غزة-الرسالة نت "خاص"
يرى خبيرين في الشئون العسكرية والاستراتيجية "أن الإحتلال غير قادر على شن عدوان جديد على غزة في الوقت الراهن"، مؤكدين في حديثهما لـ"الرسالة نت" أن "هاجس الفشل" يلاحق قادة الإحتلال كلما دقوا طبول الحرب.
و كان العميد "تسفيكا فوغل" -رئيس ما يسمى "مركز النار" خلال عدوان غزة- قال إن الأمور في قطاع غزة تتجه إلى الأسوأ، "ولا تبشر بخير بالنسبة لـ(إسرائيل)", وإن جميع المعطيات تشير إلى أنهم أمام تحدّ حقيقي يجب عليهم مواجهته بجدية, على حد تعبيره.
وقال اللواء متقاعد واصف عريقات -خبير ومحلل عسكري- إن (إسرائيل) تفكر ألف مرة قبل الإقدام على اتخاذ أي قرار بالحرب، معللا ذلك بأن المعادلة التي تشغل قادة (إسرائيل) تدور حول أن معنويات جنودهم متردية بعد خسارة حربين في جنوب لبنان وغزة وأسر شاليط.
و أكد عريقات أن القيادة (الإسرائيلية) هاجسها هو الخوف من الإخفاق، "لأن "حرب الفرقان" أثبتت عدم جدوى الأعمال العسكرية سواء كانت الميدانية المباشرة أو غير المباشرة، أي بالحصار"، مبينا أن صمود الشعب الفلسطيني في غزة "ضرب العقيدة العسكرية (الإسرائيلية) في مقتل، ولم تعد الحرب بابا لتصدير (إسرائيل) لأزماتها التي تضاعفت".
وتساءل عريقات حول ما إذا كانت الحرب التي تدق طبولها (إسرائيل) محسوبة عند قيادتها، مفترضا أنه إذا كانت الإجابة "بنعم" فإنها لن تقدم على الحرب "لأن منطق الحسابات يبرهن عدم جدواها".
هروب من المأزق
أما الخبير في الشؤون الإستراتيجية الدكتور محمود العجرمي فيرى من جهته، أن " تهديدات الاحتلال بشن الحرب هروبا من المأزق الذي يواجهه داخل كيانه الغاصب، إذ شكل لأجل ذلك وزارة جديدة سماها وزارة الجبهة الداخلية؛ على اعتبار أن المواجهة التي قد تأتي سوف تكون بدايتها داخل العمق المحتل في أراضي الـ48".
وأكد أن الاستعدادات العسكرية (الإسرائيلية) متوفرة وتزداد في أجواء غزة وحدودها، ولكنه عبر عن اعتقاده بأن الاحتلال غير قادر على شن عدوان كبير على غزة، "كما إن الوقائع تشير إلى أن قوة الردع (الإسرائيلي) لم تنجز أيا من أهدافها في الحرب الأخيرة".
وأرجع عريقات صمود غزة في الحرب الأخيرة إلى عاملين رئيسيين، "جدارة صمود أهل غزة مدة 22 يوما متواصلة من جانب، ومن جانب آخر ضبط الميدان فلسطينيا كان له أثر كبير على الصمود".
أما من حيث العمل العسكري (الإسرائيلي) في الحرب فقد ذكر عريقات أنه الخشية (الإسرائيلية) من المواجهة الميدانية كانت واضحة ما بين الجندي (الإسرائيلي) والمقاوم الفلسطيني، مؤكدا أن التطور في الأداء وليس في استخدام المعدات، "وأيضا في نضوج الذهنية العسكرية للمقاومة التي باتت تقدر المصلحة من استخدام السلاح وتوقيته".
وأضاف: "مقاومة غزة أثبتت للعالم أنه ليس المهم من يملك السلاح الأقوى بقدر من يدير هذا السلاح، علما أن ميزان القوى في غزة كان مختلا عشرات الأضعاف لمصلحة (إسرائيل)، ولكن مع كل هذا كانت المواجهة العسكرية صعبة على الاحتلال".
عملية سريعة
وفي الإطار، أوضح العجرمي أن (إسرائيل) تحاول أن تدير عملية إعلامية كبيرة.. "وليس عملية عسكرية"، مشيرا إلى أن الصمود المتعاظم في غزة وقوة فصائل المقاومة وأجنحتها العسكرية وبخاصة حركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام تزداد.. "عدة وعتادا واستعدادا عسكريا، علما أن الأخيرة لا تنفي ولا تؤكد أنها تمتلك أسلحة ومقومات جديدة"، وفق تعبيره.
وحول الدعاوى (الإسرائيلية) لتنفيذ عملية عسكرية سريعة في غزة قال العجرمي: "(إسرائيل) كررت الدعاوى الإعلامية بسرعة تنفيذها لأهدافها عدة مرات، حيث استخدمت لذلك في حربها الأخيرة منظومة الأسلحة البرية والجوية والبحرية بمعدلاتها وصنوفها المختلفة، وحاولت تجريب أسلحة أخرى ولم تفلح في ذلك".
وأضاف: "أعتقد أن الاحتلال سينفذ عملياته في منطقة محددة لإيقاع أكبر خسائر نوعية بالمقاومة الفلسطينية، ولكن الأخيرة فهمت ذلك جيدا وأثبتت في حرب الفرقان أنها قادرة على ردع الاحتلال والتصدي له مهما استخدم من معدلات ناره الهائلة".