سلطة عباس بين سنديان الإستيطان ومطرقة العودة إلى المفاوضات

غزة – رائد أبوجراد

رأى محللون في الشأن السياسي الفلسطيني بأن الوضع الحالي معقد جداً بعد انهيار عملية التسوية بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلى وأن السلطة أمام عودة إلى نظام سياسي جديد وحالة صراع وليست حالة توافق وأن السلطة الفلسطينية حالياً تدرس خيارات عديدة لمواجهة التعنت والتعقيد في المواقف.

وأجمع هؤلاء في أحاديث منفصلة لـ "الرسالة.نت" على أن ذهاب السلطة لمجلس الأمن لإخراج اعتراف بدولة مستقلة سيضعها في موقف محرج وأن الموقف الاميركى من الاستيطان شكل ضربة للتفاؤل العربي والاسلامى بإدارة الرئيس باراك أوباما وأنه ليس مستبعداً عودة حركة فتح لخيار الكفاح المسلح من جديد.

من جانبه أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة د.مخيمر أبو سعدة بأن الوضع الحالي معقد جداً بعد انهيار عملية التسوية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلى،مبيناً بأن ذهاب السلطة لاستصدار قرار اعتراف بدولة مستقلة من مجلس الأمن سيضعها في موقف محرج.

وأكد أبو سعدة على أن الموقف الاميركى تراجع بشكل دراماتيكي ،مضيفاً:" الرئيس اوباما عندما وصل للبيت الأبيض نادي بفكرة حل الدولتين لكنه في الفترة الأخيرة تراجع عن موقفه بعد طلبه من عباس العودة للجلوس على طاولة المفاوضات دون تجميد الاستيطان".

لكن المحلل السياسي طلال عوكل يقول:" لا أعتقد أننا أمام هلوسة سياسية أو ردة فعل غير مدروسة، الوضع الذي وصلت له المفاوضات أدى للإعلان عن فشلها في التوصل إلى تسوية"، مشيراً إلى صحة المعلومات التي تحدثت عنة وجود مراهنة على موقف اوباما المختلف.

وأضاف:" كل هذا يعنى أن الفلسطينيون أمام خيارات واستراتيجيات جديدة لأنه لا يمكن انتظار 4 سنوات أخرى إلى أن تذهب "إسرائيل" لتهويد القدس واستمرار الاستيطان".

وفى معرض إجابته عن الجدوى المحققة من ذهاب سلطة رام الله لمجلس الأمن لاستصدار قرار للاعتراف بدولة مستقلة قال أبو سعدة:"هذا العمل لن ينفذ لأنه سيواجه برفض اميركى يتحدث عن اعتبار المفاوضات هي الطريق الوحيد للتسوية"،مؤكداً بأن هذا الخيار أصبح ضعيفاً وغير ممكناً في هذا الوقت.

وأوضح عن عدم اعتقاده بان الأمور ستنصب ثانية نحو الأفضل بعد الرفض المتواصل لسلطة عباس،مستطرداً:" لا اعتقد بأن أميركا ستطلب من "إسرائيل" وقف الاستيطان لانحيازها الكامل له والكل يعترف بأن المفاوضات استنفذت كل قدراتها على مدار 16 عاماً لم تؤتى ثمارها".

لكن عوكل يرى بأن أميركا تفضل خيار المفاوضات دون النظر عما إذا كانت ستعيد للشعب الفلسطيني حقوقه ومصالحه،مضيفاً:" لا أعتقد بأن كل الاحتمالات مغلقة،لكن كل الخيارات مفتوحة طالما أن هناك انسداد في طريق التسوية".

وأوضح عوكل بأن الخيارات الحالية يمكن أن تكون حل السلطة أو العودة للكفاح المسلح أو العودة للانتفاضة الشعبية،مبيناً بأن هذه الخيارات تحتاج لتوافق وإستراتيجية وطنية وأن الانقسام الفلسطيني يعطل ذلك،متسائلاً:" لماذا لم تندلع انتفاضة شعبية ضد الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق القدس؟".

وكان نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح لم يستبعد العودة إلى خيار ’الكفاح المسلح’ لاستعادة الحقوق المتمثلة في إنهاء الاحتلال وعودة اللاجئين وتعويضهم وإنهاء الاستيطان والإفراج عن الأسرى.

وفى معرض حديثه عن تصريحات المتطرف الاسرائيلى ليبرمان التي تحدث فيها عن ضغط سلطة رام الله على دولة الاحتلال إبان الحرب الأخيرة على القطاع للقضاء على حماس وهل لها أن تشكل ضغط على سلطة عباس،أجاب أبو سعدة:"من المفترض أن لا تؤخذ تصريحات ليبرمان بهذه الجدية ولا يمكن أن تؤخذ كمعلومات صحيحة".

مشيراً إلى أن سلطة عباس لم تأخذ جديتها إبان الحرب الإسرائيلية على القطاع في مساعدة أبناء الشعب الفلسطيني والتخفيف من معاناتهم ورفع الظلم عنهم.

جدير بالذكر أن قيادة سلطة عباس تعيش حالياً حالة من الهلوسة السياسية بعد الصفعات المتتالية التي تلقتها على أكثر من وجه مرة بأيدي إسرائيلية وأخرى أمريكية،وأن الهلوسة ظهرت بشكل واضح عند إعلان الرئيس منتهي الولاية محمود عباس عدم رغبته بالترشح للانتخابات القادمة التي أعلنها بشكل ارتجالي في محاولة لحشر حماس في الزاوية.

 

البث المباشر