غزة- محمد أبو قمر- الرسالة نت
انفض مؤتمر حركة فتح السادس بإعلان أسماء الحائزين على عضوية المجلس الثوري ، بعد عملية شد وجذب أعقبت فرز نتائج انتخابات اللجنة المركزية للحركة، صاحبها تشكيك بنزاهة وشفافية الانتخابات التي دارت رحاها في مدينة بيت لحم وتصويت بعض أعضاء فتح المقيمين بغزة عبر الهاتف.
ومع اختتام حفل فتح السادس بعد عشرين عاما لا تزال الحركة تبحث عن لملمة أوراقها في ظل انشقاقات مستحدثة تنم عن تباين وجهات النظر وتشعبها .
وبرزت أسماء لها ظهور على الساحة الفتحاوية من بين أعضاء الثوري الفائزين، وقد حظي الناطقون باسم فتح والمتسابقون للظهور على شاشات التلفاز ومهاجمة حماس بعدد كبير من المقاعد كإبراهيم خريشة، وفهمي الزعارير، وجمال نزال ، وزياد أبو عين، وتوفيق أبو خوصة ، وعبد الحكيم عوض.
وضمت قائمة الثوري التي تضم واحد وثمانين عضوا من بينهم أحد عشر امرأة وجوه معروفة كصبري صيدم ، وحاتم عبد القادر ، وجمال الشوبكي ، وعدلي صادق ، وحافظ البرغوثي ، وحازم أبو شنب ، وسلوى هديب ، وفيصل أبو شهلا ، وسفيان أبو زايدة ، وبسام زكارنة .
تداعياته قائمة
ورغم إسدال الستار عن المؤتمر إلا أن تداعياته لا زالت قائمة، حيث اتهمت شخصيات فتحاوية من غزة والضفة بأن ترتيبات خلف الستار لإقصائهم وفرض أسماء أخرى، من بينها الطيب عبد الرحيم الذي أضيف إلى قائمة أعضاء اللجنة المركزية التي كان من المقرر أن تشمل 18 عضوا، بالإضافة إلى فوز أربعة من قادة التنسيق الأمني.
وكان أحمد قريع طعن بنزاهة الانتخابات وهدد بالخروج على الملأ والبوح بكل ما دار خلف كواليس المؤتمر.
ويعزو حازم أبو شنب الفائز بعضوية المجلس الثوري التصريحات المشككة الساخنة التي أعقبت الانتخابات إلى خسران البعض بالانتخابات ، وقال: " كنت شاهدا على شفافيتها من خلال اطلاعي على عمل اللجنة المشرفة عليها " واعتبر أن ما يدور عاصفة ستزول بمجرد انتهاء الانتخابات.
ومن الواضح أن عباس المنتهية ولايته غير معني بالطعون التي تشكك في نزاهة الانتخابات، وأصبح ، مقتنعا بتلك النتيجة التي أفرزت منسقين أمنيين مع الاحتلال يمكن أن يحققوا حلمه الذي طال في حل الدولتين، والوقوف في وجه خصمه اللدود حركة حماس التي تسيطر على غزة.
وكشف عباس أن ترتيبات ستجري خلال الأيام القليلة القادمة لعقد انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني للداخل والخارج ، وقال: "هذه تعد انطلاقة جديدة لفتح من خلال انتخاب 70 عضوا جديدا للمجلس الثوري ".
أولويات
وتشير الدلائل إلى أن المستوى الداخلي لحركة فتح يشهد انشقاقاً بين القيادة في غزة والقيادة في رام الله، وانشقاقاً بين القيادات التي وصلت إلى السلطة ، ودلل على ذلك تقديم اللجنة القيادية لحركة فتح في قطاع غزة استقالتها احتجاجا على نتائج انتخابات اللجنة المركزية للحركة.
لكن القيادي في حركة فتح حكـم بلعاوي دعا إلى وقف التشكيك والطعن في نتائج انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري التي أجريت خلال المؤتمر السادس .
وقال في تصريح صحافي: "يجب أن يكون تركيزنا على نجاح المؤتمر والثقة بالناجحين وخلق تلك الحالة من التضامن الوطني الداخلي لمواجهة الأزمات الداخلية التي تكاد تطغى على القضية الفلسطينية ونضالات شعبنا البطولية، وإني من موقع المسؤولية التي عايشتها طويلاً من الزمن أرى من الأفضل أن يتوقف هذا الضجيج من صوت لهذا قد زاد ومن صوت لآخر قد نقص فكل هذا لا يؤدي إلا إلى خلل في الهرم الكبير الذي استند إلى الحنكة والشجاعة والإيمان في إدارة المؤتمر".
وتواجه فتح جملة من التحديات خلال المرحلة المقبلة-كما يقول النائب عن الحركة في المجلس التشريعي ، حسام خضر- أولها إعادة استنهاض الحركة داخليا ووضعها في مكانتها التاريخية التي تستحق ، إلى جانب انجاز موضوع المصالحة الوطنين على طريق الوحدة الشاملة .
ويرى خضر أنه من الواجب على حركة فتح إعادة تفعيل منظمة التحرير وتنظيم هيكلها ومؤسساتها كي تكون مظلة الشعب الفلسطيني ، وإعادة قرار الحركة في السلطة .
ولم يخف خضر أن هناك بعض الإجراءات التي مست شفافية الانتخابات ، إلا أنه أكد أنه لا يستطيع التشكيك بالنتائج بشكلها الإجمالي ، حيث أن هناك قيادات منتخبة تشكل ضمانة وطنية وسياسية وتنظيمية للحركة ، كما يقول .
واستبعد خضر حدوث انشقاقات داخل حركة فتح ، مشددا أن الحركة بعد المؤتمر سيكون وضعها أفضل من ذي قبل .