أسطورة المقاومة أسطورة المقاومة

حماس تتجاوب إيجابيا

بين الضغط والمراوغة.. كيف سيتعامل نتنياهو مع مبادرة الوسطاء؟

بنيامين نتنياهو
بنيامين نتنياهو

الرسالة - محمد العرابيد

شهدت المفاوضات الجارية في الدوحة تطورًا إيجابيًا مفاجئًا خلال الساعات الماضية، بعد أن أعلنت حركة "حماس" قبولها مقترحًا قدمه الوسطاء لاستئناف المفاوضات، وتعاملت معه بمسؤولية وإيجابية.

وأكدت حركة "حماس" أن وفدها تسلّم يوم أول أمس مقترحًا من الوسطاء لاستئناف المفاوضات، وتعاملت معه بمسؤولية وإيجابية، وسلّمت ردّها عليه فجر أمس، متضمنًا موافقتها على إطلاق سراح الجندي الصهيوني عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، إضافة إلى جثامين أربعة آخرين من مزدوجي الجنسية.

وشددت الحركة في بيانها الرسمي على جاهزيتها التامة لبدء المفاوضات والوصول إلى اتفاق شامل حول قضايا المرحلة الثانية، داعيةً إلى إلزام الاحتلال بتنفيذ التزاماته كاملة.

التمسك بالاتفاق

هذا المسار التفاوضي المرن الذي تمارسه حركة "حماس" يؤكد سعيها لتحقيق مكاسب سياسية وإنسانية لشعبها الفلسطيني في قطاع غزة، الذي يعيش أوضاعًا إنسانية واقتصادية صعبة بعد إغلاق الاحتلال للمعابر لأكثر من 14 يومًا، لكن مع الحفاظ على إطار تفاوضي يضمن تنفيذ التعهدات المتفق عليها.

ولا تزال "حماس" متمسكة بشروطها التفاوضية، وهي وقف دائم لإطلاق النار لمنع عودة الحرب من جديد، إضافة إلى انسحاب الاحتلال من غزة ومحور "فيلادلفيا"، وإعادة فتح المعابر، واستمرار تبادل الأسرى وفقًا للاتفاق، بما يشمل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

في الوقت نفسه، لم يقدم الاحتلال رده الرسمي على المقترح، إذ قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إنَّ رئيس الحكومة (الإسرائيلية) مجرم الحرب بنيامين نتنياهو سيجري تقييمًا بعد موافقة "حماس" على الإفراج عن الجندي عيدان ألكسندر وأربعة جثامين.

من جهتها، قالت هيئة عائلات الأسرى (الإسرائيليين) في غزة إن تنفيذ إعلان "حماس" يجب أن يكون بداية لاتفاق يُعيد جميع الأسرى دفعة واحدة وبشكل فوري، وطالبت الحكومة بإبقاء وفد التفاوض في الدوحة للتوصل إلى اتفاق.

أما يوتام، شقيق الجندي نمرود كوهين الأسير في غزة، فقال: "نحن ندرك أن الحكومة تعمل ضدنا، وللأسف هذا هو الوضع حاليًا".

إرباك نتنياهو داخليًا!

موافقة "حماس" المبدئية على مقترح الوسطاء ستعمل على إرباك الحكومة (الإسرائيلية) ورئيس وزراء الاحتلال مجرم الحرب بنيامين نتنياهو داخليًا، وفق ما يراه الباحث والمحلل السياسي سعيد زياد.

وقال الباحث سعيد خلال فقرة تحليلية عبر قناة الجزيرة: "إن حركة "حماس" رمت بـ(كرة من نار) على الاحتلال، مما زاد من أزمته الداخلية، وذلك بعد موافقتها على مقترح الوسطاء المتعلق بإطلاق سراح الجندي (الإسرائيلي) مزدوج الجنسية عيدان ألكسندر، إضافة إلى جثامين أربعة آخرين يحملون جنسية مزدوجة".

وأضاف: "يهدف هذا القرار إلى تفكيك السردية (الإسرائيلية) حول التعطيل، وإعادة توجيه المفاوضات لصالحها، حيث وافقت على المقترح الأمريكي بشرط ربطه بمفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار".

ويعتقد الباحث سعيد أن هذه الخطوة تعزز موقف حركة "حماس" التفاوضي، إذ تُظهرها كطرف منفتح على الحلول، بينما تدفع بالمجتمع (الإسرائيلي) للاعتقاد بأن الأسرى مزدوجي الجنسية يحظون بفرص تفاوضية أفضل.

ولفت إلى أن هذا التطور يضع (إسرائيل) في مواجهة مباشرة مع الإدارة الأمريكية، مما قد يمنح زخمًا أكبر لمفاوضات المرحلة الثانية، ويسهم في استمرار تدفق المساعدات لغزة، ويعزز من احتمالات تقارب أمريكي مع "حماس"، وهو ما قد يُضعف الدعم الأمريكي لـ(إسرائيل) ويمنعها من إعادة التصعيد العسكري.

وعلى الصعيد الداخلي (الإسرائيلي)، يواجه المجرم نتنياهو ضغوطًا متزايدة للموافقة على صفقة شاملة بدلاً من تسوية محدودة، كما أن إطلاق سراح الأسرى مزدوجي الجنسية سيشكل تحديًا إضافيًا له.

ومع ذلك، من المتوقع أن يستغل نتنياهو هذا الملف للمناورة وكسب الوقت، في محاولة للحفاظ على تماسك موقفه السياسي الداخلي. 

وأمام هذا التطور، هل سيخضع نتنياهو للضغوط ويقبل بصفقة شاملة، أم يلجأ إلى التصعيد في غزة والمواجهة مع الإدارة الأمريكية للهروب من المأزق السياسي الداخلي؟

البث المباشر