بقلم: م. كنعان سعيد عبيد
قصتنا ليست مُسلية كعلي بابا والأربعين حرامي ولا على نمط "إنها تذكِّرة" المذكِّرة بل قصة شعب بدأت معركة كرامته مع أول كرت تموين تُصَفُ لأجله الطوابير مُنتظِرة كيلَها من طحين الذُّل على رواية مسلسل التغريبة الفلسطينية للمخرج حاتم علي, معركة الأرض والإنسان يخوضها الشعب الفلسطيني بكله يوم أن سلَّطت وكالات الإغاثة نيران طحينها وقذائف حليبها على الَّلاجئين مُستَهدِفة الكرامة والذَّاكرة كما المُفتاح وأوراق الطابو حالمةً بأب ينتظر كيل طحين وولد ينسى.
ولم يَكُن الشعب الفلسطيني عِنْد سُوء ظنِّ أصحاب الطَحين به ولم يفقد بوصلة الكرامة يوم أن أصبح الفلسطينيون ملوكَ الهندسةِ والتعميرِ وأمراءَ الطبِ والتدريسِ وعمالقةَ الإدارة والتصنيع أصحاب صنعة ومهنة كانوا كشغالات النحل لا كمرتزقة الدبابير.
ولغزة شأن غير بعيد عن معركة كرت التموين يوم أن تألقَّت المقاومة على نحو وعي ثقافة الانتصار والصمود أُريدَ لها أن تَدخل معركة الكابونة وطوابير فرص عمالة البطالة ليصبح عشرات ألاف مهرة الصناع والخياطين زبائن بوابات جمعيات الإغاثة على ثقافة اليد السفلى متسولة قوت يومها قانعة بفتات.
وللإبرة خصوصية مقالنا يفهمه أهل الاقتصاد والخياطين يوم كنا نلبس مما نَخِيطُ ونَخِيطُ مما نَنْسُج يوم كانت غزة تحتضن أكثر من خمسين ألف آلة خياطة يومها ألبسنا غيرنا صنع أيدينا وكنا أهل صنعة ذات اليد العليا.
ومع الصين معركة ذات الإبرة لم ننتصر فيها كما انتصرنا في معركة ذات الشوكة مع إسرائيل يوم غزتنا منسوجات الصين من كل حدب ينسلون وكأنها يأجوج ومأجوج أو كأننا وقعنا وثيقة استسلام تتكفل بها غزة بتشغيل عشرين ألف خياط ونساج صيني وتتعهد بإغلاق مشاغل الخياطة في غزة.
وعلى الحكومة وأهل الاقتصاد أن يحسموا معركة الإبرة مع الصين لِتُقفل فيها الحدود أمام الملابس والمنسوجات الصينية، ولا بد من رباط على ثغور المعابر وإعداد رباط الخيط تُصد فيها كل مخيطة تقذف بأبنائنا بعيداً عن ثقافة الأكل من تعب اليد, وأهل الصنعة يعرفون أنهم على أبواب التحضير لأزياء موسم العام الدراسي الجديد الذي يستلزم ما يزيد عن مليوني مخيطة كفيلة بتحريك عشرين ألف إبرة خياطة وتحرك معها عجلة الاقتصاد المنتج لا اقتصاد التسول وعلى أهل الصنعة من النساجين والخياطين إتقان صنعتهم لنيل محبة الله "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" وعلى فرق مراقبة الجودة في الحكومة متابعة جودة الإنتاج وحسن التصنيع, وعلى نقابات الخياطين والغرف التجارية أمانة الدفاع عن أهل الصنعة.
ومعركة المسمار للنجارين من أخوات معركة الإبرة كغيرها من المعارك التي يجب أن تُخاض، لذا وجب لها الإعداد.