قائد الطوفان قائد الطوفان

سخونة صفقة التبادل تحرك مياه التهدئة

رامي خريس

يعيش قطاع غزة المقبل على ذكرى حرب الفرقان في  ظل تهدئة غير معلنة منذ إعلان حكومة ايهود أولمرت وقف العملية العسكرية التي شنتها على القطاع تحت مسمى "الرصاص المسكوب" ، ومنذ ذلك الحين لا يزال يعيش سكانه الذين يتعرضون بين فينة وأخرى لتحرش إسرائيلي من هنا وهناك إلى هواجس الحرب التي لا تفارق مخيلتهم.

تداول

          ومع سخونة الأخبار حول قرب انجاز صفقة تبادل الأسرى ، بدأ الحديث حول الحصار والتهدئة يحظى بتداول كبير في أوساط الغزيين وعدد من السياسيين الذين توقع بعضهم انفراجا في قضيتي الحصار والتهدئة إذا تمت الصفقة بينما يرى آخرون أن الاتفاق على الصفقة لن يؤدي بالضرورة إلى إعلان اتفاق تهدئة أو رفع كلي للحصار ، ويستعين أصحاب هذه الرؤية لدعمها بالمعلومات التي أدلت بها بعض المصادر والتي قالت إن الوسيط الألماني بدأ بملف صفقة التبادل بعيدا عن ملف التهدئة مع (إسرائيل) وفك الحصار وهو ما أدى لحدوث اختراق حقيقي في الموقفين من الصفقة ، وهو ما رحبت به حماس ووافقت عليه (إسرائيل) بحسب ما قالت تلك المصادر.

ومع ذلك فإن انجاز صفقة التبادل سيحقق غالباً تقدماً على صعيد ملفي الحصار والتهدئة ، وبحسب تصريحات لنائب رئيس الحكومة المهندس زياد الظاظا في برنامج "تحت مجهر الرسالة"  قال فيها لصحفيي الرسالة: قد يكون لصفقة الأسرى علاقة تركيبية في موضوع اتفاق التهدئة وما يترتب عليه من كسر للحصار من خلال صمود الشعب".

ترابط

     ويبدو أن الحديث عن كسر الحصار منطقياً، فتشديده بدأ عملياً بعد أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وتطور العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة وصولاً إلى حرب الفرقان التي كان احد أهدافها الضغط على حماس لإطلاق سراحه ، وهو ما لم يتحقق ، فعادت حكومة الاحتلال لخيار التفاوض ودفع الثمن للحصول عليه.

والحصار تشديده أو تخفيفه مرتبط بالتهدئة مع الاحتلال من عدمها ، وكان واضحاً في جولات المفاوضات غير المباشرة السابقة حول شاليط والتي توسطت بها القاهرة ربط حكومة الاحتلال الحصار والتهدئة بالإفراج عن الجندي شاليط قبل الحرب وأكدت عليه خلال الحرب.

ويبدو أن حكومة الاحتلال السابقة أو الحالية تبحث عن التهدئة ولكنها كانت ترغب في الاتفاق حولها بمواصفات تقترب أكثر من حاجاتها ، وكانت ترغب في تهدئة طويلة الأمد وهو ما كانت ترفضه حركة حماس ولا تزال ،حيث ترى أن المطلوب تحقيقه تهدئة مؤقتة ومحددة بزمن معين .

وفي كل الأحوال فإن المحادثات حول التهدئة لم تكن هي التي أدت إلى فشل المفاوضات السابقة بقدر ما أدى إلى ذلك ملف صفقة التبادل ، وإذا تحققت الصفقة فستزول كثير من العوائق أمام التهدئة والحصار لاسيما في ظل الحديث عن سعي مصري لإتمام صفقة الأسرى بين ضمن اتفاق رزمة شاملة تسمح بدور واضح لرئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس مقابل إعادة فتح المعابر الحدودية بين قطاع غزة وكل من مصر و)إسرائيل).

 وفي السياق نفسه ذكر مصدر صحفي صهيوني أن (إسرائيل) معنية بالتوصل لاتفاق تهدئة مع حماس يسمح بإعادة فتح المعابر تحسباً لضغوط تفرض على تل أبيب لرفع الحصار عن القطاع في أعقاب التوصل لصفقة تبادل الأسرى.

البث المباشر