فلسطينيو الشتات:استقالة عباس "دلع على الأمريكان"


برج البراجنة -الرسالة نت

يجلس أبو محمود وسط محلّه في مخيم برج البراجنة، مراقباًً خبراً عاجلاً على فضائية "فلسطين"، يفيد بأنّ «سيادة الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس سيتوجه بخطاب هام للشعب الفلسطيني». يصمت الرجل ثم يقول: «والله طلعت مزبوطة الخبرية».

إذاً، تأكدت الشائعات التي دارت في اليومين الماضيين في أزقة المخيم بأنّ «أبو مازن بدّو يستقيل».

 

داخل الدكان جلس الحضور بانتظار الخطاب. صمتوا عند بدء كلمة عباس. وما إن يصل إلى مقطع عدم رغبته في الترشّح، حتى ترتسم ابتسامة «شماتة». ينتهي الخطاب، فيلتفت أبو محمود نحو الحضور، هامساً: «لم يستقل، بل أعلن عدم رغبته بالترشح». ويضيف: «ترك الباب مفتوحاً يعني هادا كلّوا جسّ نبض للأميركان».

يعلّق أحدهم قائلاً: «ربما أراد اعتزال الحياة السياسية بطريقة مشرّفة»، ليضيف آخر: «بس إيش الخطوات اللاحقة يلي نحكي عنها؟ معقول يصير أبو عمار تاني؟»، في إشارة إلى آخر أيام الراحل ياسر عرفات في حصار رام الله.

الفرحة التي اعتاد أبناء المخيم التعبير عنها بإطلاق الرصاص، لم تفلح هذه المرة، إذ إن معظم الفرحين بهذا القرار عرفوا أن إطلاقهم لرصاص «الابتهاج» سيسبب أزمة داخل المخيم، وأن «جماعة فتح ستستفز وستزداد نسبة التوتر في المخيم، فبلاش مشاكل».

هكذا، تلقّى الفلسطينيون في مخيم البرج خبر اعتكاف محمود عباس. البعض كان واثقاً من أن ما يجري مجرد «دلع على الأمريكان»، حسبما قال أحدهم. أما البعض الآخر فرأى أن عباس «يريد وضع نهاية مشرّفة لحياته السياسية»، وخصوصاً أن «تقرير غولدستون وتخلي الأميركيين عنه، أثبتا أن الخيار الذي يتبعه لن يكون مجدياً» حسبما يحلّل شخص آخر.

لكن الفرحة لم تكن عامرة في الديار، فـ«فتحاويو» المخيم كان لهم رأي آخر في ذلك. هنا يجلس أحدهم تحت صورة كبيرة لياسر عرفات وأخرى تحت صورة أمين سر الحركة في لبنان، سلطان أبو العينين، «بايعنا عباس في مؤتمر فتح الأخير، ما في بديل عن أبو مازن». أما عن رأيه بوصفه فتحاوياً، فيقول: «ما بيجي حدا مكان أبو مازن، مين أبو ماهر غنيم؟ محمد دحلان؟ أو سلام فياض؟ ما فيش يا أخي، ما في غير أبو مازن بيركب».

الخبر كان متوقعاً، فبعض المسؤولين الفتحاويين في المخيم كانوا على علم بهذا الأمر، لكن «أن ينسحب الرئيس من المشهد السياسي، صعبة شوي»، حسبما يقول مسؤول في منظمة التحرير رفض الكشف عن اسمه. يضيف الرجل أن «الارتباطات بين محمود عباس والإدارة الأميركية أو إسرائيل، ليس من السهل تسليمها إلى شخص آخر». لكن لن تكون التداعيات السياسية لبالون الاختبار الذي أطلقه أبو مازن مهمة بالنسبة إلى أبو محمود الذي علّق باستهزاء: «بكرا بينزل عند رغبة الجماهير وبيرجع بيترشح».

 

البث المباشر