الرسالة نت - أمل حبيب
يحملون في قلبهم من العزة والكرامة الكثير.. لم يطلبوا سوى أبسط الحقوق، فأولى الكلمات التي نطق بها وجعهم: "احنا بنطلب حقنا.. احنا مش متسولين".
أسرة أبي أدهم المكونة من 13 فردا تسكن في بيت للإيجار آيل للسقوط بعد أن ألقت طائرات الغدر بحقدها على منزلهم في حي الزيتون في الحرب الأخيرة على غزة وجعلته أثرا بعد عين.جدران المنزل تعيش حالة من الموت البطيء، فوجهها لا لون له والتشققات اجتاحت جنباتها، وتستند على بعضها بعضا محاولة الصمود.
"طقطقة المالك" على باب البيت "البديل" نهاية كل شهر لطلب الإيجار تعتبر الهاجس الأكبر لعائلة كانت تعيش في راحة بال.. تقول أم أدهم بحسرة: "بخاف يجي آخر الشهر.. إيجار البيت غالي والوضع صعب".
تشعر الأم بالضيق في بيت الإيجار وخصوصا أنه من البناء القديم، وأرضيته مائلة وسقفه متشقق, وأدى الوضع التي تعيش فيه أم أدهم إلى تدهور حالتها النفسية وشعورها بالاكتئاب، فلم تستطع أن تتأقلم مع الوضع المؤلم وخصوصا أن زوجها يقول مازحا: "احنا بدو بنحب الأراضي الواسعة والخلا (...) ما تعودنا نعيش بخم".
وتزداد معاناة الأسرة عندما تتعثر الأم بأبنائها المتكدسين أرضا فتضيق من وضعها وتبدأ بالبكاء. لم تهنا أم أدهم بمنزلها الذي ساعدت زوجها في تكاليف بنائه من الدعم المادي والمعنوي, وبعد أن أمضوا به ما لا يزيد عن ثلاثة أشهر حتى اشتعلت نيران الحرب على غزة ودمرت آلة الاحتلال الأخضر واليابس
وتألمت الأم من إعادة إعمار الكثير من المدارس الحكومية والتابعة لوكالة الغوث وتركها هي وأسرتها متشتتة في بيت للإيجار آيل للسقوط, وتقول: "لم أتعود على زيارة الجمعيات الخيرية أو تسجيل اسمي مع المحتاجين".
تحن أم أدهم إلى بيتها القديم وإلى رائحة أشجار الزيتون المجاورة له, ولكن أطفالها وبعد الحرب أصبح لديهم خوف من المكان وخصوصا لقربه من الحدود مما جعل الوالد يبيع الأرض, ويبتاع قطعة أرض أخرى في منطقة النصيرات.
وناشد أبو أدهم لجنة إعادة الإعمار للنظر إلى وضعه ومساعدته في بناء قطعة الأرض الجديدة وخصوصا أن وضعه سيئ لأن لديه ابنين متزوجين ولديهما أطفال.
وبين الأب أن تعويضات الوكالة لا تكفي لسد إيجار المنزل الذي يزيد عن 200 دولار, أما أم أدهم فقاطعت زوجها بحرقة: "ما بدي تعويض مادي.. بدي يبنولي".
وقبل خروج فريق (ألم وأمل) من الممر الضيق للمنزل أكد أبو أدهم علينا بضرورة تذكير المسؤولين بهم وخصوصا وزارة الإسكان والقائمين عليها.. هي دعوة إلى جميع المسؤولين للنظر في ألم عائلة أبي أدهم التي تتأمل منهم لتحويل آلامهم إلى أحلام.
لمشاهدة الفيديو :
http://www.alresalah.ps/ar/index.php?act=play&id=27