شروطًا جديدة لإدخاله إلى المستشفيات".

وأضاف الدكتور الهمص في حديث لـ"الرسالة": "الاحتلال الإسرائيلي يتبع سياسة التقطير في إدخال الوقود إلى المستشفيات في قطاع غزة، ما يشكل خطورة كبيرة على حياة عشرات الآلاف من المرضى والمصابين".

وأوضح أنه بفعل النقص الشديد في الوقود، تم إيقاف بعض الأقسام التي تقدم الخدمات الطبية للمرضى في بعض المستشفيات، فيما تفصلنا أيام وساعات قليلة عن توقف جميع المستشفيات في حال لم يُدخل الاحتلال الوقود المخصص لها.

وأكد الدكتور الهمص أن مخزون الوقود لدى المستشفيات صفر، حيث يدخل الاحتلال كميات قليلة من الوقود بشكل يومي، بالكاد تكفي لتشغيل المستشفيات التي تعاني وضعًا كارثيًا جدًا بسبب نقص الأدوية والأجهزة الطبية.

وأضاف: "توقف المستشفيات من شأنه أن ينعكس سلبًا على حياة المرضى والمصابين بفعل حرب الإبادة المتواصلة لأكثر من 15 شهرًا على قطاع غزة".

منذ السابع من أكتوبر 2023، قطع الاحتلال التيار الكهربائي عن القطاع ومنع إدخال السولار اللازم لتشغيل محطة توليد الطاقة الوحيدة، وعمد إلى استهداف خلايا الطاقة الشمسية الموجودة في أغلب المستشفيات والمرافق الصحية بغزة عدة مرات.


 

توقف الخدمات الصحية!

أعلن مجمع ناصر الطبي توقف كامل مولداته عن العمل، واستمرار العمل بمولد صغير، ما تسبب في توقف الخدمة الصحية المقدمة في المجمع، باستثناء الأقسام الحرجة مثل العناية المركزة والعمليات الطارئة والكلية الصناعية ومحطة الأكسجين وإنارة قسم الطوارئ.

وأضاف المجمع الطبي، الذي يُعد المزود الأساسي للخدمة الصحية جنوبي القطاع، في بيان وصل إلى "الرسالة":
"إن الكمية الموجودة حاليًا تكفي لتشغيل المولد الصغير لبضعة ساعات فقط، فيما يحتاج المستشفى إلى 5500 لتر سولار يوميًا لضمان استمرار تقديم الخدمة الطبية".

وأمس الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن تسجيل أول حالة وفاة بسبب أزمة الوقود التي تضرب القطاع الصحي، حيث توقف قسم غسيل الكلى في مستشفى ناصر الطبي بخان يونس نتيجة عرقلة الاحتلال إدخال السولار اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية.

 

الاحتلال يعرقل دخول الوقود!

قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي، إسماعيل الثوابتة: "إن جيش الاحتلال يتعمد عرقلة وصول الوقود والأدوية إلى المستشفيات، ناهيك عن استهداف الكوادر الطبية والإسعافات في جميع مناطق قطاع غزة".

وأوضح الثوابتة في حديث لـ"الرسالة" أن أزمة الوقود التي تعاني منها المستشفيات افتعلها الاحتلال بهدف إيقافها وإخراجها عن الخدمة، لتحقيق هدفه بتعميق الأزمة الإنسانية للمواطنين في غزة.

وأشار إلى أن الاحتلال وضع اشتراطات ميدانية جديدة متعلقة بإدخال الوقود، من خلال إجبار الشاحنات على سلك مسارات تخضع لسيطرته أو تحت سيطرة العصابات المسلحة وقطاع الطرق.

ونوه الثوابتة إلى أن آخر شاحنات الوقود التي جرى إدخالها إلى قطاع غزة سُرقت قبل يومين من قبل مجموعات خارجة عن القانون، وهي منبوذة من أبناء شعبنا وتعمل خارج العرف المجتمعي بتعليمات من الاحتلال لنشر الفوضى في قطاع غزة وتعميق الأزمة الإنسانية.

وحذر مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من توقف المستشفيات، ما يعرض حياة أكثر من مليون مواطن، معظمهم نازحون في جنوب القطاع، للخطر نتيجة توقف تقديم الخدمة الصحية.

وفي جنوب قطاع غزة، يُعد مجمع ناصر المستشفى المركزي الذي يقدم خدماته لجنوب القطاع، خاصة مدينتي رفح وخان يونس، إلى جانب مستشفيي "غزة الأوروبي" و"الأمل" وعدد من المستشفيات الميدانية التي تم إنشاؤها على مدى أشهر الإبادة.

وتعاني المستشفيات من شح شديد في الأدوية والمستلزمات الطبية نتيجة الحصار المطبق الذي تفرضه إسرائيل على القطاع ومنعها دخول المساعدات، باستثناء كميات شحيحة جدًا. كما عمل الاحتلال على إخراج 34 مستشفى و80 مركزًا و162 مؤسسة صحية عن الخدمة، ودمر 136 سيارة إسعاف منذ السابع من أكتوبر 2023.

البث المباشر