قائد الطوفان قائد الطوفان

قتلت ثلاثة خلال أسبوع

الدراجات النارية..ثيران هائجة في غزة

غزة- لميس الهمص

على طريق "الموت" تسير الدراجات النارية "الفزبة" تستنزف أعصاب الغزيين، وتزرع الرعب في قلوب المارة، فهي تحصد سنوياً أرواح العشرات من المواطنين، وترسل أضعافهم إلى العناية المركزة أو إلى الكراسي المتحركة.

وتشير الإحصائيات الواردة من شرطة المرور إلى أن عدد الوفيات بلغ في أسبوع واحد خلال الشهر الحالي ثلاثة وفيات، في حين أن غالبية الحوادث تقع في محافظة خانيونس.

حوادث خطيرة

وفي مشهد بات يتكرر في شوارع القطاع حاول أحد الشباب في سن المراهقة السير بين المركبات بحركات حلزونية خاطفة غير آبه بالإشارات وتلويح السائقين، وذلك في حركات استعراضية وكأن الطريق ملكا له.

فيما يصطحب اخرون على دراجتهم النارية عددا من أفراد أسرتهم غير آبهين بالمخاطر التي قد يتعرضون لها، خصوصا الأطفال منهم.

وعلى طريقة الموت السريع التقط الطفل براء 3 أعوام أنفاسه الأخيرة على قارعة الطريق بعد تعرضه لحادث أصاب الدراجة النارية التي كان يستقلها خلف والده وبصحبة رجل ثالث.

الوالد لم يستطع السيطرة على دراجته ليصطدم بمركبة من نوع هونداي أردته قتيلا هو وابنه بينما تعرض الراكب الثالث لإصابة متوسطة.

وفي لقطة أخرى وجد الطفل نائل خمسة أعوام من مدينة خانيونس نفسه يطير في الهواء بعدما صدمته مقدمة دراجة نارية مسرعة، فأدت إلى كسر أجزاء كبيرة من جسده الصغير ليتوفى على الفور ، بينما نقل سائق الدراجة النارية للمستشفى.

اما الشاب عمر 23 عاما فيصف "للرسالة" معاناته مع دراجته النارية والتي تعرض على إثرها لحادث تسبب في استئصال الطحال وكسور بالغة في قدميه وخضع لأربع عمليات جراحية إلا أنه لم يعد كما كان.

ونصح عمر الشباب بعدم التهور عند قيادة الدراجات لأنهم الخاسر الأكبر.

تشكل 70% من الحوادث

من جهتها قالت وزارة الصحة إن الوفيات الناتجة عن حوادث الطرق شكلت 70% من إجمالي الحوادث، وقد كانت الدراجات النارية هي السبب الرئيس لحوادث الطرق في محافظتي خان يونس ورفح.

وأشار مركز المعلومات الصحية إلى أن الحوادث غير المتعمدة شكلت 86% من إجمالي الحوادث.

وأوضح أن الإصابات الناتجة عن حوادث الطرق شكلت 65% من إجمالي إصابات الحوادث لنفس العام، مضيفًا أن حوادث الطرق تحصد أكثر من مليون و200 ألف روح بشرية سنوياً على مستوى العالم.

من جانبه ذكر مفتش تحقيقات حوادث المرور الرائد فهد حرب انه يصعب تقدير إحصائية دقيقة لعدد الدراجات النارية الموجودة داخل القطاع.

ويشير إلى أن عدد الوفيات بلغ منذ بداية العام 27 حالة وفاة، بالإضافة إلى العشرات من الإصابات والتي تسببت بعاهات مستديمة لأصحابها، موضحا أن هناك العشرات من الحالات تدخل للمستشفى كحالات عادية تهربا من إجراءات الشرطة والمستحقات المالية في المستشفيات.

واستنكر حرب منح الرخصة للشباب في سن 17 بالرغم من التوصيات التي ترفعها إدارة المرور بعدم منحها لمن يقل عمره عن 25 عاما.

وطالب بإتلاف أي دراجة نارية غير مسجلة لدى سلطة الترخيص وغير مطابقة للمواصفات الميكانيكية والفنية باعتبارها خطرا على سائقها وراكبها وعابري الطريق، خاصة وان عدد الوفيات تجاوز المائة وعشرين منذ السماح بدخول الدراجات عبر الأنفاق عام 2007.

وقال: وزارة النقل والمواصلات مازالت لا تبالي بعدد الوفيات الضخم وتسمح بدخول وترخيص الدراجات، مطالبا وزارة الداخلية بتطبيق قوانين رادعة بحق المخالفين.

وأكد حرب انه خلال الشهر الحالي وقعت العديد من الحوادث والتي تسببت بوفاة ثلاثة أشخاص خلال أسبوع واحد غالبيتهم من الشباب صغار السن.

إنهاء الظاهرة

ومن الظواهر التي تعد خارجة عن عادات وتقاليد الغزيين ركوب فتيات على الدرجات النارية خلف أزواجهن مما قد يعرضهن للخطر، "الرسالة" شاهدت إحدى النساء وهي تسقط عن الدراجة مما عرضها لكسور نقلت على إثرها للمشفى.

وزارة النقل والمواصلات أكدت أنها منعت دخول الدراجات النارية عبر الأنفاق بقرار من وزيرها. وقال معين قويدر مدير عام الإدارة العامة للمعاهد والمدارس في الوزارة، أن وزارته تنظم دورات تدريبه لسائقي الدراجات النارية، وتحذر من مخاطرها، كما تعلم أصحاب الدراجات قوانين السير والميكانيكا.

وبين أن حوالي 20 ألف دراجة نارية حصلت على تراخيص، وأن حل هذه القضية يحتاج لوقت.

وذكر أن عدد الدراجات بالقطاع تجاوز الـ30 ألف ، كما أن أغلب أسباب الحوادث في العالم كان بسببها، مشددا في الوقت ذاته على حرص وزارته القضاء على تلك الظاهرة.

البث المباشر