أسطورة المقاومة أسطورة المقاومة

الصائمون في غزة... تهجّد تحت ضربات الصواريخ

الصائمون في غزة... تهجّد تحت ضربات الصواريخ
الصائمون في غزة... تهجّد تحت ضربات الصواريخ

غزة– خاص الرسالة نت

على صوت دويّ وانفجارات الصواريخ ورائحة البارود، يحيي سكان قطاع غزة ليالي العشر الأواخر من رمضان؛ ففي الوقت الذي لم يكتفِ فيه الاحتلال بحرمانهم من التهجّد في المساجد، جعلهم يقضون ساعات صلاة القيام في منازلهم وخيامهم على وقع الرعب والترقّب من الموت الذي يحيط بهم من كل جانب.

وتشنّ طائرات الاحتلال منذ عشرة أيام غارات مكثفة على أنحاء قطاع غزة، مخلفةً مئات الشهداء والجرحى، غالبيتهم من الأطفال والنساء.

يقول المواطن محمد صلاح: "للعام الثاني على التوالي، يحرمنا الاحتلال من التهجّد في المساجد، وحتى خلال الصلاة في منازلنا ينعدم الشعور بالأمن والاستقرار."

ويضيف: "نصلي على وقع الانفجارات والقصف الذي يزداد في ساعات المساء لزيادة الشعور بالخوف، وإيقاع أعداد أكبر من الضحايا. ومع فقدان وسائل الإنارة، يصبح الأمر أكثر رعبًا، خاصةً للأطفال."

يحاول صلاح خلق أجواء رمضانية من خلال الصلاة جماعةً مع أفراد أسرته، إلا أن الخوف يتملّكهم ويمنعهم من أداء شعائرهم بحرية وخشوع.

ولا يختلف الوضع عند بيان عمر، التي اعتادت على صلاة القيام في الليالي الوترية بالمسجد، معتبرةً أن الاحتلال حرمهم من أبسط حقوقهم، وهي العبادة في الشهر الفضيل. فالقصف والانفجارات والتحليق المتواصل للطائرات الحربية، إضافة إلى عدم مغادرة طائرات الاستطلاع (الزنانات) الأجواء، يسبب رعبًا للكبار، فكيف يكون حال الأطفال؟

واعتاد المواطنون على الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، فيما يؤمّ الآلاف المساجد في الليالي الوترية لتحرّي ليلة القدر، لكن الاحتلال دمّر المساجد وقصفها على رؤوس المصلين، في اعتداء خطير على حرية العبادة.

ومع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، أقام المواطنون عشرات المساجد البديلة باستخدام الشوادر والأخشاب لاستقبال شهر رمضان المبارك وإقامة شعائرهم الدينية، لكن الاحتلال خرق الاتفاق ليلة الثامن عشر من رمضان وأعاد التصعيد، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 600 مواطن في ليلة واحدة.

وقد سوّت صواريخ الاحتلال 738 مسجدًا بالأرض ودمّرتها تدميرًا كاملًا من أصل نحو 1244 مسجدًا في قطاع غزة، أي بنسبة 79%.

وذكرت بيانات حكومية أن 189 مسجدًا تضرر بأضرار جزئية، مؤكدةً أن استهداف الاحتلال للمساجد ودور العبادة يأتي في سياق استهداف الرسالة الدينية، إذ يُدرك الاحتلال أهمية المساجد ومكانتها في حياة الفلسطينيين، فهي جزء لا يتجزأ من هوية الشعب.

وأوضح بيان صادر عن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أن استهداف الاحتلال للمساجد ودور العبادة يأتي ضمن حرب دينية ممنهجة، وهو انتهاك صارخ وصريح لجميع المحرمات الدينية، والقوانين الدولية والإنسانية

`
البث المباشر