غزة - رائد أبو جراد
رأى محللون سياسيون بأن عام 2010 المقبل سيشهد وجود تغير في مسار القضية الفلسطينية خاصة الانفتاح الدولي والعربي على حركة حماس بعد سنوات من حصارها ومحاربتها، مؤكدين بأن حركة "حماس" ستعد نفسها لمستقبل القيادة والريادة للمشروع الفلسطيني.
وأجمع المحللون في أحاديث منفصلة مع "الرسالة نت" بأن السيناريوهات المتوقعة لما سيكون عليه مستقبل الحركة مرتبط بعدة أمور، منها نجاح صفقة التبادل بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، وفتح محطات سياسية جديدة مع بعض دول الاتحاد الأوروبي.
حماس زادت قوة
المحلل والكاتب الصحفي مصطفى الصواف أكد على أن حركة حماس لم تتغير سيناريوهاتها وسنبقى على التزامها وثباتها على القضايا الهامة والمصيرية للشعب الفلسطيني،مضيفاً:"حماس ستعد نفسها لمستقبل القيادي والريادي للمشروع الفلسطيني.
وتوقع الصواف حدوث تقارب خلال عام 2010 المقبل من قبل العالم العربي والدولي، مستطرداً: حماس زادت قوة في الشارع الفلسطيني والعربي والاسلامى وكذلك على المستوى الدولي لما أظهرته من صمود ومواجهة".
أما المحلل السياسي طلال عوكل فتوقع أن يكون العام المقبل عام المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، مضيفا:" هذه ليست أمنية، هذا الأمر له علاقة بالقضية الفلسطينية ومواجهة التحديات التي تعصف بالفلسطينيين كأصحاب قضية تشكل جوهر الوضع العربي والإسلامي.
وقال: "الآن مضى 4 سنوات على الانتخابات الفلسطينية لعام 2006 ومنذ ذلك الوقت زاد الانفتاح على مستوى معين، الأمور اليوم ليست كالعام السابق (..)حركة التضامن والوفود القادمة للقطاع في ازدياد".
ووافقه الرأي د. أيمن يوسف أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية بجنين الذي أكد على أن القضية الفلسطينية ستنجح على صعيدى حماس والشعب الفلسطيني بارتباطها بعدة أمور، مضيفاً:" حدوث انفتاح دولي على حماس يتوقف على مدى نجاح الحركة في إجراء صفقة التبادل مع الاحتلال حول الجندي الأسير لديها في غزة جلعاد شاليط.
وتابع:"نجاح هذه الصفقة سيكون بمثابة المبدأ الهام لإعادة ترتيب القضية الفلسطينية خاصة إذا كان من بين الأسرى المنوي الإفراج عنهم وفق الصفقة اسري من فصائل فلسطينية مختلفة وإعادة الولوج في المصالحة من جديد بين حركتي فتح وحماس".
تتلاعب بالتناقض الفلسطيني
وعاد الصواف ليبين بأن وضع حماس على الساحة الفلسطينية أعاد الحياة للقضية الفلسطينية وعدم تنازلها وتمسكها بالثوابت والتحرير والعودة والمقاومة، موضحاً بأن القضية الفلسطينية باتت الآن في وضع أفضل بكثير رغم الحصار والتضييق.
وأضاف: باعتقادي بأن حماس فرضت نفسها في الآونة الأخيرة وأصبحت الأولى على الساحة الفلسطينية، مشيراً إلى وجود تعاطف دولي ومحاولة الاقتراب من "حماس" وهذا ما حدث في الآونة الأخيرة.
ومضى عوكل بالقول:"الحصانة الأساسية هي حصانة الحوار الوطني الفلسطيني وفى العام المقبل يرجح ضرورة عودة الأطراف إلى الحوار ووقف الانقسام"، مشيراً إلى أن "إسرائيل" تتلاعب بالتناقض الفلسطيني الداخلي وأنها بعد مدة زمنية ستخرج لتبحث عن الشريك الفلسطيني في المفاوضات.
وأوضح وجود اقتراحات وحلول وسط تريد الحوار وتفتح مجال لتسجيل ملاحظات دون انكسار مصر على فتح الورقة وحماي ترفض ذلك، مستطرداً:" لا نتوقع من مصر أن تتراجع تحت الضغط، لكن هناك مخارج تحفظ لكل طرف دوره ومخارجه".
لكن يوسف يرى بأن عام 2010 سيكون اقل توتراً من العام الحالي 2009 وانه في حال نجحت جهود المصالحة وصفقة التبادل مع الاحتلال فان العلاقة الفلسطينية ستصبح أكثر ايجابية وستلطف الأجواء.
اتصالات سرية
وفى معرض حديثه عن الانفتاح الدولي على حركة حماس رأى يوسف وجود اتصالات سرية أخرى على أكثر من جهة وأكثر من صعيد خاصة مع بعض الدول الأوروبية خاصة الشمالية منها لهدف إقامة علاقات مع حركة حماس.
وتابع الصواف:"في تصوري الحوار الداخلي يبدو بأن الجانب المصري أغلقه في الآونة الأخيرة وإذا استمرت مصر تصر على ذلك فالمصالحة في خطر وهى توضع في الثلاجة للتجميد والحفظ لحين الحاجة".
وأشار إلى أن المرحلة المقبلة ستؤهل "حماس" لقيادة المشروع الفلسطيني وسيكون هناك إقبال كامل للحوار مع حركة حماس وستكون هذه المرحلة متقدمة، معتقداً بأنه بعد الفشل الذي منيت به سلطة عباس سيحدث تضييق في سياستها في الضفة الغربية المحتلة.
وتوقع الكاتب الصحفي أن الأيام القادمة لن تكون في صالح سلطة عباس وستدفع باتجاه حركة حماس وتقارب مبادئها، مضيفاً:"حماس في كل عام تزداد قوة وثبات وريادة وهذه الصورة ستضح أكثر في العام المقبل2010 وستصبح الحركة الإسلامية الأقوى قابلية والأكثر شعبية".
من جانب آخر، ذكر عوكل بأن القضية الفلسطينية بشكل عام ستقوى إذا تم الحوار والمصالحة، قائلاً:"إذا جرى اتفاق وطني فان الظرف القائم سيتغير، أما إذا بقى الانقسام على حاله فإن الوضع سيزداد صعوبةً(..) والانتخابات لن تحدث إلا في ظل توافق فلسطيني ووطني كامل".
أما أستاذ العلوم السياسية يوسف فقد رأى بأنه لن تحدث أية تطورات كبرى على صعيد العلاقات بين حركتي فتح وحماس، متوقعاً أن يشهد عام 2010 تراجعا في حدة الانفعالات بين الحركتين.