الصرافون في دائرة الاستهداف

الرسالة نت - لميس الهمص

تكررت حوادث الاعتداء على الصرافين في الفترة الأخيرة طمعا فيما يحملونه من أموال، فخطط الجناة وراقبوا وقتلوا وسرقوا، فتشابهت فصول الجريمة، ورغم إعدام القاتل في إحدى الجرائم فإن الحادثة تكررت وغامر القاتل بارتكاب جناية أبشع؛ مما يجعل الصرافين في دائرة استهداف كبيرة.

الصرافون بدورهم استنكروا الاعتداءات كونها لا تتناسب مع مجتمع محافظ في قطاع غزة، ودعت الشرطة الفلسطينية من جانبها الصرافين لشراء أسلحة خاصة بهم وترخيصها مع أخذ الحيطة أثناء التنقل بالأموال.

"الرسالة نت" حاولت البحث عن دور الشرطة والصرافين في سبل الوقاية، وإجراءات حماية التجار العملة ومحلاتهم لعدم تكرار الجريمة.

الفصول نفسها

وفي مشهد هز الشارع الفلسطيني خلال شهر رمضان أقدم مواطن على قتل الصراف عبد القادر إبراهيم برهوم (52 عامًا) -يعمل تاجر عملات (صراف) من رفح- بشاكوش بوزن 5 كيلو ليسرق ما بحوزته من أموال.

المباحث ألقت القبض على الجاني وكشفت ملابسات الجريمة، حيث وجدت النقود والسيارة ملطخة بدماء الضحية في حوزة المتهم.

وأرجعت مراكز حقوقية الحادثة لحالة فوضى وانتشار السلاح والاعتداء على سيادة القانون.

الصراف أبو محمد حرز الله استهجن من جانبه تكرار جرائم الاعتداء على الصرافين، معتبرا أن الاعتداء على الصرافين لا يعتبر ظاهرة في القطاع رغم تكرار الحادثة، "لكنها جرائم تحتاج لعلاج".

وذكر حرز الله أن الجهات الأمنية اجتمعت بالصرافين وأرشدتهم لبعض الإجراءات للحماية الشخصية وإرشادات للسلامة.

سبل الوقاية

وقال الرائد أيمن البطنيجي -الناطق باسم الشرطة- من جهته إن المباحث بصدد الانتهاء من دراسة خاصة عن مقتل الصرافين وسبل حمايتهم خاصة مع تكرر الجريمة، مبينا أن حماية الصرافين ليست بالسهولة لانتشارهم وكثرة عددهم، ومشيرا إلى أن الاعتداء على محلات الصرافة والبنوك منتشر في العديد من الدول ولا يعد ظاهرة في القطاع.

وأشار البطنيجي إلى أنهم طالبو أصحاب جميع محلات الصرافة بشراء أسلحة شخصية وترخيصها لحماية أنفسهم، منوها إلى أن بعض الصرافين لا يأخذون بأسباب السلامة، "فيتوجهون لأشخاص بذريعة تصريف مبالغ كبيرة من المال، وهذا ما يضعهم في خطر أن يكونوا في كمين لجريمة".

وطالب الصرافين بأخذ الحيطة وعدم استقلال السيارات العامة في حال حمل مبالغ مالية، "وعدم الاستهانة بالتوجه لأي مواطنين في أماكن متفق عليها"، ذاكرا أنهم -المباحث- اجتمعوا بالصرافين وطالبوهم بتركيب كاميرات مراقبة داخل محلاتهم مما يسهل كشف الجرائم في حال وقوعها.

وفي جريمة سابقة تعرض الصراف فوزي عجور للقتل في منزل شرق مدينة غزة، وتلخصت فصول الجريمة باستدراج تاجر العملة عجور -40 عاما- واختطافه لسرقة مبلغ من المال كان بحوزته، ثم قتله ودفنه في ساحة أحد المنازل، وتعرض الضحية للقتل بضربه على رأسه ورقبته بواسطة آلة حادة كبيرة (ساطور).

يذكر أن الجاني بقتل الصراف عجور حكم عليه بالإعدام، وتم تنفيذ القصاص منه في شهر مايو من العام الماضي.

ويبقى الصرافون "في دائرة الاستهداف" في جميع دول العالم لكنهم يجب أن يتخذوا أسباب الحيطة، وعلى الأجهزة الأمنية أن تعمل على حمايتهم وبخاصة بعد تكرر جرائم قتلهم وسرقتهم.

البث المباشر