غزة – الرسالة نت
في خضم الانتفاضة الفلسطينية المستمرة, لا تنفك المخابرات الصهيونية (الشاباك) عن محاولة اختراق التنظيمات الفلسطينية المقاوِمة, وتستخدم في ذلك العديد من الطرق الحديثة.
وكشفت التحقيقات التي أجراها جهاز الأمن الداخلي في غزة مع عدد من العملاء جوانب من الطرق التي ينتهجها الاحتلال لإحداث الاختراق أو تعزيز مكانة العملاء داخل التنظيمات التي يجري اختراقها وإظهارهم بمظهر الأبطال أمام قيادتهم, وبالتالي يجري إسناد مهام أكبر إليهم, ويرتقون في تنظيماتهم.
وبحسب موقع (المجد الأمني) فقد تمكن جهاز الأمن الداخلي في قطاع غزة، مؤخرًا من إلقاء القبض على العميل (هـ, ل) الذي اخترق أحد التنظيمات الفلسطينية كعنصر في جناحها العسكري, ومن ثم ترفع ليصبح مسئولا لمجموعة، ليلقي اعتقاله المزيد من الضوء على هذه الظاهرة الخطيرة.
وتبدأ قصة العميل المذكور التي يرويها بنفسها للموقع الأمني عندما اتصل عليه ضابط المخابرات وعرض عليه حل إحدى المشاكل التي يعاني منها بشكل سريع إضافة لتقديم إغراءات مالية كبيرة, فوافق المذكور الذي انتمى منذ وقت قريب لأحد التنظيمات في قطاع غزة.
وبالفعل فقد زود (هـ, ل) ضابط المخابرات بأسماء وأرقام جوالات جميع أفراد التنظيم العاملين في دائرته, وحدد بيت المسئول التنظيمي في المنطقة وأماكن التسليح.
وكي يرتقي في رتبته التنظيمية طلب منه ضابط المخابرات بأن يكون نشيطًا وملتزمًا بالنشاطات التنظيمية, وطلب منه القيام بعملية زرع لعدد من العبوات قرب السياج الفاصل, فاصطحب اثنين من مجموعته معه وزرعوا العبوات وصوروا هذه العملية وقدموها للقيادة.
ولم يكتفِ بذلك، بل طلب منه الضابط تصوير أحد المواقع التابعة للجيش الصهيوني وأن يقدمها لقيادة التنظيم العسكري, وبذلك يؤخذ عنه انطباع أنه نشيط ويمكن الاعتماد عليه في المهمات الصعبة والسرية.
وقد حثه ضابط المخابرات على أن يكون صامتًا وأن لا يتحدث بشيء عن نشاطاته التنظيمية حتى مع أفراد التنظيم, كي يؤخذ عنه انطباع أنه كتوم ويصلح للمهام السرية.
وبفعل هذه العمليات التي نفذها العميل (هـ, ل) أُسندت إليه قيادة مجموعة في الفصيل المقاوم, فزود ضابط المخابرات بأسماء أفرادها وأرقام جوالاتهم, ومن خلال قيادته للمجموعة استطاع التعرف والإبلاغ على جميع نقاط الرباط في المنطقة.
وخلال الحرب على قطاع غزة كلف بنقل عتاد وأسلحة للمجاهدين في إحدى المناطق القريبة بوسيلة نقل خاصة, فأبلغ الضابط بذلك, فطلب منه الأخير أن يقودها وحينما يصل منطقة محددة أن يخرج منها كي يتم قصفه, الأمر الذي أدى لتدمير العتاد بالكامل.
وحسب المصادر الأمنية فقد قدم العميل (هـ, ل) لمخابرات الاحتلال العديد من المعلومات المتعلقة بالتنظيم الذي انتمى له, إضافة لمعلومات عن أماكن المقاومة والصواريخ وبعض المنازل التي يوجد بها مقاومون وقد تم استهداف الكثير من هذه الأماكن.