قائد الطوفان قائد الطوفان

الشيكل ينحني أمام الضربات التركية والمسكنات الأمريكية

غزة - محمد أبو قمر

يتخذ الدولار الأمريكي منحنى تصاعديا أمام الشيقل (الإسرائيلي) بعدما حافظ على انخفاضه على مدار الأشهر الماضية.

واجتمعت محاولات الولايات المتحدة لتعزيز الدولار مع تدهور العلاقات التركية (الإسرائيلية) لتهوي بالشيقل أمام العملة الأمريكية.

الدكتور محمد مقداد -أستاذ الاقتصاد بالجامعة الاسلامية- قال: "نحن بصفتنا اقتصاديين ننظر إلى العملة كأي سلعة يتغير سعرها بناء على العرض والطلب غير أن العملة لها وضعها الخاص، فتتأثر بالأحداث السياسية والاقتصادية".

ولفت مقداد إلى أن أمريكا مرت بظروف اقتصادية سيئة على صعيد أزمة الديون وتخفيض السقف الائتماني، "مما أدى لاستمرار انخفاض الدولار لمعدلات غير مسبوقة"، ولكنه قال إن انخفاض الدولار ليس بالضرورة ضد مصلحة الولايات المتحدة، "وإنما أحيانا يساهم في علاج الأزمة؛ فانخفاضه يزيد من الصادرات ويخفض الواردات ويخفف من مديونية الولايات المتحدة".

ومع أن قوة العملة تزيد من قوة الدولة فإن انخفاضها ليس خطيرا إذا ما بقي تحت السيطرة، وأمريكا تسعى لأن يكون انخفاض الدولار تحت سيطرتها وتحرص على ذلك.

وقد اتخذت الولايات المتحدة خطوات اقتصادية ساهمت في تعزيز الدولار وجدولة الديون، مما أدى لتحسن على سعر صرفه مقابل العملات الأخرى.

ويتوقع مقداد أن يبقى الدولار يتأرجح مكانه حاليا؛ "لأنه ليس من مصلحة أمريكا أن يتواصل بالارتفاع على اعتبار أن ذلك سيخفض الصادرات ويزيد الواردات، مما يساهم في عجز الميزانية".

وبالتوازي مع ارتفاع الدولار نتيجة الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة تحاول تركيا الإلقاء بالأزمة بينها وبين (إسرائيل) في المحافل الدولية، مما يضر بالمكانة الاقتصادية (الإسرائيلية) ويخفض قيمة الشيكل، "إضافة إلى الأثر الذي تلقيه العلاقات المصرية (الإسرائيلية) على عملة الشيكل"، وفق مقداد.

وتقول الصحافة (الإسرائيلية) إن الأحداث الإقليمية والداخلية أرخت بثقلها على سوق القطع في (إسرائيل)، إذ تخطى سعر صرف الدولار عتبة الـ3,69 شيكل (إسرائيلي).

وقال مدير قسم القطع الأجنبي في بنك القدس إيتان أدموني: "كل شيء من حولنا يؤثر، وبينها الأزمة مع تركيا، والاحتجاج الاجتماعي، والقلق إزاء إعادة النظر في الميزانية العامة".

ويتوقع أدموني استمرار تراجع سعر صرف الشيكل الذي ربما يصل إلى معدل 3,73 شيكل للدولار، "حتى لو ضعُف الدولار عالميا كما هو متوقع في المدى القريب."

وأخافت الأزمة مع تركيا بورصة (تل أبيب)، حيث تراجع مؤشر بورصة (تل أبيب) نهاية الأسبوع بنسبة 2,79 % وبلغ حجم المداولات 1,85 بليون شيكل، كما تراجع مؤشر الشركات الـ25 الرائدة لليوم الثالث على التوالي عقب التهديدات التي أطلقها رئيس الحكومة التركية رجب طيب

أردوغان، وبذلك يكون التراجع بلغ نسبة 8,8% خلال فترة ثلاثة أيام.

البث المباشر