قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد أن فقدتها من الجمهور الفلسطيني

من يعيد لـ"فتح" الثقة المفقودة بين القيادة والقاعدة؟

فايز أيوب الشيخ

برزت داخل حركة فتح "الثقة المفقودة" بين القيادة والقاعدة وخاصة في قطاع غزة، وهذا ما يبرر الهدف من الزيارات الدورية لقيادات فتحاوية موجودة في الضفة الغربية إلى غزة والحراك الجاري لما يوصف بإعادة ترتيب البيت الفتحاوي الداخلي وسبل تفعيله.

يذكر أن نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح التقى مؤخرا بغزة أعضاء الهيئة القيادية العليا وأمناء سر أقاليم فتح، ومن المقرر –وفق مصادر فتحاوية مطلعة لـ"الرسالة"- أن تتبعها زيارات لأعضاء آخرين من اللجنة المركزية لفتح.

على "مفترق طرق"

ولعل ما يؤكد غياب الثقة بين القيادة والقاعدة ما حذر منه النائب الفتحاوي ماجد أبو شمالة من أن "الحركة على مفترق طرق"، "فالاستهانة برغبات القاعدة وطموحها قد يجر "فتح" إلى كارثة"، موضحا أن الفترة الماضية خلفت أزمة ثقة بين قواعد الحركة وقيادتها.

ودعا النائب الفتحاوي –في بيان صحفي- إلى مصالحة شاملة داخل الحركة بين القيادة والقاعدة، "والاستعداد لخوض معركة الانتخابات"، مشددا على أن المواجهة لن تكون سهلة، "وستكون حاسمة ومفصلية في مستقبل الحركة"، قائلا: "نحن مقدمون على انتخابات شاملة ستحدد قيادة الشعب الفلسطيني في منظمة التحرير والسلطة الوطنية الأمر الذي يستدعي منا الشروع الفوري في تهيئة الحركة لخوض هذه المعركة أمام خصم سياسي جاهز ومستعد وأوراقه مرتبة"؛ في إشارة إلى حركة حماس التي فازت في الانتخابات السابقة بالأغلبية.

سخط "الشبيبة الفتحاوية"

التخوف الذي أبداه أبو شمالة شاركه فيه النائب الفتحاوي أشرف جمعة، وأرجعه إلى الانقسام الحاصل داخل حركته لسبب ما زعم أنه البعد الجغرافي، "وعدم التواصل الفتحاوي بين الضفة وغزة"، معتقدا أنه وبمجرد الوصول إلى المصالحة الوطنية يمكن لحركة فتح أن تتحرك بأريحية، "ويمكن أن يتواصل التنظيم الواحد بين أجسامه وكوادره".

وبرر جمعة في حديثه لـ"الرسالة نت" السخط الموجود لدى القاعدة الشبابية الفتحاوية بأنه "أمر طبيعي"، "لأن هناك أجيالا فتحاوية تولد وتريد أن يكون لها مكان"، معتبرا أن أجمل ما في حركته أن جميع قواعدها تستطيع أن تعبر عن رأيها، مستدركا: "يجب أن يكون ذلك في حدود ما يخدم مصلحة الحركة".

وأضاف: "نقبل أي إطار فتحاوي يحاول أن يجدد نفسه علمًا أن لدينا قواعد كبيرة يجب على الجميع أن يخشاها، والتي ستبرز وتبرهن عن نفسها في لحظة ما"، وفق تعبيره.

يشار إلى أن احتجاجات جرت في غزة من الشبيبة الفتحاوية رفضا لانتهاج اللجنة القيادية لفتح سياسة مبرمجة تستهدف تقزيم دور الشباب الفتحاوي وتهميشه رافضين إلغاء اسم منظمة الشبيبة الفتحاوية وتحويلها إلى مكتب طلابي، طبقا لبيانهم.

وحول جهوزية حركة فتح لخوض الانتخابات القادمة أشار جمعة إلى أن حركته تحاول أن تكون مستعدة كما استعداد حركة حماس الـ "متابع جهدها"، مؤكدا أهمية "المنافسة بصورة ديمقراطية، "واحترام خيار الشعب هذه المرة!".

يذكر أن حركة فتح لم تحترم خيار الشعب ونتائج الانتخابات عندما فازت حركة حماس في الانتخابات، وذلك عبر محاولاتها إفشال الحكومة العاشرة التي شكلتها حماس وحكومة الوحدة الوطنية بإثارة الفوضى والفلتان الأمني. 

وظائف غزة المفقودة

ولم ينكر النائب الفتحاوي محمد حجازي -هو الآخر- أن البيت الفتحاوي شهد ترهلا واضحا بعد الانتخابات السابقة، "وبعد مؤتمر فتح الأخير"، مؤكدا أن لملمة الداخل الفتحاوي وإصلاحه لن يكون صعبا، "الأمر الذي سيستدعي من الكل الفتحاوي بذل المزيد من الجهد لإعادة الوحدة إلى الحركة".

وفي حديثه لـ"الرسالة نت" راعى النائب الفتحاوي الظروف الصعبة التي يعيشها الجسم الطلابي والشبابي داخل حركته، مبينا أنهم -في كتلة فتح البرلمانية- حاولوا أكثر من مرة متابعة الشؤون الفتحاوية عبر السفر إلى "رام الله"، ولكن وبمجرد عودتهم سرعان ما تتغير الأمور لعدم الالتزام بالوعود التي يجري التعهد لهم فيها بحل قضايا الشباب الفتحاوي.

وأوضح حجازي أن أهم المشكلات التي تؤرقهم هي حصة قطاع غزة من الوظائف للشباب والخريجين المتعطلين عن العمل، موضحا أن حصة غزة كانت -قبل الانقسام- 4500 شاغر وظيفي سنويا، "سواء في قطاعي التعليم أو الصحة أو باقي الوزارات.. أما الآن فليس هناك أدنى نسبة باستثناء قطاع التعليم نتيجة التنسيق الحاصل بين الوزارتين في الضفة وغزة".

كما أشار إلى أن حصة غزة من الوظائف العسكرية مفقودة، "وكذلك ضئيلة من المنح الدراسية.. إضافة إلى شح المشاريع الجديدة التي تأتي عن طريق المؤسسات الدولية المختلفة والدول الصديقة"، وفق تأكيده.

وشدد حجازي على أنه لا يجوز أن يكون الخلاف التنظيمي والانقسام على حساب المواطنين  وحقوق الشبيبة والطلاب والخريجين، مؤكدا أنهم -كتلة فتح البرلمانية- سيظلون ينتقدون تلك السياسة المتبعة، "وسنرفع أصواتنا حتى نعوض ما جرى فقدانه طوال المدة السابقة". 

وبما أن الثقة مفقودة بين قيادة فتح وقاعدتها فكيف للقاعدة الجماهيرية الفلسطينية العريضة أن تلمسها؟، ويبقى السؤال يطرح نفسه: على ماذا تعول فتح في المرحلة القادمة؟.

البث المباشر