غزة/ أمينة زيارة
تعد مجالس أولياء أمور الطلبة جسر التواصل بين الأسرة والمدرسة، يتمكن ولي الأمر والمدرسة خلالها مناقشة الوضع التعليمي والسلوكي والاجتماعي للطلاب، على أساس الثقة والاحترام، فمن خلال هذه المجالس يتمكن ولي أمر الطالب من التعرف على مستوى ابنه التعليمي، وتعزيز العلاقة بين الطالب ومدرسيه، بالإضافة إلى تجنب المشاكل وحلها في حال وقوعها؟
"الرسالة" ناقشت أهمية وجود مجالس الطلبة وتفعيلها على أرض الواقع مع أصحاب الاختصاص.
حضورها مهم
بعد أن كان يُدعى ولي الأمر للشكوى أو للتأنيب، شكلت مجالس تضم العديد من أولياء الأمور الذين يبحثون عن مصالح أبنائهم التربوية والاجتماعية والتعليمية وفي هذا الصدد يرى الطالب "أحمد شكري" في المرحلة الثانوية أن مشاركة والده في هذه المجالس أمر هام وإيجابي له ولإخوانه.
ورغم ذلك يقول أحمد أن والده لم يقتنع يوماً بأن ينضم إلى مجالس الطلبة، إلا أنه الآن أدرك أهمية هذه المجالس في حل مشاكل الطلبة بصفة عامة، وتشكل داعماً تعليماً وتربوياً لهم، مؤكداً على أهمية التعاون المشترك بين المنزل والمدرسة.
ومن جهته أكد الموظف "أبو رجب" على أهمية حضوره لمجالس الطلبة لما لها من دور كبير في رعاية الأبناء وحل مشاكلهم، ويقول: لا أتأخر عن دعوة المدرسة للحضور والمشاركة في مجلس الآباء لكي اعلم ماذا يدور داخل المدرسة التي يقضي بها ابني نصف يومه، والمشاكل التي يتعرض لها وأسباب ضعف التحصيل العلمي إن وجد، معبراً عن سعادته لحضوره الاجتماعات كونه يخرج بمعلومات مفيدة لتحسين مستوى أداء أبنائه تعليمياً وسلوكياً.
ومن جانبها أشارت المعلمة "منى يونس" إلى الدور الهام الذي تلعبه مجالس أولياء الأمور في دعم المسيرة التعليمية من خلال تكامل العمل ما بين المدرسة والبيت وحلقة الوصل في ذلك مجلس أولياء أمور الطلبة، وتنتقد وجود بعض المجالس التي تقتصر على تقديم خدمات مادية.
وأشارت إلى أن الهدف الأساسي من هذه المجالس هو إشراك أولياء الأمور في وضع الخطط التربوية، وحل المشكلات من خلال متابعة الأبناء والتواصل مع الهيئات التدريسية، منوهة إلى أهمية مجالس أولياء الأمور في دعم وتعزيز العملية التربوية، وضرورة تضافر جهود البيت والمدرسة وتكاملها من اجل مخرجات أفضل للعملية التربوية،
التواصل التربوي والاجتماعي
بينما يرى مروان حمد المحاضر في قسم أصول التربية بالجامعة الإسلامية أن مجالس الطلبة أصبحت الوسيلة الأهم للتواصل بين المدرسة والبيت للتعرف على أهم مشكلات التلاميذ، حيث يشركون أولياء الأمور في معالجة سلوكيات الأبناء واتخاذ قرارات تربوية هامة مما يسهل على المدرسة تحقيق أهدافها.
ويرجع حمد أسباب عدم حضور أولياء الأمور لمثل هذه المجالس، أنها أصبحت مصدراً لجلب المال فقط مطالباً إدارة المدارس بضرورة البعد قدر الإمكان عن قضية جمع النفقات والأموال بهذه الطريقة.
وشدد على أهمية تنظيم المدارس لقاءات لمجلس أولياء الأمور التي تتركز في مناقشة كافة الجوانب التعليمية والتربوية لطلاب المدارس، وتوضيح دور كل من المدرسة والأسرة وضرورة التعاون فيما بينهما للحفاظ على مستوى الطلاب من خلال التخطيط للأنشطة المدرسية وتشجيع أولياء الأمور على المشاركة في إيجاد حلول تربوية وعلمية لتخطي الأزمات التربوية والنفسية التي يتعرض لها الطلاب داخل الصفوف الدراسية وإعطاء أولياء الأمور وجهة نظر مشتركة لحلول علمية مدروسة.
وأكد المحاضر في الجامعة الإسلامية على أن يضم المجلس عينة منوعة ومتباينة من المثقفين والتجار وأصحاب الحرف حتى يشارك الجميع في تشكيل هذه المجالس معتبراً أنه سبب أساسي في عزوف البعض عن زيارة المشاركة او المشاركة في أي لقاء تربوي أو سلوكي.
ونوه إلى أن بعض المدارس تقع في أخطاء كبيرة أهمها اختيار النخب دون ضم أناس عاديين ضمن هذه المجالس، مبيناً العناصر الأساسية لنجاح هذه المجالس والذي يعتمد على الآباء والمعلمين الذين يكونوا على قدر مشترك من التفاهم ونابع من شعورهم بالمسؤولية، وتقديرهم بضرورة التعاون لما له من فائدة للمصلحة العامة.
ويسرد واجبات مجالس أولياء الأمور فيقول: تتضمن واجبات المجالس العمل على تحسين المدرسة وإمكاناتها وتجهيزاتها من خلال حفز المجتمع المحلي على دعم المدرسة بتزويدها بالإمكانيات المادية الممكنة، وبالإسهام في تحسين ظروفها البيئية والتعليمية وتعميق الصلات ما بين البيت والمدرسة من اجل تحقيق نمو أفضل، كما يجب على المدير والمعلمين أن يتعاملوا باحترام وتقدير للآباء وإعطائهم فرصة للمناقشة وإبداء الرأي، والا ينسوا أن يشرحوا لهم مواطن القوة والضعف في أبنائهم.