قائد الطوفان قائد الطوفان

في ظل الوعودات المصرية

حصار غزة.. قاب قوسين أو أدنى

الرسالة نت - رائد أبو جراد

يترقب الغزيون على أحر من الجمر تخفيف وطأة الحصار الصهيوني المفروض على قطاعهم الساحلي منذ صيف عام 2007 بعد أن طفت على السطح تصريحات من بعض مسؤولي خاصرتها الجنوبية تبشر بقرب إنهاء معاناتها.

ورفعت تصريحات المسؤولين المصريين إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير في أرض الكنانة سقف التوقعات لدى الشارع الفلسطيني

مخطط جديد

السفير المصري لدى السلطة ياسر عثمان كشف عن وجود جهد عربي ودولي وصفه بـ"الجديد والقوي" لفك الحصار المفروض عن القطاع منذ أكثر من خمس سنوات.

وأشرفت مصر على الخطة بهدف إعادة تدويل الحصار إلى المحافل الدولية، وإيجاد حلول جذرية تنهي معاناة أكثر من مليون فلسطيني.

وبدأ الغزيون يتساءلون عن تجرعهم مرارة أيام سالفة من المعاناة والألم وارتفاع معدلات البطالة والفقر بين أوساط المجتمع الأعلى كثافة في العالم: "هل بات حصار غزة قاب قوسين أو أدنى؟".

ويحلم التجار -ممن فرض على بضائعهم المحتجزة في المعابر والموانئ الصهيونية حصاراً مأساوياً- بالاستيقاظ بعد خمس سنوات عجاف ولسان حالهم يردد: "الحصار ولات حين مناص!".

وبعد ثورة شباب ميدان التحرير لمس الفلسطينيون توجهاً كبيراً من تصريحات القادة الجدد في القاهرة للاستجابة لرغبة الشعب المصري ومطالباتهم بضرورة إنهاء حصار غزة فورا.

ودفعت الحالة المتردية للغزيين منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ماكسويل غيلارد إلى وصف الحصار بأنه "اعتداء على الكرامة الإنسانية".

وأكد السفير عثمان في تصريح سابق لـ"الرسالة نت" -الإثنين- أن دولا عربية وأجنبية على رأسها مصر أعدت خطة متكاملة حول حصار غزة.

وقررت تلك الدول -وفق عثمان- نقل المخطط المتكامل لكل المحافل الدولية لتداولها من جديد ووضعها على جدول الأعمال للنظر فيها والإسراع بفك الحصار.

ويرجح مراقبون سياسيون -تحدثوا لـ"الرسالة نت"- أنه قد يكون لدى مصر ما يمكن أن يقدم في إطار تخفيف وطأة الحصار الإسرائيلي.

ويقول مصطفى الصواف -الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني- إن مصر قد تقدم في هذا المجال تسهيلات على الحركة المرورية والبضائع التجارية.

ويتفق منسق شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية محسن أبو رمضان مع سابقه بقوله إن الظروف على المستوى الفلسطيني والعربي والدولي مهيأة لإنهاء حصار غزة.

وقبل عامين طالبت جامعة الدول العربية بضرورة فك الحصار وإنهاء معاناة الفلسطينيين.

ويضيف الناشط أبو رمضان: "الربيع العربي على مستوى العواصم المحيطة واتفاق المصالحة الفلسطينية ودور تركيا الصاعد والضاغط على الاحتلال.. كلها عوامل قد تسهم في تخفيف وطأة الحصار".

علاقة كبيرة

ويؤكد خبراء اقتصاديون أنه قد يكون للحملة المصرية الحالية ضد الأنفاق المنتشرة أسفل الشريط الحدودي بين رفح وجمهورية مصر العربية علاقة كبيرة في المخطط الجديد الهادف لتخفيف الحصار.

وتسعى القيادة المصرية الجديدة أمام واقعها السياسي والعسكري الحالي لإجراء ترتيبات بخصوص أمن المنطقة الحدودية مع قطاع غزة، وفق مراقبين.

ويؤكد معين رجب -أستاذ العلوم الاقتصادية في جامعة الأزهر بغزة- أن الفلسطينيين ينظرون لمصر بكل التقدير والاحترام باعتبار أنها دولة عربية كبرى لها مكانتها سابقا ولاحقا.

ويشير رجب لـ"الرسالة نت" إلى أن لمصر قوتها ووزنها الاقليمي والدولي، موضحا أنها الجار العربي الوحيد لقطاع غزة.

البث المباشر