خانيونس-الرسالة نت- "خاص"

بيت من "البلاستيك" -النايلون- على قطعة أرض مستأجرة, هذا ما تملكه عائلة أبو أدهم التي تتكون من ستة أصحاء واثنين من المعاقين بعد أن هدم الاحتلال بيتها, فالبيت لا يقي برد الشتاء ولا حر الصيف.

العائلة لجأت لاستئجار قطعة أرض في بلدة القرارة شرق خانيونس جنوب قطاع غزة بعد أن دمرت قوات الاحتلال منزلها خلال الحرب لتقيم عليه هذا المأوى المتواضع ليستر حالها البائس.

ما يؤرق أبو أدهم وزوجته هو حال ابنيهما اللذان يعانيان من إعاقة خلقية, وقالت الزوجة الصابرة لـ"الرسالة نت" : "أعيش حياة مأساوية أنا وأبنائي المعاقين ندى وأدهم وأربعة أصحاء في بيت لا توجد بداخله أدنى متطلبات الحياة".

قطع حديث أم أدهم وصول ابنتها ندى, وهي تزحف على الأرض مستعينة بيديها وحلقت بنظراتها على وجوه الحضور وابتسمت بخجل شديد عندما علمت أن ثمة ضيوف في "منزلهم".

تابعت أم أدهم حديثها قائلة: "لا أستطيع توفير العلاج لأبنائي نتيجة للظروف الصعبة التي نعيشها ونأمل أن نحصل على مساعدة تخرجنا من شح المال وضيق المأوى".

كانت عائلة أبو أدهم تقطن بالقرب من مدرسة المعري في بلدة القرارة شرق مدينة خانيونس قبل أن يهدم الاحتلال منزلها ويشردها.

ودعت أم أدهم المسؤولين بإعادة إعمار منزلها وتوفير الكراسي المتحركة والعلاج لأبنائها المعاقين ليعيشوا حياة كريمة.

قطعت ندى حديث والدتها وخرجت من دائرة الصمت قائلة: "أحلم في إكمال دراستي لكن ظروفي منعتني فاضطررت للخروج من المدرسة بالصف الثالث, بعد أن تعرضت للإصابة أكثر من مرة لعدم توفر ما يساعدني على التحرك".

الإعاقة التي تعاني منها ندى تجعل حركتها محدودة, بينما يسافر خيالها بعيداً فتتمنى أن تكمل تعليمها وتخرج للعب والتنزه كباقي الأطفال.

أدهم الأبن الآخر للعائلة بدى مرحاً في حديثه رغم الإعاقة فهو يتنقل بعزيمة قوية متحديا كافة حواجز الإعاقة, فلا يترك الصلاة في المسجد مستدركاً بالقول: "أشعر بالحزن عندما أرى الأطفال وهم يلعبون حين ذهابي للمسجد وأحلم أن أتمكن من التحرك واللعب مثلهم".

وتمنى أدهم أن يحصل على كرسي كهربائي كي يمارس حياته بحرية أكبر من الإعاقة التي يقول إنها لن تؤثر عليه, عازماً تعلم مهنية "النجارة" ليعتمد على نفسه ويبني "عش الزوجية".