أصدر مركز الدراسات السياسية والتنموية تقدير موقف جديد يسلط الضوء على الأوضاع العسكرية في قطاع غزة في ظل القيادة العسكرية الجديدة لجيش الاحتلال تحت قيادة الجنرال "ايال زامير"، وتحديات حكومة الاحتلال بقيادة بنيامين نتنياهو في حسم الحرب على قطاع غزة.
ويُعَدّ هذا تقدير الموقف تحليلًا شاملًا لمسارات الأحداث المحتملة في غزة وأثر هذه التطورات على الداخل الإسرائيلي والمجتمع الدولي.
أبرز ما ورد في تقدير الموقف
يشير التقرير إلى أن الجنرال "هرتسي هليفي" تم استبداله بالجنرال "أفيف زامير" على رأس قيادة جيش الاحتلال، وهو ما يُعتبر بمثابة خطوة استراتيجية تهدف إلى تكريس الخطط الهجومية التي يسعى نتنياهو لتحقيقها ضد قطاع غزة، ويُستدل من التقرير أن زامير يمتلك رؤية عسكرية هجومية تتوافق مع نهج نتنياهو، حيث يسعى لتحقيق انتصار سريع وواضح ضد المقاومة الفلسطينية رغم الصعوبات الميدانية والتحديات الكبيرة التي يواجهها جيش الاحتلال.
ومن خلال استعراض خلفيات الجنرال زامير العسكرية، يتضح أن زامير يتبنى سياسات عسكرية عدوانية، من بينها استهداف المواقع المدنية وتوسيع العمليات العسكرية لتشمل مناطق أكبر في قطاع غزة، كما يعكس التقرير أن الموقف العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة ليس بوضوح ما كان عليه سابقًا، حيث توجد معضلات عسكرية، أبرزها صمود حركة حماس، والتكلفة البشرية العالية، فضلاً عن الأعباء السياسية على الحكومة الإسرائيلية نتيجة الضغوط الشعبية الداخلية.
السيناريوهات المتوقعة في الفترة القادمة:
1. إعادة احتلال القطاع وفرض الحصار العسكري: يُتوقع أن يسعى زامير لإعادة احتلال مناطق واسعة في قطاع غزة، وهي خطوة قد تترافق مع تكثيف عمليات الاغتيال وقصف البنى التحتية، في محاولة للضغط على حركة حماس، وهذا السيناريو قد يؤدي إلى تعقيد الوضع الإنساني في القطاع، حيث يُحتمل أن تكون هناك مخاطر على حياة الأسرى في غزة في ظل التصعيد المتسارع.
2. اجتياح موسع باستخدام قوات الاحتياط: من المحتمل أن يتم تجنيد مئات الآلاف من جنود الاحتياط للمشاركة في عملية عسكرية واسعة في القطاع، في مسعى لتحقيق حسم عسكري سريع، لكن التقدير يلفت النظر إلى إمكانية مواجهة جيش الاحتلال لأزمة حقيقية تتمثل في تململ الجنود الاحتياطيين ورفضهم العودة إلى القطاع، وهو ما قد يؤدي إلى تهديد القدرة البشرية في الجيش الإسرائيلي.
3. المجاعة الإنسانية: مع استمرار إغلاق المعابر وعدم دخول المواد الغذائية والإنسانية إلى قطاع غزة، يمكن أن يدخل القطاع في مجاعة حقيقية تؤثر بشكل كبير على السكان، ما قد يفاقم الأزمة الإنسانية ويزيد من معاناة المدنيين.
4. فشل في الحسم العسكري: في حال استمرت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وصمدت المقاومة الفلسطينية أمام الهجوم الإسرائيلي، قد يتعرض الجيش الإسرائيلي لخسائر كبيرة على المستوى البشري، وهو ما قد يجبر قيادة الجيش على إعادة النظر في استراتيجياتها، مما يؤدي إلى تراجع وتململ في صفوف الجنود، خاصة من وحدات الاحتياط.
5. تصاعد الأزمة الداخلية في الكيان الإسرائيلي: في ظل تزايد الاحتجاجات الشعبية ضد سياسات الحكومة الإسرائيلية سواء فيما يتعلق بالعدوان على قطاع غزة أو التعديلات القضائية المثيرة للجدل، من المتوقع أن يُجبر نتنياهو على اتخاذ خطوات تهدئة مع غزة، ربما عبر العودة إلى تفاهمات سابقة حول استعادة الأسرى كما أن الموقف الدولي، قد يضغط على حكومة الاحتلال للتوصل إلى حلول سياسية بديلة.
التوصيات الخاصة بالإعلام:
يؤكد مركز الدراسات السياسية والتنموية في تقدير الموقف على ضرورة أن تتبنى وسائل الإعلام سياسة إعلامية تركز على توضيح الحقائق الواقعية على الأرض وتجنب الترويج للأخبار المضللة كما يوصي التقدير بضرورة تعزيز التعاون بين مختلف وسائل الإعلام المحلية والدولية لضمان نقل صورة دقيقة للواقع في قطاع غزة، مع التركيز على معاناة المواطنين الفلسطينيين في ظل التصعيد العسكري المستمر.
علاوة على ذلك، يوصي المركز بضرورة إطلاق حملات إعلامية لتعريف الرأي العام المحلي والدولي بعواقب التصعيد العسكري المستمر، مع تسليط الضوء على الآثار الإنسانية الكارثية التي يعاني منها سكان القطاع جراء الحصار والهجمات العسكرية