وكالات- الرسالة نت
دفعت كارثة الزلزال التي تعرضت لها اليابان وما نتج عنها من تداعيات خطيرة على المستوى النووي، العديد من دول العالم لبحث السبل الكفيلة بالتقليل من الأخطار المدمرة لهذا النوع من الكوارث الطبيعية.
فقد دعت كوريا الجنوبية اليوم الاثنين لعقد جلسات طارئة لأربع لجان برلمانية لبحث كيفية الرد على تأثير الزلزال وموجات المد البحري العملاقة (تسونامي) التي شهدتها اليابان وما نتج عنها من مخاطر التسرب الإشعاعي الناتج عن تضرر محطة فوكوشيما النووية.
سنغافورة والصين
وفي سنغافورة، أعلنت هيئة الأغذية والزراعة والطب البيطري اليوم عزمها إجراء اختبارات على منتجات مستوردة من اليابان للتأكد من خلوها من تلوث إشعاعي.
وأكدت الهيئة أنها ستعمل أيضا على مراقبة المنتجات المستوردة من اليابان حتى إشعار آخر كإجراء وقائي لضمان سلامتها عقب التقارير عن ارتفاع معدلات الإشعاع الصادرة عن مفاعلات نووية تضررت في الزلزال المدمر الذي ضرب شمال شرق اليابان يوم الجمعة الماضي.
وفي بكين، أعلن رئيس الوزراء الصيني ون جياباو استعداد بلاده لتقديم مزيد من المساعدات لليابان لمواجهة اثار الزلزال الذي تعرضت له، وذلك في مؤتمر صحفي عقد اليوم الاثنين في ختام الاجتماع السنوي للبرلمان.
وتأتي تصريحات جياباو بعد يوم من مطالبة رئيس الإدارة الوطنية للطاقة في الصين ليو تيه نان أمس الأحد الجهات المعنية في بلاده بضرورة استخلاص الدروس من حوادث الطاقة النووية التي نتجت عن زلزال اليابان والعمل على وضع الضمانات والوسائل التي تكفل تطوير القطاع النووي الصيني بشكل آمن.
ودعا المسؤول النووي الصيني -الذي كان يزور معهد الصين للطاقة الذرية حيث تبني الصين أول مفاعل تجريبي- جميع الأطراف المعنية لإجراء دراسة دقيقة للتجربة اليابانية.
الولايات المتحدة
أما في الولايات المتحدة التي حثت مواطنيها على تجنب السفر إلى اليابان بسبب تداعيات الزلزال، فاستبعدت الهيئة الوطنية الأميركية المكلفة بمراقبة المنشآت النووية تعرض البلاد لأي مستويات ضارة من الإشعاع الناجمة عن المفاعلات النووية التي تضررت في اليابان جراء الزلزال.
وقالت الهيئة في بيان رسمي صدر الأحد إن جميع المعلومات بشأن أحوال الطقس على الساحل الغربي للولايات المتحدة المطل على المحيط الهادئ تشير إلى توجه التسريبات المحدودة من محطة فوكوشيما النووية في اليابان نحو البحر بعيدا عن المناطق السكنية.
ولفتت إلى أن المسافات الشاسعة التي تفصل البلدين تجعل من الصعوبة بمكان أن تتعرض سواحل هاواي وألاسكا والساحل الغربي للولايات المتحدة لأي مستويات ضارة من الإشعاع.
طمأنة علمية
يشار إلى أن العديد من الطمأنة صدرت عن منظمات وهيئات علمية دولية بشأن خروج التأثيرات المحتملة للتسريبات النووية في مفاعلات اليابان عن نطاقها المحلي المحدود حيث أكد خبراء أن المخاطر الصحية تبدو ضئيلة وأن الرياح على الأرجح ستحمل ما تبقى من التلوث بعيدا نحو المحيط الهادئ دون تهديد لأي دول أخرى.
وفي هذا السياق استبعد أمين لجنة الأمم المتحدة العلمية مالكولم كريك أن يكون لمستويات الإشعاع المسجلة في اليابان حاليا أي تأثير على الصحة العامة، نافيا صحة المخاوف من أن تتحول اليابان إلى كارثة تشيرنوبل أخرى، في إشارة إلى انفجار مفاعل تشيرنوبل النووي في أوكرانيا عام 1986 عندما كانت في عداد دول الاتحاد السوفياتي السابق.
وأضاف كريك مطمئنا أن الانصهار الجزئي للمستوعب الفولاذي في محطة ثري مايل آيلاند بالولايات المتحدة عام 1979 تسبب في انبعاث كميات ضئيلة من الإشعاع لم تؤثر على سلامة السكان رغم تصنيف الحادث في القائمة الدولية لأخطر الحوادث النووية.