غزة –الرسالة نت
أعلن مؤتمر فلسطينيي أوروبا أنه سيشارك بفاعلية بالمسيرة الضخمة، التي ستنطلق من الأراضي المصرية باتجاه قطاع غزة، في "محاولة سلمية" لكسر الحصار الجائر المفروض على القطاع للسنة الثالثة على التوالي، وذلك بالتزامن مع الذكرى الأولى للحرب الإسرائيلية على القطاع والتي زادت من آثار الحصار المدمرة.
ومن المقرر أن يجتمع المشاركون في المسيرة، والذي سيأتون من مختلف أنحاء العالم وسيكون عددهم بالمئات، في القاهرة يوم السابع والعشرين من كانون أول (ديسمبر) الجاري، وهو اليوم الذي يصادف الذكرى الأولى لبدء القصف الإسرائيلي على غزة العام الماضي.
ويعتزم الناشطون الدوليون التوجه إلى غزة للبقاء فيها حتى الثاني من كانون ثاني (يناير) 2010، إذ سيمكثون ويشاركون بفعاليات في غزة.
وقال عادل عبد الله، الأمين العام لمؤتمر فلسطينيي أوروبا: "إن وفداً كبيراً، يضم شخصيات وممثلين عن المؤتمر، من بريطانيا، النمسا، اليونان، الدنمرك، السويد، سويسرا، هولندا وايرلندا، سيشارك بفاعلية في مسيرة "غزة نحو الحرية"، مؤكداً أن "معاناة المحاصرين في قطاع غزة تزداد يومًا بعد آخر، لا سيما بعد ما خلّفته الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع من تدمير كامل للبنى التحتية، كما أن المئات منهم حالياً يعيشون في خيام مع حلول فصل الشتاء".
وأوضح عبد الله في تصريح له اليوم: أن مشاركة مؤتمر فلسطينيي أوروبا بهذه المسيرة يأتي لإيصال عدة رسائل هامة ولعدة أطراف: أولاً إلى أوروبا بأننا لن نتخلى عن أهلنا في غزة، وثانياً إلى غزة بأننا معكم، ورسالة ثالثة للاحتلال الإسرائيلي بأن العالم الحر لن يبقى صامتاً على جرائمه ضد الإنسانية، وسيتحرك من أجل إنقاذ مليون ونصف المليون إنسان فلسطيني في غزة وكسر الحصار عنهم".
وأضاف: "نحن في تحركنا، نسعى للفت الانتباه إلى الطابع غير الإنساني وغير الأخلاقي لهذه السياسة الظالمة المتمثلة في محاصرة قطاع غزة، والتي تمثل انتهاكاً لأحكام القانون الإنساني الدولي ومواثيق حقوق الإنسان". مشدداً على أنه: "آن الأوان للوقوف ضد هذه الجريمة النكراء التي طال الصمت عليها"، على حد تعبيره.
من جانبه؛ أكد أمين أبو راشد، رئيس وفد فلسطيني أوروبا لمسيرة "غزة نحو الحرية"، على أن هذا التحرك هو من بين التحركات التي تدفع بقوة في اتجاه كسر الحصار "الذي نفذ صبر أصحاب القلوب الحية عليه"، مشيراً إلى أن كافة المتجاوبين مع المسيرة يعتبرون أنفسهم لسان حال غزة وفلسطين في العالم، "وهذا أمر له ما بعده على صعيد تطوير آليات التحرك والتأثير".
وحث أبو راشد كافة المدافعين عن الحرية والعدالة وحقوق الإنسان في العالم أجمع بأن يرفعوا أصواتهم عالياً لرفض الحصار الجائر الذي يطال المواطنين الفلسطينيين، مشيراً بصفة خاصة إلى دور ممثلي الأديان والمؤسسات الدينية، والمثقفين والإعلاميين، وقوى المجتمع المدني، معتبراً ذلك "التزاماً إنسانياً وأخلاقياً مفروضاً على أصحاب الضمائر الحيّة في أوروبا والعالم أجمع".
وقال "إن استمرار فرض الحصار حتى الآن ورغم آثاره المدمّرة التي يشاهدها العالم عبر شاشات التلفاز؛ هو تنكّر دولي للمعاهدات والمواثيق الإنسانية الدولية"، معتبراً ذلك "وصمة عار على جبين الدول الموقعة على اتفاقيات حقوق الإنسان، والتي تضمن حياة المدنيين حتى في حالات الحروب".وأشار أبو راشد إلى أن صمت الدول، الموقعة على هذه الاتفاقيات، على هذا الحصار وعلى حرب الإبادة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني "يعطي تشجيعاً للسلطات الإسرائيلية بالإمعان في حصارها وعدوانها، وهو ما يجعلها لا تكترث بالأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية".
ولفت الانتباه إلى أن الميثاق الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية يعرّف "الإبادة" بأنها "كل تصرف من شأنه فرض أوضاع معيشية على جماعة من الناس تؤدي إلي تدمير حياتهم كليا أو جزئياً"، وفي المادة الثامنة من الميثاق الأساسي نفسه تعرف "جرائم الحرب" بأنها تشمل تجويع البشر، أو تعمد منع إيصال المواد الإغاثة إليهم"، مشيرة إلى أن "الإبادة وجرائم الحرب ترتكب ضد أهل غزة حالياً دون أن تحرّك ساكناً تلك الدول الموقعة على هذه الاتفاقيات والمواثيق"، حسب توضيحه.